مسلسل الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي مستمرّ في غزة وفي الضفة الغربية بينما يدّعي البعض، في العالم العربي ان الدعم والتأييد للمقاومة قد تراجع. ان الحقيقة مغايرة لذلك تماماً في أعرق جامعات الولايات المتحدة الأميركية وفي أوساط المثقفين والكتاب والمفكرين والمخلصين للقيم الأخلاقية وللصادقين بتمسكلهم بحقوق الانسان. تقديم الدعم والتأييد للمقاومة بات فخر الشرفاء الذين لا يمكن ان يبقوا متفرّجين على إبادة البشر كما هو حال الملايين الذين يدّعون زوراً انهم من المسلمين والعرب. ولا شك ان كل هذه "الدول اللقيطة" (كما سماهم محمود درويش في قصيدة مديح الظل العالي) المتساهلة مع الاجرام الإسرائيلي، ستدخل السجل التاريخي تماماً كما دخلت حكومة فيشي السجل التاريخي الفرنسي مثلاً وكما وصف يهوذا اسكاريوت في الانجيل المقدّس. فمن يسكت اليوم عن المجازر المستمرة منذ اكثر من 200 يوم يجسّد شرّ هذا العالم ومشاكله الأساسية. من يسكت اليوم هو المدمّر الحقيقي للأخلاق والقيم والحضارة البشرية. ولكن من يسكت اليوم لا يعني له كل ذلك شيئاً أو انه لا يفهم المعنى الجوهري للقيم الحضارية، بل ما يفهمه هي حسابات الربح والخسارة لكن يبدو انه تناسى قدرته على الحساب والقياس ارضاءً لأسياده الغربيين المتحكمين بالنفط والغاز والممسكين برقاب ثلّة من ملوك وامراء وشيوخ الديكتاتورات العربية. ولكن لو قرروا يوماً فتح عيونهم للاحظوا النهايات التي أحدثها طوفان الأقصى المبارك منذ 7 تشرين الأول 2023 ومن بينها:- نهاية المشروع اليهودي لقيام دولة يهودية على ارض فلسطين المحتلة لحماية اليهود مما تعرضوا له خلال القرون السابقة من اضطهاد ومجازر على يد الالمان والايطاليين والنمساويين وآخرين من العنصريين الغربيين. والدليل على ذلك آلاف اليهود الذين يتظاهرون في كل انحاء العالم رافعين العلم الفلسطيني والذين يصرخون من اعلى صوتهم ضد الإبادة الجماعية ثم يُعتقلون من قبل قوى مكافحة الشغب.
- نهاية اسطورة "جيش الدفاع الإسرائيلي" القادر على حماية المستوطنين الإسرائيليين. والدليل على ذلك لا يقتصر على هجوم 7 تشرين الأول وتمكن المقاومة الفلسطينية من تحطيم الدفاعات الإسرائيلية بل يشمل كذلك القدرة العسكرية الضخمة للمقاومة في جنوب لبنان والجولان والعراق واليمن. وقد بات عجز الجيش الإسرائيلي واضحاً رغم الدعم الهائل غير المسبوق الذي يحصل عليه هذا الجيش المضخّم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وايطالية.
- نهاية آلية الردع الإسرائيلي حيث اذكر اننا كنا، خلال كل مدة المواجهات مع العدو الإسرائيلي المحتل، نتوقع ردوده المدمّرة على اصغر العمليات العسكرية التي كانت تشنها المقاومة في الجنوب بينما تّستهدف القواعد العسكرية الإسرائيلية اليوم في عمق فلسطين المحتلة من جنوب لبنان ومن الجمهورية الإسلامية في ايران ومن الجولان السوري ومن اليمن ومن العراق ويعجز الإسرائيلي عن أي ردّ جدّي.
- نهاية شيطنة الكفاح المسلّح من قبل بعض المتخاذلين الذين يدّعون "التعقّل". فبعد رفض "اسرئيل" وقف الإبادة الجماعية بالرغم من صدور قرارات ملزمة قانونياً عن مجلس الامن الدولي وعن اعلى سلطة قضائية في العالم (محكمة العدل الدولية) وعن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس حقوق الانسان في جنيف، لم يعد هناك سبيل لمقاومة إسرائيلي الا الكفاح المسلّح والصمود والتمسّك بحركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الله والجماعة الإسلامية – قوات الفجر، والحزب القومي السوري الاجتماعي وغيرها من القوى التي لم ولن تترك السلاح لا بل لا بد من تزيدها بمزيد من السلاح والقدرات التكنولوجية العسكرية.
- نهاية خطر التطبيع مع العدو الإسرائيلي في المنطقة العربية، فلا يمكن تبرير او تمويه الإبادة الجماعية التي يرتكبها الإسرائيليون في غزة بعد اليوم ولا يمكن للملوك والامراء والشيوخ ان يقنعوا حتى حاشيتهم بأن الشراكة مع الإسرائيلي تشكل خلاصاً له وتفتح باب الثراء والنجاح والتقدّم. وحتى لو كان بعضهم ما زال يعتقد ان ذلك صحيحاً فبعد فضيحة عجز "إسرائيل" بكل قوتها وتطوّرها التكنولوجي العسكري والدعم الأميركي والغربي غير المحدود لها منع الصواريخ من ان تتساقط على مستعمراتها والمدن الفلسطينية المحتلة كيف يمكن لـ"إسرائيل" او أي من حلفائها في المنطقة حماية انفسهم من هذه الصواريخ؟ كل "القوّة" الإسرائيلية والمليارات ومئات آلاف الجنود والدبابات والطائرات والمدافع لن تقوى على إعادة المستوطنين الى المستعمرات في شمال فلسطين المحتلة.
يا من تسمون أنفسكم عرب ومسلمين، إسرائيل انهزمت وسقطت. عودوا الى رشدكم. عودوا الى اصلكم والى وصايا اجدادكم.