القاهرة | مع انطلاق العدوان الإسرائيلي على إيران، دانت وزارة الخارجية المصرية العدوان الذي يمثّل «تصعيداً إقليمياً سافراً بالغ الخطورة، وانتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة». كما أعربت عن استنكارها لهذا «العمل غير المبرّر، والذي سيؤدي إلى مزيد من إشعال فتيل الأزمة، ويقود إلى صراع أوسع في الإقليم، وينتج تداعيات غير مسبوقة على أمن واستقرار المنطقة، ويعرّض مقدّرات شعوبها لخطر بالغ، ويهدّد بانزلاقها إلى حالة من الفوضى العارمة».

كذلك، جدّدت مصر تأكيدها على أنه «لا توجد حلول عسكرية للأزمات التي تواجهها المنطقة، وإنما عبر الحلول السياسية والسلمية»، مضيفة أن «غطرسة القوة لن تحقّق الأمن لأي دولة في المنطقة بما في ذلك إسرائيل، وإنما يتحقق ذلك فقط من خلال احترام سيادة الدول ووحدة وسلامة أراضيها وتحقيق العدالة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية».

أيضاً، أجرى وزير الخارجية، بدر عبد العاطي، اتصالات مكثّفة مع نظرائه في دول المنطقة، بالإضافة إلى مسؤولين دوليين. وشملت هذه الاتصالات كلّاً من إيران والسعودية وتركيا وقطر والإمارات والأردن وألمانيا وفرنسا. وإزاء ذلك، تقول مصادر مطّلعة على الموقف المصري، في حديثها إلى «الأخبار»، إن القاهرة «نأت بنفسها عن الاصطفاف خلف أي طرف من أطراف الأزمة، مستندة إلى ما تصفه بالحياد الإيجابي»، وإن اتصالاتها الدبلوماسية «تعكس رغبتها في أن تكون نقطة ارتكاز للحوار بين أطراف متعددة ترى في كلٍّ منها طرفاً غير منحاز يمتلك القدرة على المبادرة والتأثير». ويصف هؤلاء العبارة التي تضمّنها البيان، ومفادها أن «غطرسة القوة لن تحقّق الأمن»، بأنها «تحمل في طيّاتها نقداً مبطّناً للسلوك الإسرائيلي الذي تحاول القاهرة منذ شهور الحدّ من اندفاعه، سواء في غزة أو على مستوى التوتر مع طهران».

وفي الوقت نفسه، تشير المصادر إلى أن «خلوّ» البيان المصري من أي إشارة تُفهم على أنها نقد لطهران، «لا يعني أن القاهرة تقف مع الأخيرة، لكنها تتعامل مع الصراع بمنطق إدارة التوازن لا الاصطفاف»، معتبرةً أن التحركات المصرية «لا تنفصل عن فهم أوسع لطبيعة التوازنات الحالية في الإقليم». وتلفت إلى أنه «رغم توتر علاقات القاهرة في بعض الفترات مع طهران، لكن الأولى تدرك أن الثانية باقية كقوة إقليمية لا يمكن عزلها، وأن أي محاولة لحصارها أو إسقاط نفوذها بالقوة العسكرية لن تؤدي إلا إلى تفجير الوضع في المنطقة».

وتضيف المصادر أن خلف هذا الخطاب الرسمي، يكمن «توجه مصري متزايد نحو لعب دور وساطة فعّال يهدف إلى تهدئة الأوضاع، وت

مصر تعرض وساطتها: لا للحرب الإقليمية المفتوحة