لم ينتظر مسؤولو وكالة الأونروا الكثير من الوقت، كي يدحضوا شائعات وجود تلوث في مياه الشفة في مخيم نهر البارد. سارعوا إلى النفي، مؤكدين أن خزانات المخيم نظيفة
البارد ــ عبد الكافي الصمد
خزانات مياه الشفة في مخيم البارد ملوّثة. أتى الخبر كالصاعقة على أبناء المخيم. لكن، لم تستمر الشائعة طويلاً، فقد سارعت وكالة الأونروا في الشمال إلى نفي وجود أي تلوث في مياه الشفة في الخزانات. وأكثر من ذلك، شددت على عدم وجود إصابات بسبب المياه، رداً على الشائعات التي تفيد بأن أشخاصاً أصيبوا بعوارض صحية. ولطمأنة أهالي البارد، أصدرت وكالة الأونروا بياناً أوضحت فيه أن «قسم الهندسة في الوكالة أبلغ الأهالي أن عملية فحص المياه تجري بصورة منتظمة، وليس نتيجة شك بوجود أي تلوث»، مشيرة إلى أنه «سيُتّخذ إجراء إضافي في هذا المجال خلال الأسابيع المقبلة، عدا وجود إجراء روتيني مستمر وذي صلة ببرنامج الأونروا لتقديم المياه النقية والآمنة للمستفيدين». ولفتت الوكالة إلى أنه «لا حاجة للشعور بالقلق إزاء هذه الإجراءات، وأنه لضمان أن يكون الاختبار صحيحاً لجأت الأونروا إلى الاستعانة بمختبرين لمزيد من التأكد». وفي هذا الإطار، أكدت مصادر في الأونروا لـ«الأخبار» أن «الشائعات عن تلوث مياه الشرب في المخيم انتشرت منذ أسبوعين، وأنه لا أساس لها من الصحة، وردّنا عليها لطمأنة الأهالي وعدم إثارة قلقهم ومخاوفهم».
أوضحت المصادر أن موظفي الأونروا وعمالها الذين يهتمون بهذا الجانب «يقومون بفحص دائم وروتيني للمياه، وأنه لمزيد من الاطمئنان أرسلنا عينة من هذه المياه إلى مختبرين في طرابلس لإجراء الفحوص عليهما، وينتظر أن تصلنا التقارير النهائية في غضون يومين على أبعد تقدير». وفيما أكدت المصادر أنه «منذ عودة الأهالي إلى المخيم في تشرين الأول من عام 2007، لم يسجل حصول أي حالة تلوث بالمياه»، لفتت إلى أن «مياه الشرب التي توزعها الأونروا على الأهالي تجلبها من آبار جوفية خاصة بالوكالة موجودة داخل المخيم، وهي آبار معقمة ونظيفة يفحصها ويراقبها اختصاصيون دائماً». وأشارت إلى أن «أهالي المخيم كانوا يستخدمون هذه الآبار قبل الحرب، وقد نظّفناها وعقّمناها مجدداً بعد انتهاء الحرب بهدف إعادة استخدامها، بعدما أصيبت بتلوث كبير».
وبهدف الحد من مخاوف الأهالي في هذا الشأن، أعلنت الأونروا أنه «كجزء من الآلية الجديدة المتبعة لفهم هذه المخاوف واحتوائها والاستجابة لها، سيجتمع مسؤولو أقسام الوكالة بأهالي مخيمي البداوي ونهر البارد كل يوم جمعة لهذا الغرض».
لكن الأونروا أوضحت وفق بيانها أن «الشكاوى المقدمة لا تقتصر على هذا الجانب، بل تشعبت وتعددت لتطال برنامج الهبات من أجل تنشيط المصالح المتضررة في المخيم، بعدما أعرب أصحاب هذه المصالح عن عدم رضاهم عن معايير الحصول على بعض هذه المساعدات وقيمتها». وأشارت إلى أن «المشروع انتهى والأموال المتعلقة بالبرنامج قد دفعت على شكل هبات، وأنه من غير الممكن تغيير هذه الأمور في أي حالة فردية مقدمة».
ولفتت الأونروا الأنظار إلى أنها «ترحب بملاحظات الأهالي التي تبيّن رغبتهم القوية في النهوض باقتصاد المخيم، وأن وحدة إدارة الأونروا في الشمال تطلب حالياً الحصول على تبرعات لمشاريع جديدة للنهوض في المخيم، ستشمل المزيد من الدعم الفني وغيره من أشكال الدعم للمصالح التجارية والاقتصادية المختلفة في المخيم».


موافقة على إنشاء 3 مدارس

أعلنت الأونروا في بيان لها أن مجلس الوزراء «أعطى موافقته أخيراً على المخطط التوجيهي لبناء ثلاث مدارس في مجمع الأونروا في مخيم نهر البارد، ومن المتوقع أن يصدر تصريح بالبناء في غضون 10 أيام على الأكثر»، مشيرة إلى أنه «لهذا الغرض أجرى موظفو المديرية العامة للآثار بحثاً في موقع مدرستين من المدارس الثلاث، وأكدوا عدم وجود أي آثار فيه». وبناءً عليه، فإنه يتوقع أن تبدأ أعمال بناء هاتين المدرستين في شهر حزيران المقبل وفق التقديرات المقدمة للوكالة.