خاص بالموقع - توصّل النظام السوداني والحركة الشعبية لتحرير السودان، اليوم، إلى اتفاق بشأن الاستفتاء على مصير الجنوب المقرر في كانون الثاني 2011، فيما لا تزال القوانين الممهدة للتحول الديموقراطي قيد الدرس.وسيتيح هذا التطور تهدئة الأزمة التي هددت اتفاق السلام الشامل الذي أنهى أكثر من عقدين من حرب أهلية بين الشمال والجنوب في السودان وأدّى إلى مقتل مليوني شخص.
وقال نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم ومستشار الرئيس السوداني، نافع على نافع، في مؤتمر صحافي مشترك مع السكرتير العام للحركة باقان اموم في الخرطوم، «نعلن اتفاق الشريكين على كل النقاط التي كانت محل خلاف في قانون الاستفتاء لجنوب السودان».
وأوضح نافع أن الطرفين اتفقا أيضاً على «بحث قانون الأمن الوطني والاستخبارات للتوصل فيه إلى اتفاق، ومن ثم الدفع به إلى البرلمان».
من جهته، أعلن أموم أنه «بهذا (الاتفاق) نعلن انتهاء الأزمة بين الشريكين»، موضحاً أنه «سيُعلَن محتوى الاتفاق بعد إطلاع القوى السياسية الأخرى عليه». وقال إنه «سيُدفع بالقوانين إلى مجلس الوزراء لإجازتها ومن ثم إلى البرلمان» الذي تنتهي ولايته الشهر الحالي، مشيراً إلى أن نواب الحركة الشعبية الذين يقاطعون أعمال المجلس النيابي منذ 45 يوماً سيعودون إلى حضور جلساته خلال 24 ساعة.
ولفت إلى أن القوانين تحدّد شروط إجراء الاستفتاء على استقلال الجنوب واستفتاء آخر بشأن انضمام منطقة ابيي إلى الجنوب وعملية أخذ المشورة الشعبية لسكان منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان الحدوديّتين.
ويأتي هذا الإعلان في ختام اجتماعات مستمرة بدأت الخميس الماضي لهيئة الرئاسة السودانية، قادها الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس الحركة الشعبية، رئيس حكومة جنوب السودان، سيلفا كير ميارديت. كذلك يأتي في أعقاب التوتر الذي اشتد الأسبوع الماضي بين الطرفين، عندما ألقت السلطات في الخرطوم القبض على اثنين من كبار مسؤولي الحركة الشعبية وعشرات من أنصارهما خلال احتجاج نظّمته بمشاركة من أحزاب المعارضة للمطالبة بعدد من الإصلاحات وإقرار القوانين الممهّدة للتحول الديموقراطي، تمهيداً للانتخابات المقررة في نيسان 2010.
كذلك سبق إعلان الاتفاق تراشق كلامي بين مسؤولي الحزبين، بينها اتهامات من نافع لفرنسا بتحريض المعارضة السودانية على الخروج إلى الشارع. وقال نافع خلال ندوة في مدينة أم درمان، أول من أمس، «إن مسيرة الاثنين كانت بتحريض من دولة سافر إليها اثنان من الضباط»، موضحاً أن «اثنين من قيادات المعارضة قاما بزيارات مشبوهة لدول غربية نحن نعلم تفاصيلها وأعقبهما أحد عجائزهم خاتماً تلك الزيارة»، في إشارة إلى زيارات كلٍّ من ميارديت وزعيم حزب الأمة الصادق المهدي، وزعيم حزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي إلى فرنسا بصورة منفصلة.
(أ ف ب، رويترز)