في يوميات حنينه إلى الماضي، أوغل النجم السوري أيمن زيدان (الصورة) مرّات عديدة في استعادة تفاصيل سهرات قريته «الرحيبة» الوادعة على هضاب القلمون في ريف دمشق. إذ كتب ذات مرّة: «أروع السهرات تلك التي تحدث في مناسبة ما، حيث يكون أبرز ضيوفها شبابة مطر القديمي، ومجوز مرعي دقدوق، وإيقاع وليد نصرة، الزيبقلي والعششي والضميري والرجالي… وناي محمد صيلين، وصوت أبوعصام جريش، وربابة الخال أبو خليل مسلط، وإيقاعات مهباج القهوة... كانت السهرات تطول، وتبدأ من «أول ما نبدا ونقول وصلّوا جملة ع الرسول» وتنتهي بآخر حروف الأبجدية... كل السهرات الطويلة اكتسبت لقب «سهرة رحيبانية» كناية عن زمنها القياسي».
وفي مكان آخر، حكى زيدان عن المبارزة بالعتابا عندما قال: «كانت تجري كل تلك المعارك الصغيرة... أرقبها بشغف وأتوحد مع لحظاتها الممزوجة بالضجيج وصوت المهباج ومحاولات عثمان الأقرع في أن يصدح بعتابته وأحلى ما فيها إشراقة عينيه الخضراوين على بشرة شديدة السمرة». المشهد ذاته سيتكرر، لكن على يد نجم «نهاية رجل شجاع» وبشكل واقعي من دون أن يكون مجتزأً من عمل درامي. فخلال تصوير فيلم «درب السما» مع المخرج جود سعيد، التقى النجم السوري بنجم العتابا في قرى الساحل إبراهيم صقر، المعروف بلقبه «أبو عاطف». وبعفوية مطلقة، دارت مباراة حامية بين الاثنين، استعار فيها «أبو حازم» إمكانات قديمة في العتابا واستعاض عن جمالية الصوت بالحسّ التمثيلي العميق، حيث أوهم خصمه بأنه ينفعل بنحو كبير، ويتأثر بما يقول، وراح يرد عليه بحدّة مبالغ بها، ليأخذ محاوره إلى حدود قصوى في الانفعال، فراح يرد عليه بسرعة دون أن يتمكّن من ضبط حركاته. مرة يقف، وأخرى يجلس، وثالثة يظهر أعتى إمكانات صوته الجميل، ثم يلوّح للجمهور الذي استلّ غالبيته موبايلاته وراح يصوّر المشهد اللافت.
المباراة لم تستمر سوى دقائق افتتحها زيدان بقول لخصمه: «يا بحر الشعر عملي الليلة وطفلي، نار القلب بالهوا طفّ لي، بعدك بالشعر يا أبو عاطف طفلي، روح دبدب على الركاب». ليأتيه الرد سريعاً: «قلبي بالسمع صاير وزيدان، ويارب بالعطا إعطيهم وزيدان، ولو جاني ألف زيدان بشعرن وزيدان، فيني بطحنهم تحت النياب»، فاستمر تبادل أبيات العتابا الهجائية بطريقة كوميدية قبل أن يقرّر نجم «يوميات مدير عام» إنهاءها كي «لا يعلى الدوز» مثلما قال وهو يعانق خصمه، ويشجعّ فنّه. هكذا، انتشر الشريط على مواقع التواصل الاجتماعي السورية، وكأنّه اكتشاف جديد لمواهب أيمن زيدان وخفة ظله!