لم يحسم المخرج السوري حاتم علي (الصورة) خياره للموسم الجديد بعد. ما زال الرجل رقماً صعباً في عالم الدراما، واسماً مطروحاً بقوة لدى غالبية شركات الإنتاج العربية. كل عام، تنهال عليه العروض بمجرد انتهاء شهر رمضان، ليختار بروية.أنهى صاحب «التغريبة الفلسطينية» تصوير الجزء الأول من مسلسله «العرّاب- نادي الشرق» (سيناريو وحوار رافي وهبي) الذي عرض في رمضان، ثم طار إلى مصر مقر إقامته الحالي، ليمضي إجازة قصيرة، سرعان ما أنهاها وعاد إلى بيروت «عاصمة الدراما السورية» بشكلها الجديد.

مصادفة مرورنا على توقيت تناوله قهوته الصباحية، ستقودنا للقائه سريعاً في أحد مقاهي شارع الحمرا. لم يغيّر حاتم علي عادته القديمة في شراء الصحف ومطالعتها بنسخها الورقية. ما زالت التكنولوجيا غريبة عنه، مثل غالبية أبناء جيله يتعلّق برائحة الحبر وملمس الورق. لكن يبدو واضحاً أنه استبعد «الأخبار» من بين جرائده المفضلّة، رغم مواظبته سابقاً على قراءتها عدداً بعدد! على العموم، يبدو صاحب «ثلاثية الأندلس» منطقياً إلى حد كبير، لا يتبنى نجاحات وهمية كعدد كبير من نجوم الدراما العربية. الأمر مختلف عند المخرج المثقّف لأنه يحكي بتواضع عن محاولاته في «نادي الشرق» ويترك لنا حرية الانتقاد لما قدّمه. لا ينكر أنه سيخوض تجربة الجزء الثاني من العمل نفسه معوّلاً على جدّية المشروع، والنص الذي ينتظر إنجازه كاملاً، وموهبة ممثليه الاستثنائية. سيكون الجزء الثاني من بطولة باسم ياخور، وباسل خيّاط وأمل بوشوشة، على أمل أن يتجاوز المشروع الملل والتطويل اللذين وقع فيهما في الجزء الأوّل.
عموماً، يبقى الباب مفتوحاً لخوض علي تجربة ثانية هي مسلسل «أوركيديا» لكنها غالباً لن تكون لرمضان المقبل، رغم إنجاز صاحب النص عدنان العودة عشر حلقات، بعد تبني المسلسل من قبل شركة «إيبلا» (هلال أرناؤوط). إلا أن جلسة عمل طويلة تجمع العودة مع علي ومدير إنتاجه صلاح طعمة اليوم لتحديد ملامح «أوركيديا» (دراما تاريخية متخيلة) وتحديد موعد تصوير مبدئي. يصرّح لنا كاتب السيناريو عن مسلسله بالقول: «سيطرح العمل على مستوى الأزياء والديكور طابع المرحلة السلجوقية، إلا أنه متخيّل تاريخي. لكن أهميته تأتي من بنيته الحكائية، كما في حكايات الجدات، وتقوم القصة بشكل مقتضب على سيطرة الملك الجنابي ملك مملكة آشوريا على مملكة أوركيديا، وقتل ملكها، لتلجأ زوجته بطفليها عتبة بن الأكثم ورملة بنت الأكثم إلى مملكة سامارا ويعيشون في كنف الملك آلمار. وبعد أن يشب عتبة، يسعى لاستعادة مملكة أبيه، لكنه يواجه مصاعب كبرى في ذلك». يشرح العودة مضيفاً: «من جانب آخر، يعرف عتبة من إحدى عرافات سامارا أنه سيقتل على يد الابن الذي ستلده شقيقته رملة ليسعى جاهداً لمنع أخته من الزواج أو الاتصال بأي رجل في محاولة لمعاندة القدر، فهل سينجح في ذلك؟؟ هذا ما ستؤكده أو تنفيه، حلقات مسلسل «أوركيديا» الثلاثين»
تجربتان بمثابة مغامرتين أمام أشهر مخرجي الدراما السورية ستكونان اختباراً جديداً لاسمه رغم ما حققه من أعمال هامة في مسيرته الغنيّة.