محمد بديرتوقّع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، عوزي أراد، تشديد حلقة العقوبات على طهران في الأشهر الثلاثة المقبلة، محذّراً الجمهورية الإسلامية من «ثمن باهظ» إذا قررت تحدي العالم، فيما كرر نائب رئيس الأركان، بيني غينتس، التهديدات الإسرائيلية للبنان، مشدّداً على تحميل حكومته مسؤولية أيّ اشتعال قد يبادر إليه حزب الله.
وجاءت مواقف المسؤولَين الإسرائيليَّين خلال كلمتين ألقياهما من على منبر مؤتمر هرتسليا السنوي، الذي افتُتحت أعماله أمس، ويُتوقع أن يستمر أربعة أيام. واستعرض نائب رئيس الأركان الإسرائيلي، الجنرال بيني غينتس، خلال مداخلته، خريطة التهديدات التي تواجه إسرائيل، فوضع إيران على رأس القائمة، معتبراً أن «العالم ودولة إسرائيل لا ينبغي لهما، وليس بإمكانهما تجاهل» الخطر الذي يمثّله المشروع النووي الإيراني. وقال «إن إيران تواصل تطوير برنامجها النووي، وكذلك تطوير قدرات صاروخية يصل مداها إلى آلاف الكيلومترات، كما تواصل تعاظمها العسكري». وتابع، ملمّحاً إلى عدم استبعاد إسرائيل الخيار العسكري بهذا الخصوص، «في قضية الجهوزية المتعلقة بنا، أنا لا أريد أن أفصل كثيراً، إلا أننا بحاجة إلى جيش قوي في هذا الحين».
وانتقل غينتس إلى الوضع على الجبهة الشمالية، فرأى أن ثمة تعاظماً عسكرياً من جانب حزب الله في العمق اللبناني وبتصريحٍ من الحكومة اللبنانية المدعومة دولياً. وكرّر غينتس التهديدات التي دأب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، على إطلاقها في الأسابيع الأخيرة، فشدّد على «أننا سنرى الحكومة اللبنانية مسؤولة في حال اشتعال الوضع».وأشار غينتس إلى أن «السوريين يعملون على زيادة قوتهم العسكرية، ويشترون أسلحة طويلة المدى»، قبل أن يتطرق إلى الوضع على جبهة قطاع غزة، التي رأى أنها تنعم بالهدوء منذ عدوان «الرصاص المصهور»، مستدركاً بالقول «إن الحديث هو عن منطقة حساسة ويمكن الوضع أن يتغيّر».
وتركّزت كلمة آراد على التحديات التي تواجه إسرائيل، والإنجازات التي تمكّنت حكومة بنيامين نتيناهو من تحقيقها خلال العام المنصرم على المستوى الدولي. ورأى أن هناك تحدّيين أساسيين يمثلان أمام تل أبيب هما المشروع النووي الإيراني، واستئناف المفاوضات مع الدول العربية عموماً، والفلسطينيين خصوصاً.
وعن التحدي الأول، قال آراد ـــــ الذي شغل في الماضي منصباً رفيع المستوى في الموساد، «لقد كان هناك تقدم في الجهود (الرامية إلى إحباط الطموح النووي الإيراني) أكثر ممّا يمكن رؤيته بالعين المجردة، وليس كل شيء يجري نشره». وأضاف «خلال هذا العام، بُذلت جهود لإقناع إيران بنعومة، وأيضاً عبر ممارسة ضغوط من أجل تغيير المسار الذي تسير فيه». واستطرد «في هذا المنحدر، يُتوقّع تشديد طوق الضغوط على إيران، وإذا أرادت أن تتحدى العالم، فإن الثمن الذي ستدفعه سيكون باهظاً».
وتطرق آراد إلى وضع المفاوضات العالقة على المسار الفلسطيني، فشن هجوماً لاذعاً على رئيس السلطة، محمود عباس، محمّلاً إيّاه مسؤولية الجمود السياسي الحاصل، وقال «إن أبو مازن يواصل رفض استئناف المفاوضات. تارةً هو أقوى ممّا ينبغي، وتارةً هو أضعف مما ينبغي، وتارةً هو كئيب المزاج، وتارةً يريد أن ينتظر الانتخابات. الأسباب تتغير، إلّا أن السياسة الفلسطينية، الرافضة للتفاوض، تتواصل، وهذا مُخيّب جداً».
ورغم ذلك، لم يستبعد المسؤول الإسرائيلي استئناف المفاوضات «في الأمد القريب أو المتوسط».
كذلك هاجم آراد رئيس الوزراء الفلسطيني، سلام فياض، لمشاركته قبل أسابيع في حفل أقامته السلطة الفلسطينية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي مصدرها المستوطنات. وقال «كيهوديّ، أشعر بالامتعاض عندما أرى صوراً لجهات مختلفة تحرق منتجات إسرائيلية».
ومن المقرر أن يلقي فياض كلمة خاصة في المؤتمر مساء اليوم.