غزة ــ قيس صفدي عرض رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، أمس، مبادرة رأت حركة «حماس» أنها يمكن أن تمثّل استراتجية للعمل الفلسطيني، أو برنامج إنقاذ وطني ينهي الانقسام، ويسهم في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي. ودعا الفصائل الفلسطينية إلى «الاتفاق على المبادرة التي عرضها رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، وتدعو إلى اجتماع فلسطيني موسّع للتباحث في المرحلة الراهنة، والاتفاق على برنامج إنقاذ وطني».
وحدّد هنية، في كلمة مطوّلة أمام مئات الآلاف من أنصار «حماس»، احتشدوا في غزة احتفالاً بالذكرى الـ 22 لانطلاقتها، ستة ملامح وأسس للمبادرة. وقال إن برنامج الإنقاذ الوطني المقترح يتضمن «استعادة الوحدة الوطنية بتأليف حكومة موحّدة على قاعدة التوافق الوطني، وبناء المرجعية القيادية للشعب الفلسطيني المتمثّلة في منظمة التحرير الفلسطينية، وتوفير مشاركة الجميع، والتوافق في هذه المرحلة على برنامج وطني يستند إلى العمل على إنهاء الاحتلال وإزالة كل المستوطنات، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967، عاصمتها القدس، والتمسك بحق العودة والإفراج عن كل الأسرى والمعتقلين».
وأضاف هنية إن البرنامج يشمل أيضاً «التمسك بالمقاومة الراهنة، التي تقوم على أساس حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، وترتيب أجهزة السلطة، بحيث لا تخدم المصالح الصهيونية، ولا تضفي الشرعية على الاحتلال، إضافةً إلى استعادة البعد العربي والإسلامي للقضية الفلسطينية».
وشدّد هنية على أن «حماس لن تتراجع عن خط المقاومة والجهاد حتى استرداد الحقوق والمقدسات»، مشيراً إلى أنه «رغم كون غزة محاصرة بحراً وجواً وبراً، فإنّها حرة في قرارها وكلمتها وإرادتها. حماس لن تكتفي بتحريرها أو إقامة إمارة فيها، بل تتطلع إلى كل فلسطين». وأكد أن «الحصار كان يهدف إلى كسر الإرادة، وكسب المواقف وانتزاعها، ولكن لن تسقط القلاع، ولن تُخترق الحصون، ولن ينتزعوا منا المواقف»، مؤكداً أن «اغتيالات قادة حماس خلال انتفاضة الأقصى مثّلت انطلاقة جديدة للحركة».
واستحضر هنية تجربة مشاركة «حماس» في الانتخابات ودخولها السلطة، وقال «قبل الانتخابات كان الكل يقول لنا لماذا لم تشاركوا في الانتخابات، وعندما قررنا المشاركة وفازت حماس بثقة الشعب، تشاورت مع كل الفصائل لتأليف حكومة، لكن لم يقبل أحد ذلك». وأضاف إنه «منذ فوز حماس، تعرضت لثلاث خطط، الأولى هي الترويض والاحتواء، حيث الاعتراف بإسرائيل والاتفاقات الموقّعة. فرض الحصار على غزة وحملت أميركا على عاتقها إذلال حماس وإحباطها، لكن فشلت خطتهم وسقطت».
أما الخطة الثانية، بحسب هنية، فكانت «تجفيف المنابع (المالية) وفرض الحصار على غزة، وقطع الأموال والرواتب، وفصل آلاف الموظفين من وظائفهم»، مشيراً إلى أن الخطة الثالثة تمثلت في «الاستئصال من خلال الحرب الإسرائيلية على غزة في الشتاء الماضي، التي لم تحقّق أياً من أهدافها». واتهم الولايات المتحدة بأنها لا تزال «تشهر الفيتو أمام الجهود تحقيق المصالحة الفلسطينية».
وانتقل هنيّة إلى مخاطبة سلطة رام الله، مطالباً إياها «بوقف الاعتقالات السياسية، وسياسة الكبت وتكميم الأفواه والزنازين المغلقة، ومحاربة الناس في قوتهم، وقطع أرزاقهم، والتوقف عن الإساءة إلى رموز الشرعية الفلسطينية، وعلى رأسهم عزيز دويك»، مشدّداً على أن «الأخير سيظل رئيساً شرعياً للمجلس التشريعي إلى حين عقد انتخابات رئاسية تشريعية نزيهة وشفافة». كما دعا حركة «فتح» والفصائل الفلسطينية إلى «تحقيق المصالحة ونزع فتيل التوتر، وإحداث توزان وطني مستقر»، مطالباً القاهرة «باستئناف وساطاتها وتوسيع صدرها لملاحظات حماس على الورقة المصرية للمصالحة».