لبنان الازعر/ ملحق

«معليش ..عنا كتير سوريين» تقول المراهقة المحجبة إبنة صاحب «حملة بدر الكبرى» التي انقلبت إلى نوع من موقعة «أُحد»، بعد إختطاف 12 رجلا شيعيا كانوا عائدين من زيارة العتبات المقدسة في إيران. تنتقل المذيعة إلى غيرها، لكن المراهقة تعود إلى الميكرو، مهددة تارة ومتوسلة، بين السطور، تارة أخرى، أن لا يعذبوا أبيها « وإلا.. لأن كل واحد من هول الشباب بمية سوري»!تحتار بين التأثر بقلق الفتاة الدامعة الغاضبة أو تغضب لهذا التفكير العنصري «العفوي». تفكير لا يوحي الا بشيء واحد: يأس الناس من العدالة الا بقوة الذراع وانتهاء هيبة الدولة. في هذا الوقت، إختفى العمال والطلاب السوريون من الضاحية التي كانوا يظنون أنفسهم بمأمن فيها، بعد أن كانوا قد إختفوا من الشوارع «الأخرى» إثر اغتيال الحريري. كان علينا أن ننتظر اليوم لنفهم ما الذي حصل (شهادة سوري علق في الضاحية في عدد اليوم) يخرج السيد سريعا باتصال هاتفي مع قناة «المنار» ليضب الشارع. يحرص على القول بأنه نسق مع «الإستاذ نبيه بري»، قائد «حركة أمل». وهذا الحرص له موجباته. فجماعة «أمل» معروفون بأنهم أول من ينزل الشارع، هذا إذا كانوا أصلا قد طلعوا منه. فمعظمهم شباب «متل طرابين الحبق»، عاطلون عن العمل، لا يكفون عن التوافد الى سوق عمل «مقفل» في وجوههم، خاصة مع أقفال باب الهجرة الى البلدان العربية ايضا، لأسباب مذهبية.. وفي حين «أنضب» معظم الجمهور، الشيعي طبعا، بعد مداخلة نصرالله المدعومة "بريا"، استمر بعض هؤلاء بإحياء الليل، مستمتعين بنشوة سيادتهم على الشارع وذلك بإشعال الإطارات والقفز فوق النيران ببهجة. وبكل الأحوال لم يكن منتظراً تجاوبهم قبل انتهاء مفاعيل «الحبة»، أي في الصباح. السائق من عين الرمانة، الذي كان يشكو أن شباناً توقف لهم ضربوه وضربوا السيارة، لم يكن يعلم ان «بوسطة عين رمانة اقليمية» قد خطفت منذ ساعات في ريف حلب على الحدود التركية. بوسطة، بدا أن خطّ سيرها «الوهمي» الواقعي مذهبياً، يمتد (حالياً وحتى إشعار آخر) فقط حتى العراق، وهو خط تبدأ محطاته ربما بالطريق الجديدة، طرابلس، حلبا، وادي خالد، فحمص، فريف حلب و"الحدود التركية"، التي لا يعرف مدى تورط حرسها بنصرة "أهلهم" في الجهة السورية عبر مساعدتهم على تحديد أهداف مذهبية «نظيفة» لعملياتهم. وإلا، كيف اختار "المنشقون" عن الجيش السوري الحر، هذه البولمانات تحديداً برغم عدم حملها أي شعار يدل على مهمتها أو طبيعة من فيها، كما شاهدناها على الشاشات أمس؟ كيف عرفوا أنها كانت تحوي زواراً شيعة ومن الضاحية تحديداً؟ وكيف علم من فجّر عبوة ناسفة في منطقة "الخمسة كيلومتر"، أي منطقة الفالوجة والرمادي الشهيرة منذ احتلال العراق بإيوائها لعناصر متطرفة اسلاميا وللقاعدة؟ كيف عرفوا ان هؤلاء المارة، في تلك البوسطة تحديدا، هم لبنانيون وشيعة ومن سكان الضاحية؟. طبعاً، هذه مجرد استنتاجات، يعززها حصول كل تلك الأحداث في وقت متقارب جداً لا يتجاوز 48 ساعة. فهل هو أثر دومينو تلقائي؟ اي إن الأرض ميدانياً صارت جاهزة الى هذا الحد؟ حد الانفلات مع الإشارة الاولى؟ ام إن الأمر مخطط له؟. في هذا الوقت، كانت الإحتفالات بخروج شادي المولوي «متل الشعرة من العجين» تتواصل شمالاً. فبعد أن أوصله الوزير الصفدي، الذي كان شعار حملته النيابية منذ سنوات صورته هو شخصيا، مشيراً بإصبعه الى رأسه مع عبارة «العقل هو الحل» (تخوفاً من أن لا نفهم أين يقع العقل عادة)، بعد أن أوصله إذاً الى المركز الذي خرج منه، تدليلاً على هزيمة من أخذوه من هنا، نزل الشاب السلفي ضيفاً على ميقاتي، رئيس الحكومة، الذي كان يحاول النأي بنفسه عن مضاعفات نأيه بالنفس في تلك القضية، خصوصا وأننا على أبواب حرب اهلية من جهة، وانتخابات نيابية من جهة أخرى، لن يكون قانونها نسبي اذا ما صدقنا الرفيق جنبلاط. في هذا الوقت، أيضا، كان شبان وشابات، يتجمعون في ساحل المتن لنصرة الجيش الذي بدا يتيماً، «بالعاً لسانه» بغصة، ظهرت في مداخلات ...وزير الداخلية العاطفي مروان شربل، الذي استبشر البعض بتعيينه كونه يعرف كيف يحكي مع «زعران السلطة»، فإذ بدموعه تشي بأنه «الياس سركيس» ثاني، بدلا من ان يكون شربل نحاس أول لتمتعه بصلاحيات وزير داخلية. لدرجة ان اهل الفايسبوك اطلقوا عليه صفة "وزير المشاعر الداخلية". في هذا الوقت، ايضا: إندلع اشكال بين طلاب من حزب الله وطلاب كتائب في اليسوعية على خلفية السماح باقامة مهرجان طلابي بمناسبة التحرير وعدم السماح لطلاب الكتائب بإقامة الذكرى العاشرة لمقتل رمزي عيراني. وتدخل الجيش ليطوق الإشكال بين الشباب «الأشبهية» اللذين أكدوا، من الجهتين، محبتهم للبنان. في هذا الوقت (ومن جهة أخرى)، تنادى مواطنون في ساحة ساسين للتظاهر دعماً للجيش اللبناني. وقد كان لافتاً حصول هذا التضامن، بعد ساحل المتن، في مناطق مسيحية، فقطعوا الطرقات كذلك، ولكن دون إشعال إطارات هذه المرة. في هذا الوقت (كمان مرة)، اندلع «اشكال فردي» في منطقة الجديدة-سد البوشرية، حيث أطلق أربعة مسلحين النار على مواطنين من آل نعمان، ومستخدم لديهما، ما أدى الى اصابة الشخصين ووفاة إيلي نعمان و"أكدت المصادر الأمنية ان اسباب الحادث خلاف على دراجة نارية"، دون ان تقول لنا ان مرافقي احدى الشخصيات المصرفية، وهي باتت السلطة الخامسة في لبنان، متورطون في هذا «الإشكال» الذي أساسه معرفة هؤلاء بأننا في «حارة كل مين إيدو ألو». وهي معلومة توفرت لديهم بالتجربة، حيث انهم كانوا قد قطعوا أذن استاذ مدرسة لأنه تجرأ وشدً أذن طالبة «بتخصّهم». هكذا، تنقلت «الإشكالات الفردية» بخفة لتحطّ ليلاً في كاراكاس، بالقرب، من مركز الحزب السوري القومي الإجتماعي. وقد وصف الإشكال بالأخطر، مع أنه حصل كما أكدّت المصادر الأمنية، بسبب خلاف فردي. ثم تطور الى اشتباك بين مسلحين (تبين ان اثنان منهما سوريين) وقوى الأمن الداخلي والجيش. واستمرت الإشتباكات الى ما بعد منتصف الليل، وأدت الى مقتل شاب، فيما اكد القومي أن لا علاقة له بالحادث. ودهم الجيش المبنى الذي تحصن فيه المسلحون بعد الساعة الواحدة فجرا. من جهة أخرى ( وهي بالحقيقة الجهة نفسها) تبين إن الإشكال السالف حصل كما يلي: شاب سوري «مكوكن»، اختلف مع «صاحبته» في منطقة الروشة، فهربت ولجأت الى حلاقها المصري ليتوسط لها إسترداد أغراضها من البيت. ينزل الشاب العاطفي الى الشارع مطلقا النار كيفما كان ، ثم يشتبك مع قوى الامن فيعود الى الشقة ليتحصن بها. يصعد الحلاق مع الفتاة، فيعاجله السوري (ي س) برصاصة. في هذا الوقت، وبعد حصار القوى الامنية للمبنى، يصل صاحب السوري المدعو ..هاني الشنطي، وهو من رجال القاعدة (المتقاعدين حسب المعلومات)، الى البناية التي سرعان ما طوقتها القوى الامنية والجيش بعد لجوء الفتاة اليهم. يحصل تبادل لإطلاق النار فيقتل السوري، ويعتقل الشنطي جريحاً بعد ان سلم نفسه..على ذمة زملاء شهود وتسريبات بعض المصادر. في هذا الوقت..(ايه بعد في) وفي حين أطلق سراح المولوي، الذي تبين ان "شيفرة القاعدة" معه، ولكنها معلومة كان قد أدلى بها تحت التعذيب، لم يرشح شيء عن موضوع الضباط والعناصر الموقوفين من الجيش في قضية اطلاق النار على الشيخين عبد الواحد والمرعب، اما رواية مقتلهما .. فلقد اصبحت في الوضع الذي يتيح لها أن تدخل، تماماً مثل بوسطة عين الرمانة، والكلّة، وأحدث حادث بالحوادث اللبنانية، التاريخ، بدون أية تأثيرات جانبية على عنفوان الطوائف واستقلالها الناجز والتام عن الدولة: أي بالعربي المشبرح « رب ربك ما بيعرف، ولا رح يعرف، ولا ممكن يعرف شو صار فيها».

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/25/2012 4:46:02 AM

وفي هذا الوقت... كان ثمة رئيس جمهورية يخضع لأحدث أنواع الماكياج تمهيدا للظهور في برنامج الطاووس الشهير الذي يتكلم باسم الناس دون ان يكون للناس علاقة بما يقوله هو او ضيوفه... وكان الطاووس يحتفل بالمناسبة السعيدة التي ستتيح له ان يضيف "انجازا" جديدا الى سلسلة انجازاته "التاريخية"... وكان شقيق الطاووس يفرك يديه فرحا لأن أولى مهماته في منصبه الجديد في قصر بعبدا كان ترتيب تلك المقابلة... وكان ثمة رئيس حكومة يتصل بسفيره في باريس مستفهما عن موعد صدور آخر روايات "أرسين لوبين" بعد وجدتها حفيدة الكاتب موريس لبلان وقررت نشرها، طالبا منه ان يحجز له نسخة منها، وان يرسلها له بطائرة خاصة اذا دعت الحاجة. وفي ذاك الوقت... كان ثمة مقاوم في مكان ما في الجنوب على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأرض والعرض عندما تدعو الحاجة... عالما ان واجبه الوطني سيحرمه اليوم من الاستماع الى خطاب أعز انسان لديه (السيد حسن) في أغلى مناسبة (التحرير) لأن الجهوزية للدفاع تمنع ذلك. وفي ذلك الوقت... كان ثمة مهرجون يظهرون على الشاشات ليشتموا الجيش والمقاومة وليدعوا انه ليس لديهم سلاح رغم انف المواطنين الذين يشاهدون غابات السلاح من عكار الى طريق الجديدة والتي تعرضها الشاشات فيما هم يتكلمون (لا قبل او بعد فقط)... وفي هذا الوقت... وذاك الوقت... وذلك الوقت... كان وسيكون ألوف الآباء يبحثون عن عمل او عن رغيف خبز او عن مستشفى لأطفالهم... ودون ان يجدوها في الغالب... رحم الله صائب بك سلام صاحب شعار "لبنان واحد لا لبنانان". لا يا صائب بك... عندنا مئة لبنان او أكثر... ولكن ليس بينها لبنان واحد للمواطنين الشرفاء!!

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/26/2012 10:08:55 AM

كل يللي قلتوا صحيح بس دايماً الواحد بينقص كم حرف وما بيحط الشغلات يللي بتدينو . إنو بس أهل الجنوب مقاومين وعم يتطلعوا ناطرين الخطاب .نسيت إنو في رئيس مجلس نيابي ومليشيا عم تتزعرن بالطريق ومسلحة ويمكن هيي يللي باعت السلاح لأهل طريق الجديدة لأنو التجارة ما إلها دين وحزب الله والقومي السوري ما عم يعملوا شي ببيروت .لازم نقول إنو حزب الله صار بعيد عن المقاومة بفعل إنو صار مسالم بعد الليطاني وما عاد في ضربة كف بالجنوب الحمدلله وإنتصرنا كلنا على إسرائيل ناس بالمواجهة المباشرة بفعل الجغرافيا(البقاع والجنوب ) يقابلها تضامن مع أهلنا النازحين من المناطق كلها وكفى إستخفافاً بعقول الناس يللي وعدتوها بالتنمية بعد التحرير وشفنا شو عملوا كل الحكومات بعد التحرير ، خللي ينضب السلاح من إيدين الناس مش بالتراضي بقى كرامة للبنانيين مش لإسرائيل

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/24/2012 10:16:36 PM

سيّدتي :إن أردت أن تتبعي هذا الملحق بكلّ أحداث الحوادث اللبنانيّة وصولا لخبريّة أبو الجواهر واللحم بعجين فالله العليم إلى أيّ رقم ملحق سوف تصلين !...هو لبنان هكذا فهل مشكلته في ناسه ! في سياسييه ! أم في جارته ! كلّ الخير للبنان الجميل الذي أتمنّى لو يدرك أهله هذا الجمال قبل فوات الأوان...

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/24/2012 6:27:18 PM

ولك روعة يا ست ضحى

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/24/2012 5:04:13 PM

أحسن مقال عن الوضع الراهن بهل جريدة

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
صورة المستخدم

مجهول - 5/24/2012 4:54:32 PM

إختفى العمال والطلاب السوريون من الضاحية، سيدة ضحى من اين لك هالمعلومات؟ ضاحية فيها مليون بشري 500 الف منهم سوريين ع شوي اختفوا جميعاً؟ مأكدة من هالمعلومة؟ لأنو حالياً انا بوجي في ورشة والعمال في ما هب ودب. بساعة الساعة كان في ترقّب وخوف وعمد الأهالي الى حمايتهم، ليش بتذكروا بس النص الفاضي من القصة؟ اما بخصوص ما تبقى .. رعبوا ربنا بهاليومين! واذا بتخفف التلفزيونات اللبنانية سباقها لسماع اصوات الرصاص والاشكالات بيخف الرعب! كل يوم وكل دقيقة في حادثة، اذا بدنا نضل ننقلهم منضل قاعدين على اعصابنا.

اضف تعليق جديد
انقر للتصويت
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم