إلى فواز طرابلسي وإلياس خوري: يساريَّين حرّين خارج كلّ «اليسارات» المتهافتة
يفتح تورّط حزب الله في سوريا أسئلة كبيرة وجوهرية تكاد تصل إلى حد الجرح بالنسبة إلى أغلب السوريين الذين لا يكادون يصدّقون موقف الحزب بوقوفه إلى جانب نظام الاستبداد ضد حريتهم وحقهم بإسقاط نظام يحكمهم بالنار والحديد منذ عقود طويلة، وهم الذين احتضنوه (الحزب بوصفه مقاومة) طويلاً، بدءاً من سلاحه الذي يموّل من ضرائبهم، وليس انتهاءً باحتضانهم له حقيقة وعاطفة على مدى عقود، إلى درجة أن تحمّلوا أسوأ نظام تاجر بهم طويلاً باسم فلسطين وغيرها كرمى لـ«ممانعته» ودعمه «المقاومة»، وإلى درجة أن السوريين بكافة طوائفهم لم يرفعوا في بيوتهم وبملء إرادتهم ومحبتهم صورة لأحد منذ جمال عبد الناصر إلا للسيد نصر الله!
هنا في قراءة إشكالية المقاومة في ظل الانتفاضة السورية، سنتبيّن أمرين اثنين لم يعد «القفز» فوقهما بين أنصار المقاومة ضد إسرائيل مقبولاً إن أرادوا أن يحافظوا على صدقية المقاومة والدفاع عنها، وإمكانية استمرارها لاحقاً. الأول يتعلق بعلاقة المقاومة بالاستبداد، وعمّا إذا كان يمكن الاستبداد أن يدعم المقاومة من جهة، وإذا كان يمكن للمقاومة أن تقف بجانب الاستبداد ضد شعبه حفاظاً على المقاومة من جهة ثانية. والأمر الثاني هو العلاقة بين المقاومة والطائفية وعمّا إذا كان يمكن حزباً أو حركة ذات جوهر طائفي أن تحمل مشروعاً مقاوماً، أو لا.
في مناقشة الفكرة الأولى، يبدو جلياً وواضحاً جداً أن المستبد لا يستخدم المقاومة إلا أداة لحكم شعبه، توسّلاً لإضفاء شعبية تعوّضه عما يخسره في الداخل من جهة، وسعياً إلى ضبط الداخل وتأجيل استحقاقاته في الحرية والديموقراطية تحت حجة «محاربة إسرائيل» و«لا صوت يعلو على صوت المعركة»، وهو ما يبدو واضحاً من بيانات السلطة السورية المستبدة تجاه الانتفاضة، حيث الربط دوماً بين تحركات الشعب في الداخل والمؤامرة وإسرائيل، لتسهيل عملية اتخاذ أيّ إجراء تعسفي ضد مطالب الداخل، وهو ما عبّر عنه بوضوح قول الديكتاتور بعد الغارة الإسرائيلية على دمشق: «بعد الغارة، بتنا مقتنعين بأننا نقاتل العدو الآن، نلاحق جنوده المنتشرين في بلادنا». يبدو واضحاً هنا تبرير عدم الرد على العدو مع تأكيد ملاحقة «جنوده المنتشرين في بلادنا»، وهو أمر يجري تحت ستاره تصفية البعد المدني السلمي للانتفاضة السورية، حيث تهدف الحرب المفتوحة إلى تجريف الحاضنات الشعبية للانتفاضة، ليس لأنها احتوت التسلح فحسب، بل بهدف عدم إمكان عودتها للنضال السلمي لاحقاً ولتصفية أي بعد سلمي للانتفاضة السورية، إضافة إلى تطبيق قانون الإرهاب الذي حلّ محلّ قانون الطوارئ على الناشطين السلميين عبر اعتبار النشاط السلمي يدعم المسلّح، وبالتالي هو إرهابي! كما كان سابقاً قانون الطوارئ يغطي على تهم «وهن نفسية الأمة» و«إثارة النعرات الطائفية»، وهذا ما يسكت عنه الجميع وعلى رأسهم حزب الله الذي يقول إنه مع مطالب المعارضة الوطنية المحقّة!
ورغم أن النظام هو فعلاً من قدّم السلاح ودعم المقاومة، إلا أن هذا الدعم محدود بحدود الحفاظ على السلطة والكرسي، فحين تقترب الأمور من هذه النقطة يجري التضحية بكل شيء في سبيل الحفاظ عليها، وهو ما رأيناه من خلال التدمير الممنهج للمقاومة في تورطها في سوريا. وهذا أمر جوهري في كل نظم الفاشستية الشعبية التي ينتمي إليها النظام السوري، إذ كان خير من حلّلها جيداً هو سمير أمين، حين التقط الجوهري في طبيعة هذه الأنظمة إذ قال: «نظام الحكم يميل إلى أن يكون «بورجوازياً» بمعنى أنه يسعى إلى أن يكون ناجحاً في جمع السلطة والثروة، كما هو الشأن في البلدان الرأسمالية المتقدمة، وإذا أتاحت الظروف بعض التقدم في إطار الانتماء إلى المنظومة الرأسمالية العالمية، أي بمعنى آخر إذا فتحت هذه الظروف مجالاً للتحرك، فإن «البورجوازية» الحاكمة تتخذ مواقف وطنية في مواجهة الطرف الإمبريالي السائد عالمياً. أما إذا أصبحت هذه الظروف غير ملائمة، فإن «البورجوازية» نفسها تقبل التكيف والخضوع، فتصير «كومبرادورية»، وهنا يعيش النظام السوري مرحلة تكيّفه في سبيل الحفاظ على السلطة، وخاصة أنه يدرك جيداً أن رأس حزب الله هو المطلوب غربياً وإسرائيلياً. وهو أمر شهدناه في أنظمة مماثلة رفعت لواء فلسطين والمقاومة، حيث الترابط بين الاستبداد والممانعة بهدف تغطية الثانية على الأولى، بات أمراً مكشوفاً، بدءاً من القذافي وليس انتهاءً بصدام حسين الذي لم يطلق رصاصة واحدة ضد إسرائيل، إلا حين حاصرته قوات التحالف فأطلق صواريخ سكود (18/1/1991) بعد يوم واحد من بدء حرب الخليج الثانية دون أن يرد سابقاً على قصف المفاعل النووي العراقي (1981)، ليتشابه مع النظام السوري الذي لم يفكر بفتح جبهة الجولان إلا حين تهدّد عرشه، رغم قصف إسرائيل لموقع الكبر في دير الزور الذي قيل إنه محاولة لتطوير برنامج كيميائي سوري!
هنا لو كان النظام وطنياً صرفاً لكان قدم حلولاً وطنية لمشاكله الداخلية وأسهم في نقل سوريا من دولة الاستبداد إلى دولة المواطنة، مع بقاء دعمه للمقاومة وتحصينها، لحفظ البلد والمقاومة معاً، ولكنه (ولأنه مستبد) اختار طريق انتحاره الطوعي، حتى لو تمكّن من البقاء على رأس هذا الخراب لسنوات مقبلة!
أما من جهة المقاومة وانخراطها في الشأن السوري، فثمة تبريرات كثيرة يمكن تلخيصها وفق الآتي: الهدف هو المقاومة وتطويقها، وبالتالي فالمعركة استباقية ودفاع عن النفس، وأن التدخل في سوريا هو هدف استراتيجي وليس تكتيكياً، وأن سوريا هي المستهدفة بوصفها دولة مقاومة وليس الاستبداد السوري بوصفه استبداداً، إضافة إلى أن سقوط سوريا يعني سقوط محور «الممانعة» أو إضعافه أو إضعافه بما يعني أن فقدان الحلقة السورية سيؤدي إلى حصار طهران لاحقاً، وتفكيك محور «المقاومة» لفرض حل غير عادل للصراع الفلسطيني/ الإسرائيلي.
هنا ثمّة إشكاليات كبرى، تبدأ من قراءة اللحظة الآنية/ التكتيكية ولا تنتهي عند البعد الاستراتيجي، فلا يحق لأية مقاومة أن تمرّ على ظهر حرية السوريين وكرامتهم التي تهان على يد نظام لا يزال حتى اللحظة غير معترف بأبسط حقوقهم. فحزب الله يغطي الأمر بالقول إنّه مع حرّية السوريين والمطالب العادلة لهم، ولكنّه عملياً يقاتل ويقف إلى جانب من لا يعترف بأبسط هذه الحقوق، فالنظام تحت ستار محاربة الإرهاب وحماية المقاومة، يذل شعبه ويحتقره؛ إذ بعد سنتين من «إصلاحات النظام» لا يزال خيرة المناضلين السلميين والسياسيين الرافضين للعنف في السجون (نحن هنا نتحدث عن السلميين فقط دون حملة السلاح!)، ولا يزال التظاهر ممنوعاً والمحاكمات شكلية، ولا تزال أغلب الصحف والمواقع الإلكترونية محجوبة، بما فيها صحف تصنّف على خط المقاومة (القدس العربي نموذجاً!) وما زالت سياسة زرع الخوف في قلوب المواطنين هي السائدة. إن نظاماً بمثل هذه القسوة تجاه شعبه لن يكون مقاوماً بأي حال من الأحوال. بل أكثر من ذلك، إن الطريق لإسقاط من يتآمرون على «المقاومة» يمرّ حتماً بإسقاط من جهّز الأرضية اللازمة لعملية إسقاطها وتوريطها في سوريا، وليس أن تكون المقاومة ستاراً لحماية الاستبداد الذي ورّط المقاومة وأذلّ الحاضنة الشعبية السورية لها على مدار عقود، فضلاً عن تشريدها وسجنها منذ بدء الانتفاضة السورية، فقط لأنها قالت: «سوريا لينا وماهي لبيت الأسد»!
وإن نظر «المقاومة» إلى الأمر من زاوية البعد الاستراتيجي والإقليمي في المنطقة، الذي هو يستهدف حقاً أي بعد مقاوم في المنطقة، فإنه يعالج بالطريقة الخطأ، أي كما كانت السلطات المستبدة تهرب للخارج من مشاكلها الداخلية، وهو أمر لن يفيد؛ «لأن ما تشهده المنطقة العربية الآن، لا يقل عن كونه بداية العد العكسي لسقوط الإمبراطورية الإيرانية الصغيرة، التي تمدّدت طوال العقود الثلاثة الماضية في منطقة الهلال الخصيب، مشكِّلة هلالاً شيعياً افتراضياً، امتد من طهران إلى الضاحية الجنوبية من بيروت، مروراً ببغداد ودمشق وغزة»، كما يقول سعد محيو، ولأن الصراع على المدى الاستراتيجي هو صراع بين الشموليات وبين النظام الديموقراطي الذي يتمدد منذ سقوط الاتحاد السوفياتي، وهو أمر «لا ارتداد فيه» إذ جلّ ما يمكن الأنظمة الشمولية أن تفعله مقاومة التغيير لسنوات ليس أكثر، أي تأجيل الانفجار القادم لا محالة، وهذا أمر يعني إيران كما يعني منطقة الخليج بأسرها.
وفي ما يخص محور «الممانعة»، فقد كتب عماد مرمل في «السفير» حتى لو أراد أحد تحييد نفسه فإن «الجبهة المضادة ترفض تحييده»، وهو أمر صحيح؛ إذ آخر ما يهم الدول الداعمة للمعارضة السورية بالسلاح هو حرية السوريين، بل هي تريد تحقيق مكاسب استراتيجية وإقليمية لحسابها على ظهر الانتفاضة السورية بعد أن انساقت بعض أطياف المعارضة السورية لهذا الأمر، إلا أنه لا يجوز بنفس الوقت للحزب أن يجعل من الأمر مطية للقفز على حرية السوريين وحقهم في الانتقال إلى دولة الحرية، وخاصة أن النظام يستغل البعد المقاوم (أو الذي كان مقاوماً) للحزب لإضفاء شرعية على أفعاله المستبدة في الداخل.
هنا يعمل النظام تحت ستار الرؤية السابقة التي تغطيها المقاومة على ضرب كل بعد مدني وسلمي في سوريا؛ إذ ثمة بديهيات يقفز فوقها الجميع: متى سمح النظام بالتظاهر لن يعود هناك حاجة للسلاح، ولن يعود بالإمكان استهداف المقاومة، فلم لم تدفع المقاومة بهذا الاتجاه بدل انضوائها تحت ستار النظام وروايته؟ لم قبلت الدخول في لعبة النظام بأن يجعلها ستاراً للاستبداد الذي يقتل السوريين، وهو الأمر الذي جعل منها شريكاً في القصير وحماية العتبات المقدّسة! الأمر الذي يجعل رؤية الحزب قاصرة وخاسرة حتى بالمعنى الاستراتيجي، فهو يُسهم بنفسه في تدمير فكرة المقاومة قبل أي شيء، لأنها خسرت الشارع الذي احتضنها ووقف إلى جانبها وكان سلاحها من عرق جبينه وضرائبه، وهو الذي تحمّل الجوع والفقر والقمع، ولهذا ثورته ثورة «كرامة وخبز». وهنا يبدو واضحاً أن حزب الله بتركيبته البنيوية ذو عمق استبدادي/ شمولي ينسب الدعم إلى الأنظمة بدلاً من الشعوب، مقترباً من مقاربة الأمور من منظار الأنظمة نفسها بإهمال أي بعد للداخل، فكل مقاربات الحزب وأنصاره والواقفين معه في معركته السورية تقارب الأمر من منظار المحور الذي ينتمي إليه الحزب، بعيداً عن أخذ أمر الدواخل الوطنية لتلك البلدان في الاعتبار، وعلى رأسها حق السوريين بالحرية، فضلاً عن فكرة الدولة وسيادتها التي ينتهكها الجميع، بدءاً من المعارضة المسلحة التي جعلت من بلدها مكب نفايات لدول العالم للتخلص من متطرفيها، إلى النظام السوري الذي سلّم مفاتيح بلاده لطهران وموسكو وحزب الله وغيرهم.
حزب الله فتح الجرح الطائفي
فتح موقف حزب الله ودخوله المعركة السورية الجرح الطائفي على مداه، وأطلق أسئلة كثيرة عن العلاقة بين «المقاومة» والطائفية. لا يختلف اثنان على أن بنية الحزب هي بنية طائفية مغلقة ومتشددة حتى بالنسبة إلى أحزاب أخرى شيعية تجاورها في الوطن اللبناني («أمل» نموذجاً)، إلا أن البعد المقاوم في الحزب سابقاً أسهم في التغطية على هذه البنية لما تحمله قضية إسرائيل في أذهان العرب على كافة انتماءاتهم الطائفية والإثنية، ليكفّ هذا الغطاء عن أن يؤدي دوره بعد استخدام الحزب لسلاحه في الداخل اللبناني (7 أيار 2008)، فاقداً جزءاً من شرعية حمله السلاح لدى قسم غير قليل من اللبنانيين، وليأتي تدخل الحزب في القصير مكمّلاً لهذه الرؤية، حيث فقد الحزب بعده المقاوم لمصلحة الوقوف في محور طائفي يمتد من طهران حتى جنوب لبنان، مروراً ببغداد والبعد الطائفي للنظام السوري (دون أن يكون هذا النظام طائفياً في العمق، فهو يتوسل أي أداة لإدامة حكمه، بما في ذلك الطائفية). إلا أنّ أكثر ما أظهر البعد الطائفي للحزب هو تغليفه التدخل في سوريا بأبعاد طائفية تقوم على حماية «المراقد الشيعية»، واستخدام مفردات طائفية من نوع «الواجب الجهادي» في تشييع الذين سقطوا في سوريا، لنكون أمام تساؤلات مريرة: من أعطى حزب الله حق الدفاع عن المراقد الشيعية في سوريا؟ وهل يحق للسعودية أن تدافع عن المراقد السنية؟ وهل يحق لإسرائيل أن تدافع عن كنيس جوبر؟ ومن قال أصلاً إن هذه الأماكن مستهدفة ليُعمَد إلى حمايتها؟ لم يفعل هذا الأمر إلا أن كان أداة للتدخل من جهة، وهو ما كشفه تطوّر حجج حزب الله في التدخل من «حماية المراقد الشيعية» إلى حماية ظهر المقاومة، ليصبّ الأمر في خدمة النظام السوري في دفع الأمور نحو حرب طائفية مذهبية طالما سعى إلى تأجيجها ليقدم نفسه صمام الأمان منها! لنكون هنا أمام كارثية دخول الحزب في القصير من كونها أعطت الصراع في سوريا وعليها بعده المذهبي الكامل، مكمّلة ما أراده الخصوم على المحور الآخر (واشنطن، أنقرة، الخليج)، ليستهدف الطرفان أول ما يستهدفون الانتفاضة السورية التي يعمل الجميع على تحويلها لحرب مذهبية يراد منها تدمير الدولة السورية، وعدم نشوء دولة ديموقراطية لاحقاً، ومنع امتداد الربيع العربي إلى طهران ومنطقة الخليج لتلعب سوريا عامل كبح أمام المطالب الداخلية للشعوب التي باتت تتخوف من النتائج الكارثية للربيع، كما كان العراق عامل كبح عام 2003، ولكن التجارب أثبتت أيضاً أن هذا الكبح لن يدوم.
وهنا قد يتساءل البعض: لماذا يُدان تدخل الحزب في سوريا ويُسلَّط الضوء عليه دون أن يُدان التدخل السلفي الوهابي من كل بقاع الأرض ويُسلَّط الضوء عليه؟ التدخل الآخر مدان ومرفوض حتماً. وهنا كما وقعت أطياف من المعارضة السورية في فخ السماح بهذا التدخل وقع حزب الله في نفس الفخ. كان يجب على الانتفاضة لكونها انتفاضة ذات بعد أخلاقي متطور على النظام بالضرورة أن تمنع وترفض تدخل تلك القوى السلفية في سوريا، لأن من يريد أن يقاوم الاستبداد عليه أن يحرص على نظافة معركته لضمان تفوقه الأخلاقي، وإلا تحول إلى أن يكون أداةً في يد القوى الغربية وهدّد صدقية الانتفاضة التي يدعي تمثيلها (راجع بحثنا: الجيش السوري الحر: السر في مكان آخر. مجلة «الآداب»). وهنا حين انجرّ حزب الله إلى الصراع السوري لمواجهة جبهة النصرة فقد صدقيته وهدد صدقية المقاومة، متحوّلاً من حزب ذي بعد وطني إلى مجرد حزب طائفي ضيق جداً حتى على أنصاره!
هنا أيضاً، يؤدي حزب الله دور تعميق الحرب الطائفية في سوريا من جهة، وفي الإقليم ككل من جهة ثانية، عبر الإعلاء من شأن الصراع المذهبي في الداخل على حساب الشأن الوطني بين حزب الله الشيعي وجبهة النصرة السنية، وعبر تقديم الصراع المذهبي (سني – شيعي) أو الإثني الإقليمي (إيراني – خليجي) على حساب الصراع العربي الإسرائيلي في الإقليم، لتُدمَّر كل الأبعاد الوطنية لمصلحة الصعود المذهبي المخيف، لنكون أمام كارثية ما أنتجه البعد الطائفي للمقاومات العربية التي انشقت بين محور سني وآخر شيعي! وليتحول الجميع (بمن فيهم الحزب والجيش الحر وجبهة النصرة وحماس) إلى أدوات للقوى الكبرى، التي قد تعمل على إطالة أمد هذه الحرب المدمرة، بدل حلها، إذ تنبأ دبلوماسي غربي بمستقبل الصراع في سوريا قائلاً: «ستكتسِب هذه الحرب مع الوقت، روحاً وكيْنونة خاصتيْن... سيُولد اقتصاد الحرب الذي ستعتاش منه وعليه كل أنواع الميليشيات لدى النظام والمعارضة على حدّ سواء، فتصبح الحرب هدفاً في حد ذاتها لا مجرد وسيلة ستتسابق القوى الإقليمية على اقتطاع مناطِق نفوذ جغرافية وديموغرافية لها في سوريا، وستجِد الدول الكبرى مصلَحة جلّى لها في تحويل سوريا إلى مغناطيس، يستقطِب كل العناصر الأصولية المتطرّفة في العالم ودفعها إلى معارك لا نهاية لها في ما بينها، كما يحدُث الآن على سبيل المثال بين حزب الله اللّبناني وجبهة النّصرة في بلدة القُصيْر السورية الاستراتيجية».
انشقاق حماس ذات البعد الطائفي على الجانب المذهبي الآخر (السني) عن محور «الممانعة»، وبقاء حزب الله ذي العمق الطائفي على الجانب المذهبي (الشيعي) الآخر في محور «الممانعة» يطرحان إشكالية العلاقة بين المقاومة والطائفية، إذ تثبت تلك التجارب أنه يستحيل على حزب طائفي أن يكون ركيزة أساسية لمشروع وطني نهضوي تندرج المقاومة في إطاره، فكما دمّر الاستبداد كل ما قدّمه لمحور الممانعة في لحظة واحدة، فإن تلك الأحزاب الطائفية تدمّر في لحظتها هذه كل ما قدّمته للمقاومة، لأنّه في لحظة الخيار بين المقاومة والطائفية ستنحاز رغماً عنها لبنيتها العميقة كما انحاز الاستبداد لبنيته العميقة في سعيه إلى الحفاظ على الكرسي، أي إن المقاومة في بنية الاستبداد والأحزاب الطائفية هي لحظة عابرة (تكتيكية) تغطي على الجوهري العميق (الاستراتيجي). ولعل أكثر ما يكشف حزب الله هنا السؤال: عن سر ذهابه إلى القصير دون ذهابه إلى الجولان التي أعلن النظام السوري فتحه أمام المقاومة! وهل حقاً إن أرادت اليوم جماعة من السوريين أن تقاتل إسرائيل دون أن تكون أداة بيد الاستبداد سيسمح لها النظام بذلك؟ وهل يمكن حزب الله أن يعلن بوضوح دعمه لمطالب السوريين بإسقاط الاستبداد كاملاً وفتح المقاومة ضد إسرائيل من جبهة الجولان شرط رحيل الاستبداد حصراً، ليصار إلى إحراج حاملي المشروع الغربي الداعم مطلقاً لإسرائيل بين صفوف المعارضة السورية عبر العمل على تأصيل مشروع وطني سوري يبني الدولة السورية من جهة ويقاوم إسرائيل من جهة أخرى؟!
نحن الآن أمام حطام (وفق لغة المفكر طيب تيزيني) مقاوم وحطام وطني من جهة، مقابل انتفاضة يمكن أن تمثل نقطة ارتكاز لنهوض وطني محتمل، شرط مراجعة ما سبق في العلاقة بين الاستبداد والمقاومة والطائفية والمقاومة لمصلحة استيلاد مشروع وطني سيكون علمانياً بالضرورة تقف المقاومة بوصفها فكرة ضد الظلم والاحتلال والاستبداد في آن واحد، في جوهره دون أن تكون أداة أو غطاء لأحد.
* شاعر وكاتب سوري
29 تعليق
التعليقات
-
مش عارف الله وين حاطو، متلمش عارف الله وين حاطو، متل العادة
-
إلى ديبوياسيد ديبو هل لو سقط نظام سورية وانتصر الفكر الوهابي أين مكان المقاومة ؟ أما سيكون دورها هو التالي للقضاء عليها رجالاً نساء أطفال ... هل ستنتظر مصيرها ؟ أم تدافع عن وجودها وحدودها ومن يدعمها ؟ وهل تدخل جبهات النصرة مشروعاً في سورية لاسقاط نظامها ؟
-
مقال في قمة الموضوعيةالكاتب الموضوعي الخائف على سوريا من الفتنة كان منصفاً لدرجة انه أفرد 50 سطراً لجلد المقاومة وحزب الله تحديداً.. وسطران (ربما سيكلفانه الكثير) للتلميح إلى (بعض) الجهات التكفيرية المشاركة في تدمير سوريا.. للأسف، كثيرون يملكون ملكة الكتابة..ولا يملكون موهبة استخدام العقل..ولا البصيرة.. مساكين
-
الأستاذ المحترم ديبو. أشكركالأستاذ المحترم ديبو. أشكرك على هذه المقالة الموضوعية التي تتماشى مع كل ذي عقل "لا طائفي" في تحليل الوضع في سوريا. لم أكن لأكتب أي تعليق، مع العلم أني أًعجبت كثيرا بالمقالة، ولكن التعليقات السلبية الكثيرة جعلتني أعلق. المقالة أعطتني أمل في امكانية الخروج من هذا المأزق المدمي في سوريا ما دام هنالك أناس تفكر مثلك.
-
الكاتب قلبو عالحزب أكتر من قادتههل توزيع الحلوى في الضاحية بعد سقوط القصير كان بغاية وأد الفتنة؟
-
لفت نظر للسيد محمد ديبو - هل تتابع فعلا مايجري حولك؟يبدو أن من وصفتموه (أو وصف نفسه) "بالشاعر والكاتب" يكتب ولا يقرأ/ وأنه، لسبب ما، لايتعاطى مع وسائل التواصل الالكتروني؛ لذلك أتمنى عليه أن يشاهد مقطعي الفيديو المنشورين على اليوتيوب - موضوع الرابطين أدناه حول اقتحام التكفيريين لقرية "حطلة" في ريف دير الزور وحرق بيوتها بمن فيها و"نحر" أهلها "وتطهيرها من الرافضة": http://www.youtube.com/watch?v=gVHYO5n7aVc http://www.youtube.com/watch?v=Xg2lZH7RTBs أنا دمشقي وقد عانيت ومازلت أعاني من تبعات فساد نظام الأسد وأجهزته الأمنية، لكن ماهو البديل في هذه الظروف؟ هل للمعارضة برنامج سياسي لحكم البلاد، وهل ستتمكن نخبتهم الوطنية من احتواء هؤلاء التكفيريين المجرمين وعزلهم؟ حزب الله تحرك مرغماً (وحسناً فعل) لمنع هؤلاء من سفك الدماء وتحويل البلاد إلى معارك طائفية مجنونة وظالمة.
-
محمد ديبوولك ريتك ما تبلى شو محلل!!!! إنو بشرفك لو فتح الحزب فعلا بهة الجولان كنتو حتسندوه؟ أو كنتو رح تعينو الإسرائيليين بكل ما أوتيتو من قوة؟ وبعدين الهيئة مصر تضلك أعمى!
-
المقاومة ليست بحاجة لمرتزقة لتعريف دورهاالجركات القومية أعلنت وقوفها مع حزب الله في معركة تخطت أبعاد الإصلاح والتغيير في سورية. ودور الحزب هو الآن رأس حربة التحرر العربي مواجهاً أعتتى هجمة. ما لا يفهمه محمد ديبو أن الهدف هو ضرب المقاومة. وحدد الحزب موقفه من معارضة سورية رجعية. من هذا المنطلق يبذو رأي محمد ديبو مبتذلاً وجعجعة من كلام لا يُغني ولا يُفيد. أنت يا محمد ديبو من هو مُطالب بتحديد موقفه من المعارضة السورية المسلحة.من دون مماطلة. ومن دون لعب بالكلام. لكني لن أنتظر منك أكثر من هكذا رأي. فالذي يرى بشخص ك "حمود حمود" أستاذاً بالتفكيك, والذي يأخذ العبر من الشريف حسين لا أنتظر منه إلا هكذا آفاق مبتذلة وضيقة. لقد أعلن الحزب إنه مع الشعب السوري وإنه يقف بوجه معارضة سورية رجعية من المرتزقة. المطلوب منك أنت الآن أن تحدد موقفك من مجريات الأمور. لكنك حددت وانتهيت. وأنا لم أتوقع منك أكثر من ذلك. فمن يظن أن جمود حمود هو أستاذ تفكيك لا يُعول عليه في عرض الأراء الصائبة ولا يعول عليه إلا بعرض آراء تبدو متوازية مع سعود الفيصل.
-
خطأ تارخي ارتكبه حزب اللههذا المقال ينم عن قدرة كبيرة على التحليل والتفكير العقلاني ، ومن الواضح أن ثقافة مدنية وإنسانية قوية تقف خلفه وتدفعه ليكون في صدارة مقالات الأخبار. إن العميان وحدهم هم الذين لايرون ما في هذا المقال من حقائق، وما فيه من واقعية ورؤية استشرافية، لقد انتهت حقبة الأسدية، سواء تمكنت إيران وحزب الله وجيش بشار الأسد من قمع الثورة أم تمكن الثوار من إسقاط نظامه، وما تبقى ان السوريين سينسون حروبهم مع بعضهم البعض بعد المحاسبة والتصفية والثواب والعقاب ، لكنهم لن ينسوا مطلقا أن حزب الله دخل بلادهم وقتل رجالهم ونساءهم واطفالهم، بعد أن كانوا من أشد أنصاره ، وبعد أن احتضنوا جمهوره الهارب من الموت عام 2006 فكافأهم السيد حسن نصر الله بسفك دماءهم ، شكرا أيها السيد لقد ارتكبت تفس الخطأ التاريخي الذي ارتكبه صدام حسين ، وستكون النهاية واحدة مهما عظمت قوتك .
-
من يهدد "المراقد الشيعية"؟!!!قال الكاتب في معرض حديثه عما سماه "المراقد الشيعة": "ومن قال أصلاً إن هذه الأماكن مستهدفة ليُعمَد إلى حمايتها؟" لست أدري هل الكاتب فعلا متابع لما يدور في سوريا؟ وهل لديه اطلاع على تفاصيل العقيدة الوهابية-السلفية فيما يخص الشيعة والأضرحة المقدسة؟ ألا يعلم الكاتب أنه في أعلى سلم أولويات هذه الشرذمة المنحرفة تدمير أضرحة الأنبياء والأئمة والاولياء والصالحين؟ أوليس التاريخ المعاصر حافل بما فعله هؤلاء بالأضرحة المقدسة -منذ فجر حركتهم في القرن ال18-؟ أما هاجموا كربلاء وعاثوا فيها نهبا وتقتيلا -كما يفخر مؤرخهم في كتابه " عنوان المجد في تاريخ نجد " ؟ أوما سووا أضرحة البقيع بالأرض وفيها من فيها من آل بيت رسول الله (ص)؟ وماذا عن مقامات سوريا؟أين أصبح مقام السيدة رقية (ع) وعمار بن ياسر (رض) وحجر بن عدي (رض) والنبي ابراهيم (ع)؟ ثم منذ متى تسمى هذه المراقد ب"الشيعية" وأهل ألسنة لا يزالون يقدسونها ويعملون على صيانتها وزيارتها؟ نعم، للشيعة عقيدة خاصة في هذه الأضرحة قد تختلف في تفاصيلها عن معتقدات عموم أهل ألسنة. ولكن التقديس هو هو عند الجميع (علما بأن الكثير من هذه الأضرحة موجود في مناطق سنية، وسدنتها الذين يتعاهدونها بالصيانة والعناية هم من أهل ألسنة الكرام). ولمعلومات الكاتب، في معتقد الشيعة إن الدفاع عن هذه المراقد هو من أعظم مصاديق الجهاد المقدس في زمن غيبة الإمام المنتظر -عجل الله تعالى فرجه-، ومن أسمى القربات التي يتقربون بها إلى الباري -عز وجل-، لأنها من معالم الدين، والحرب عليها هي حرب على الدين.
-
كم هذا المقال خاوٍ ..كم هذا المقال خاوٍ .. ومُبتَذَل .. أرجو أن تقوم بإنشاء قائمتَين .. القائمة الأولى .. هي قائمةُ داعمي "النِّظام" كما أسمَيته.. والقائمة الثَّانية قائمة "الثَّورة!!" وداعميها .. بما فيهم اليَسار المُتنوِّر والمُثقَّف الذي تدَّعي الإنتماء إليه .. ثمَّ ألقِ نظرةً على القائمتَين .. وانظر إلى نفسِك مع مَن تَقِف .. وضدَ مَن تقِف .. فإذا اكتشفتَ أنَّك في المكان الخطأ .. فعليك مُراجعة نفسِكَ .. وإذا وجدتَ نفسكَ مُصيباً .. وستجدُ نفسكَ .. فاعلَم أنَّ القائمة التي انتمَيتَ إليها .. ليست مجهولةَ الهويَّة .. والمُعتقَد .. وأنَّ وجودَكَ فيها ليسَ تكتيّاً أبداً .. كلُّ ما في الأمر .. أنَّهُ يجب عليكَ أن تُصارِح نفسَك .. أنَّ ادِّعاءكَ اليساريَّة كانَ وهماً يتملَّكك .. وما أنتَ حاقدٌ أوصَلهُ حقدُهُ حتَّى صار يمينيَّاً .. ومُتطرِّفاً في يمينيَّته ..ومبروكٌ عليك ما وصلتَ إليه .. "قلْ لي مع مَن تَقِف .. أقل لك مَن أنت"
-
المكتوب مبين من العنوان،المكتوب مبين من العنوان، والحقيقة أيتها العزيزة الأخبار للمرة الأولى نكتفي بما بان من العنوان، بعض الكتاب عباقرة لدرجة أنهم يريحوك من عناء قراءة ما عانوا في كتابته.
-
ألم يعد هناك من متسع في صحافةألم يعد هناك من متسع في صحافة النفط لاستقبال هذه الاتجاهات الفكرية المقلوبة، أم إنها ازدحمت الآن في موسم الكتابة السوداء، فتصدت "الأخبار" لاستيعاب ما فاض. أنتم صحيفة مُقاوِمة يا أصدقاء، وهذا المقال مكانه في سلة المهملات أو جريدتي الحياة و الشرق الأوسط.
-
تكلس واضح في الفكر عند الكاتب!مع احترامي الفائق لك أستاذ محمد (وأنا من متابعيك الدائمين، بالمناسبة)، إلا أنني هنا أراك مخطئآ بالمطلق: لا خلاف على فساد كل الأنظمة العربي (بما فيها النظام السوري)، ولكن كل ما بعد تونس ومصر ليس ثورة شعبية ديموقراطية، بل هو ثورة مضادة تقودها الدوائر الصهيو-غربية وينفذها الإسلام السياسي، الرجعي بطبيعته، بهدف استخدام الحراك الشعبي أداة لتفتيت المنطقة العربية خدمة لإسرائيل! ولذلك من واجب أي إنسان شريف أن يتصدى له بجميع الوسائل!
-
المقاومةعندما يراد طعن المقاومة في ظهرها فمن الغباء أن لا تدافع عن نفسها.. و من المعيب أن نسطّر بضع كلمات انشائية و لا نرى حقيقة هذه الثورات القاتلة لشعوبها , بغض النظر عن استبداد حكّامها.. المقاومة كانت و ستبقى رائدة للحرية و بدماء شهدائها ستطهر كل أرض نجسة
-
......سيدي العزيز ... انا يمكن كنت بوافقك الرأي لو : 1- بتعطيني دليل انو كل سوريا كانت تحط صور السيد حسن ببيوتها 2- لو بتعطيني نسبة السوريين المعارضين للاسد 3- لو بتقلي من هي الاكثرية الحالية بسوريا جمهعور المقاومة او جمهور الذبح 4- لو بتشرحلي ليش اغلب القتلى بسوريا (الذين قتلهم حزب الله) من جنسيات عربية واجنبية ما خصها بسوريا ولكن يتشاركون الفكر الوهابي الطئفي الحاقد .. وما تنسى انو حزب الله هو اللي سمح للجرحى الارهابيين يتعالجوا بلبنان ... 5- و و و و و و و و و و و و 6- انتظر ردك وشكرا
-
حاج تربحو العالم جمايل ياحاج تربحو العالم جمايل يا با..النا حاملين الشعب السوري الذي شرده التكفيريون منذ سنتين بقلبنا ولم نقل كلمة تربيح جميلة. ضبضبوا بلا حريه بلا ديموقرطيه بلا بلوط. خربتو البلد ولاه أنت ويييه.
-
تحليل لا يرتقي إلا إلى مستوى العويلعندما تنطلق في مقالتك من أحكام مطلقة ستصل إلى نتائج لا تخدم أهدافك، فلا يمكنك أن تتحدث باسم الشعب السوري وتفرض نظرياتك وآرائك الشخصية عليه وعلى مسار الأحداث، ولا يمكنك أن تغفل إلى هذا الحد الذي بلغ السذاجة في تجاهلك لما تتعرض وتعرضت له المقاومة من إستهداف مبرمج والتي كانت حرب تموز إحدى حلقاته، ولا يمكنك أيضاً وبذات الأسلوب التسطيحي أن تدعي بأن الثورة على حق وإن البعض قد دخل على مجريات أحداثها ليشوهها، ثم حديثك عن الإستبداد والمقاومة والطائفية لا يعدو كونه تنظير إيديولوجي لا يغير من الحقائق في شيء، بل هو يحول المقالة المطولة إلى عويل ليس أكثر...
-
قراءة خارج الأزمة السورية ولاقراءة خارج الأزمة السورية ولا تمت لها بصلة , نظام الاستبداد بنى دولة مستبدة , والانتفاضة ضدة اردت تحويل سوريا الى كهف مظلم.
-
ان تضيء شمعة خير من ان تلعن الظلاملقد قرات هذا المقال اكثر من مرة محاولا انصاف الكاتب بما احتوى من اراء وتفصيلات الا انني لم استطع ان ابرر شدة التحامل عنده (الكاتب) وذلك لاسباب عدة ، اولا: لم استطع ان اعرف ما هو النظام الذي يعتقد الكاتب بانه يوفر العدالة في سوريا ، هل مملكة او امارة على شاكلة دول الخليج مثلا ، هل اشتراكية او اسلامية/علمانية كتركيا او اوروبية / اميركية جشعه ثانيا: ان سوريا كما مصر عبدالناصر عليها ان ترضخ للاميركي / الاسرائيلي / والانظمة الخليجية اكانت دولة عادلة او مستبدة كما ذكرت مرارا والتاريخ واضح من خلال تدمير مواقع القوة في الامة لان مصالح الاقوياء لا تقبل ان تكون سوريا او اي دولة في المنطقة قوية اقتصاديا او عسكريا ، ولا اظنك نسيت لائحة كولن باول عام ٢٠٠٣. ثالثا: انني اوافقك الراي بان النظام في سوريا يشوبه الكثير من الاخطاء على كل الاصعدة لكن دلني على نظام في هذا العالم وجد البحبوحة المصطنعة الا بالذل والتودد لدول التسلط العالمي ، في سوريا التعليم والطبابة وكثير من الخدمات مجانية ويكفي انها قبل الحرب المفروضة عليها كانت تتمتع باكتفاء ذاتي وبدون مديونية كما تعيش بقية الدول تحت وصفات البنك الدولي.
-
استبداد ضد استبداد . المسألة نبقى او لا نبقىاذا كان الحزب ضد الشعب السوري فهذه مشكلة الكاتب يتحدث عن النظام ، و لكنه لا يكشف عما يعرفه و نعرفه عن المعارضة و تحديدا عن علاقتها ، منذ اليوم الأول بالقوى العربية صحيح ان الاستبداد مناقض للحرية و الديمقراطية ، و لكن الاستبداد ،أحيا يبني أوطانا و يمنع تجزئة البلاد و يمنع التنازل عن الحقوق ليس صحيحا ان. التظاهر السلمي كان موجودا و ما يزال ممكنا و ان منعه من قبل السلطة هو سبب التسلح و العنف ... الكاتب لا يتكلم عن تهتك الحالة الاجتماعية في سوريا أيضاً يغفل الكاتب أمرا أساسيا ، ان المقاومة تحتاج إلى حكومة سورية. تقف إلى جانبها بصرف النظر عن طبيعةْالنظام ... لان هذه المقاومة. و كما يعترف هو نفسه مطلوبة أميركيا و إسرائيليا ... لماذا هي مطلوبة ؟ هناك مشروع سياسي إسلامي ، استبدادي ، ضد إسرائيل و الهيمنة الإمبريالية ، تواجهه اسرئيل و الولايات المتحدة الأميركية بمشروع سياسي إسلامي استبدادي ، يقبل أصحابه الصلح مع إسرائيل بهدف إسقاط المشروع الأول ...
-
عندما يصبح الرأي ستاراً للحقدلن أجادل هكذا كتّاب! عتبي على "الأخبار" التي نحترمها. ولكن في كل الأحوال، حسناً فعلوا أنهم نشروا الرأي والرأي الآخر في نفس العدد وحول نفس الموضوع. لذا لن أضيف على ما كتبه مظفّر النّوّاب في الرد على هذا المقال
-
..."انهم يقولون، ماذا..."انهم يقولون، ماذا يقولون؟؟؟... دعهم يقولون!" . ثلاثون عاماً مرت من عمر هذه المقاومة وفي كل مرة كانت تثبت أن قراراتها هي الأصوب. فأكتب يا "محمد ديبو" ما شئت وليفكر غيرك ما يشاء!!! وليقول القائلون ما شاؤوا... المسيرة مستمرة والباقي أنت تعرفه.
-
أولاً، هنيئاً لك بفوز طرابلسيأولاً، هنيئاً لك بفوز طرابلسي الذي لم يقل يوماً كلمة حق في وجه إستبداد حركة "فتح" و"الحركة الوطنية"، عندما كانتا تسيطران على الأرض (النقد اللاحق من على كرس جامعة أميركية في بيروت لا ينفع!) اللتان لم تفعلان سوى بيع أهل جبل عامل (أي الجنوب) عند أول مفترق، وتاجرت بهم من أجل مصالحٍ شخصية، حتى خرج زعيمه في "منظمة العمل الشيوعي"، محسن ابراهيم، يعتذر لعتات اليمين الفاشي في لبنان وكأن شيئاً لم يكن. هذا دون أن ننسى تحريضات رئيس الحزب الشيوعي السابق، جورج حاوي، على المقاومة والطلب من "فتح" مهاجمة موقعها في إقليم التفاح، حيث ردهم عن غيهم انذاك الشهيد عماد مغنية ورفاقه. ثانياً، هنيئاً لك بإلياس الخوري، الذي وإن لم ينضم إلى الجوقة المعروفة في لبنان في أعقاب إنتصار تموز، فإنه كان يفتح "الملحق الثقافي" في "النهار" لكي من يسوغ لنفسه مهاجمة المقاومة الإسلامية والإستهزاء برموز الطائفة الإسلامية الشيعية وبمعتقداتها. هذا قبل أن يطرد شر طردة من نفس الجريدة التي كان المسؤول عنها، غسان تويني، منسقاً لمفاوضات العار مع العدو الصهيوني عندما كانت بيروت ترزح تحته، والتي أدت إلى إتفاق "17 ايار" المشؤوم. لا، أهل المقاومة ومحبيها ومناصريها لم ينسوا هذا كله. ثالثاً، يجب أن يكون الإنسان عديم المصداقية لكي يقفز فوق ما قاله سيد المقاومة مراراً وتكراراً، من أنه حاول عدة مرات تقريب وجهات النظر بين المعارضة والنظام السوري، وأن الجناح الخارجي المدعوم بالمال والسلاح لا يريد سوى إسقاط النظام. أخيراً، حلوا عن ظهر هذه المقاومة التي لم تبيعوها طوال عقود جهادها سوى كلاماً وأشعاراً لا تغني ولا تسمن!