تسارعت التطورات السياسية في اليمن، حاملة في طيّاتها بوادر اتفاق على إنهاء الحرب السادسة بين الجيش اليمني والحوثيين. وأعلن مجلس الدفاع الوطني اليمني، أمس، استعداد الحكومة لوقف العمليات العسكرية ضد الحوثيين إذا التزموا تطبيق شروطها الستة، وذلك بعد ساعات من إعلان رفضها المبادرة التي تقدم بها الحوثيون لوقف إطلاق النار، متذرعةً بعدم تضمّنها تعهداً بوقف الهجمات على السعودية، ومطالبة الحكومة بإنهاء عملياتها العسكرية أولاً.وقال المجلس، الذي يشرف على الحرب مع الحوثيين، إن الحكومة «لا ترى مانعاً من إيقاف العمليات العسكرية وفق آليات محددة وواضحة، وبما يضمن عدم تكرار المواجهات وإحلال السلام وعودة النازحين إلى قراهم وإعادة إعمار ما خلّفته فتنة التمرد والتخريب».
وكان زعيم المقاتلين، عبد الملك الحوثي، قد أعلن أول من أمس أنه يقبل بـ«خمسة» من أصل ستة شروط وضعتها الحكومة، مشترطاً من جهته «وقف العدوان» على جماعته. وجاء في التسجيل الصوتي للحوثي، «حرصاً منا على حقن الدماء، وتفادياً للوضع الكارثي للبلاد، ومن أجل وقف حالة الإبادة التي يتعرض لها المدنيون، نجدد للمرة الرابعة إعلان قبولنا بالنقاط الخمس بعد وقف العدوان»، موضحاً أن «الكرة الآن في مرمى الطرف الآخر»، في إشارة إلى الحكومة.
وتشترط الحكومة اليمنية على الحوثيين لوقف المعارك، احترام وقف إطلاق النار وفتح الطرق، وإخلاء الإدارات التي احتلوها، والتخلي عن سلاحهم وإعادة الذخائر والمعدات، وإطلاق سراح الموقوفين المدنيين والعسكريين، واحترام الدستور والقوانين، إضافة إلى النقطة التي تقضي بالالتزام بعدم الاعتداء على أراضي السعودية.
وعلى الصعيد الميداني، أعلن موقع «26 سبتمبر»، التابع لوزارة الدفاع اليمنية، أن قوات الجيش اشتبكت مع الحوثيين وقتلت 24 منهم، بينهم مسؤول عن تدريب المقاتلين.
من جهته، قال مصدر في الجيش السعودي إن قوات بلاده تبادلت أمس إطلاق النار مع قناصة من الحوثيين موجودين في الأراضي السعودية. وأوضح أن تبادل إطلاق النار يحدث يوميّاً، مشيراً إلى أن هؤلاء الأشخاص «لا يؤتمن جانبهم. يتسللون ويدخلون ويخرجون».
إلى ذلك، بحث وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي، أمس مع منسق شؤون مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الأميركية دانيال بنيامين، آفاق التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب.
(أ ب، أ ف ب، رويترز، يو بي آي)