اتهمت «حماس» أمس تل أبيب بإفشال صفقة التبادل، فيما تبادلت الحركة الإسلامية والسلطة الاتهامات عقب اعتقال إسرائيل للقيادي الحمساوي، ماهر عودة

حمّل عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، محمود الزهار، أمس إسرائيل المسؤولية عن عدم إتمام صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين، كاشفاً عن توسط دول أوروبية عدة لإطلاق الجندي الأسير جلعاد شاليط. وأعلن الزهار، خلال ندوة في الجامعة الإسلامية في غزة، أن دولاً مثل بريطانيا وإيرلندا، وأخيراً ألمانيا، توسطت إلى جانب مصر في صفقة تبادل الأسرى، من دون تحقيق نتيجة، بعد تراجع إسرائيل عن آخر اتفاق حدد بموجبه عدد الأسرى المقرر الإفراج عنهم.
وأقرّ الزهار بوجود وجهات نظر عدة في صفوف حركته بشأن مفاوضات صفقة التبادل، مؤكداً في الوقت نفسه أن استمرار التراجع الإسرائيلي أجبر «حماس» على وقف المفاوضات.
وبشأن المصالحة الفلسطينية، أوضح الزهار أن «حماس» لن تتنازل عن جوهر أي اتفاق للمصالحة، لأنها ترغب في تحصينه ومنعه من الانهيار، الأمر الذي يعوق توقيعها على الورقة المصرية. وشدد الزهار على أن «حماس» لن تقبل بإجراء انتخابات فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة من دون تهيئة كل الأجواء المناسبة لها، ومنها إعادة تأليف لجنة الانتخابات المركزية. وأكد رفض «حماس» الدخول في محاور، قائلاً «الفرق بيننا وبين منظمة التحرير أنها دخلت في محاور، وهذه المحاور لن تنفعنا، وهي أكبر من طاقتنا وقدراتنا».
وأشار الزهار إلى مكانة مصر في المنطقة، معتبراً أن القاهرة «مسؤولة تاريخياً وأخلاقياً عن الدول المحيطة بها، لأن الدولة المركزية، كالأم التي تستطيع أن تنفق».
وحذّر الزهار من وجود تهديدات جدية للمسجد الأقصى، واصفاً إعلان إسرائيل عن بناء 1600 وحدة سكنية خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن بأنه «إهانة كبيرة لأميركا والرئيس الأميركي» باراك أوباما.
في هذه الأثناء، تبادلت حركة «حماس» والسلطة الفلسطينية أمس الاتهامات على خلفية اعتقال اسرائيل للقيادي في الحركة، ماهر عودة، في الضفة بعد ملاحقة لأكثر من عشر سنوات.
ورأى المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، أن اعتقال عودة هو «ثمرة التنسيق الأمني الخطير بين السلطة الفلسطينية والاحتلال، لأنه كان مطلوباً ومطارداً من الطرفين». وأشار إلى أن الاعتقال «جزء من المنهج الصهيوني لقمع حماس والمقاومة في الضفة».
وشدد برهوم على أن التنسيق الأمني يمثّل «عقبة كبيرة أمام جهود المصالحة الوطنية»، لأنه يأتي في إطار «استئصال حماس وتقوية حركة فتح».
وعلق المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، اللواء عدنان الضميري، على اتهامات «حماس» بالقول «نحن على ثقة بأنه لو وقع زلزال في الضفة الغربية أو فيضان، فإن حماس ستتهم السلطة بأنها مسؤولة عنه». واتهم الضميري مسؤولي «حماس» بأنهم «لا يريدون الاعتراف بأن الحركة مخترقة من الاستخبارات الإسرائيلية»، مشيراً إلى أنها «تريد أن تصدّر أزمتها هذه على السلطة الوطنية».
وكان متحدث عسكري إسرائيلي قد أعلن أمس أن الجيش الإسرائيلي اعتقل عودة، في قرية بير نبالا، جنوب رام الله، في عملية مشتركة للجيش ووحدة مكافحة الإرهاب «اليامام» التابعة لحرس الحدود وجهاز الأمن العام «الشاباك». وأوضح أن عودة، الذي يعدّ أحد مؤسسي حركة «حماس» في منطقة رام الله، «كان ملاحقاً منذ أواخر التسعينيات لضلوعه في سلسلة هجمات انتحارية في إسرائيل أوقعت سبعين قتيلاً».
وتحدثت مصادر فلسطينية عن اعتقال الجيش الإسرائيلي زوجة عودة، التي كانت ترافقه لحظة الاعتقال.
من جهةٍ ثانية، نفت إيران أول من أمس اتهام رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لها بمنع التقارب بين حركتي «فتح» و«حماس». ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «ارنا» عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، رامين مهمانبرست، قوله إن «إيران تسعى جاهدة للمساهمة في إقامة دولة فلسطينية، ولعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى موطنهم»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على الوحدة بين الفصائل الفلسطينية».
وقال مهمانبرست إن «طهران ترى أن إجراء انتخابات حرة بمشارکة فئات الشعب الفلسطيني كافة لتقرير المصير هو الحل الوحيد للقضية الفلسطينية».
وكان عباس قد اتهم إيران من تونس يوم الجمعة الماضي، بالحؤول دون تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. ورأى أن «إيران لا تريد أن توقّع حماس وثيقة المصالحة في القاهرة»، مؤكداً أن «هدف القيادة الفلسطينية هو إبعاد شعبنا عن الوصاية الإيرانية».
(أ ف ب، يو بي آي)