لهذه الفرقة من اسمها نصيب، فعلاقة أفرادها مع القضية كانت أشبه بالعشق، وهي كذلك حتى اليوم، على الرغم من تشتتهم، إذ لم يتوقف واحدهم عن الوفاء للقضية التي غنوا من أجلها، ومتّنوا علاقة الملايين من العرب بفلسطين، فوصول الأغنية كان أسرع بكثير من المجلات والجرائد والكتب التي كانت تصدرها منظمة التحرير وفصائلها. صحيح أن الفرقة لم يُعلن عن توقفها بشكل نهائي، على الرغم من توقفها تماماً، إلا أنها تحضر في كل المواقف الوطنية بلا منازع، إذ لم ينازعها على مكانتها أحد حتى الآن، حتى مع ظهور أغان وفرق أخرى أكثر مواكبة للعصر الحديث، إلا أن «العاشقين» تشبه الضمير، وتشبه القلب الذي يتوكّأ عليه اليأس لينتفض ويتذكر أن الماضي المجيد، يمكن له أن يُنهض الحاضر من موته السريري، بتذكيره للناس، أن فلسطين البداية والنهاية. تشبه هذه الفرقة فلسطين كثيراً ببعدها العربي، إذ كان من أعمدتها الأساسيين العديد من العرب الذين غنوا فيها وعزفوا ورقصوا. لم تعد «العاشقين» موجودة، لكنّ الشكر لها، كلّ الشكر، فقد قدّمت لنا ما يمكن أن نقدّمه للأجيال القادمة، لا للاستماع والاستمتاع فقط، بل لنفهّم الأجيال اللاحقة قصة فلسطين على الأقل، كي تبقى محفوظة في الصدور.
هذا الملف تحية من ملحق «البلاد» إلى أبطال «العاشقين».
هذا الملف تحية من ملحق «البلاد» إلى أبطال «العاشقين».