حيفا ــ الأخباريبدو أن إسرائيل حسمت أمرها لجهة التصديق على شراء 20 طائرة «أف 35» الأكثر تطوراً في العالم من الولايات المتحدة في صفقة تُقدَّر قيمتها الإجمالية بـ 2.75 مليار دولار.
وكشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس عن توجه وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك للتصديق على «طائرة المستقبل». وتحت عنوان «الصفقة الأكبر في تاريخ الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تخرج إلى حيز التنفيذ»، أشارت الصحيفة إلى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، اتخذت بعد تردد استمر لستّ سنوات، قراراً نهائياًَ بشراء الطائرات، متجاوزةً بذلك الآراء الرافضة للخطوة.
وتوقعت الصحيفة أن يصدّق وزير الدفاع على الصفقة في نهاية الأسبوع الحالي، قبل عرضها على المجلس الوزاري الأمني المصغر للحكومة الإسرائيلية للتصديق عليها، وذلك بعدما تمكن باراك من الاتفاق على التفاصيل النهائية لشراء الطائرات مع نظيره الأميركي، روبرت غيتس، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن قبل أسبوعين.
وأوضحت «يديعوت أحرونوت» أن باراك حاول إقناع غيتس بالموافقة على إدخال منظومات إسرائيلية خاصة على الطائرة، التي يصل طولها إلى 16 متراً، بما في ذلك وسائل قتالية خاصة من إنتاج إسرائيلي، ومطالب أخرى تتصل بصيانة الطائرة.
ولفتت إلى تلبية بعض من هذه المطالب، ولا سيما بالنسبة إلى مسائل الصيانة التي ستجري في إسرائيل.
ووفقاً للصحيفة، استطاع باراك التوصل كذلك إلى تفاهمات مع شركة «لوكهيد مارتن» المنتجة للطائرة، تقتضي بمنح تراخيص لشركات إسرائيلية بإنتاج قطع غيار مركزية للطائرة، مثل الأجنحة التي يبلغ طولها 11 متراً، وزيادة حصة الشركة في شراء منتجات إسرائيلية لتصل إلى 4 مليارات دولار، مقابل عقد إسرائيل صفقات أخرى لشراء المزيد من الطائرات. كذلك تشمل الصفقة تركيب المبنى اللوجستي للطائرة في الدولة العبرية، وتدريب الطواقم المختلفة على تفعيلها وصيانتها.
وفي السياق، كشفت الصحيفة عن قضاء نخبة من طياري سلاح الجو الإسرائيلي عدة أشهر في منشآت سرية تابعة لسلاح الجو الأميركي، حيث تدرب الطيارون الإسرائيليون على استخدام منظومات الطائرة بواسطة جهاز محاكاة.
ووفقاً للصحيفة، تدرب الطيارون على القيام بأربعين غارة، تضمنت سيناريوات قتالية مختلفة على مدى أسبوعين.
ومن المتوقع أن تتسلم إسرائيل أولى طائراتها في عام 2015 لتصبح أول دولة تمتلك هذه المقاتلات الأحدث في العالم، من خارج تحالف يضم ثماني دول أسهمت في تطوير الطائرة.
والتوجه نحو إتمام الصفقة لم يمنع ارتفاع أصوات معارضة لشراء الطائرات، نظراً للكلفة المرتفعة التي تصل إلى 130 مليون دولار للطائرة الواحدة.
وعارضت الهيئة المسؤولة عن تطور الوسائل القتالية في وزارة الدفاع الإسرائيلية عقد الصفقة، لافتةً إلى أن أداء طائرة «أف 35» لا يزيد كثيراً على طائرتي «أف 15» و «أف 16»، وتحديداً في مجالي مدى التحليق وحمل الأسلحة.
وفي السياق، أوضحت الصحيفة أن الطائرات الجديدة على غرار طائرات «أف 15» و«أف 16» لا توفر لإسرائيل القدرة على استهداف إيران بدون أن تتزود بالوقود في الجو.
ومثّل عدم قدرة طائرة «أف 35» على حمل أسلحة خارجية، نظراً إلى حاجتها للاختفاء عن شاشات الرادار، سبباً إضافياً لرفضها.
إلا أن ما يميز الطائرة الجديدة قدرتها على الصمود بعد توجيه الضربة الأولى، إذ تمنح تفوقاً جوياً إزاء المضادات للطائرات في الأيام الأولى للحرب.
كذلك، لا طريقة حتى اليوم لمواجهة طائرات الشبح، وهذا يمثّل عاملاً رادعاً من وجهة النظر الإسرائيلية.