أصدر وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي بلاغاً يحظر فيه الاتجار بالسلع والبضائع المقلّدة، طالباً من المؤسسات والمحال التجارية والأشخاص «الامتناع نهائياً عن حيازة أو اقتناء أو توزيع أو بيع أصناف أيّ من السلع والبضائع المقلّدة للعلامات التجارية»، وإلّا فسيتعرّض الشخص المخالف «للملاحقة الجزائية». وبحسب البلاغ، فقد لوحظ «في الآونة الأخيرة قيام عدد من المؤسسات والمحال التجارية في معظم المناطق بتعاطي تجارة أصناف السلع والبضائع المقلّدة للعلامات التجارية»، ورأى الصفدي أن الاتجار بالأصناف المقلّدة يعدّ «مخالفاً لقانوني حماية الملكية الأدبيّة والفنيّة، وحماية المستهلك»، مؤكداً أن الوزارة ستكثّف دوريات المراقبة لضبط المخالفات ومصادرة البضائع المقلّدة وإحالة مرتكبيها على القضاء. إلا أن مصادر مطلعة، قالت لـ«الأخبار» أن هذا التحرك جاء بسبب ضغوط مارستها واحدة من كبرى الشركات التي تبيع سلعها بأسعار باهظة وبربحية مرتفعة جداً، وتريد الحفاظ على مستوى مبيعاتها وأسعارها، فدفعت الصفدي إلى إصدار مثل هذا البلاغ، الذي من شأنه تهديد أسواق الفقراء التي يقصدونها لشراء السلع الرخيصة التي يمكن تسديد ثمنها من دون التنازل عن مواكبة صيحات الموضة... وحذّرت هذه المصادر من أن الهدف من بلاغ الصفدي ليس النيل من العلامات المقلدة فحسب، بل منع الاتجار بالعلامات الأصلية التي تدخل إلى لبنان من دون المرور بقنوات من يحتكرها.
وقلّلت مصادر أخرى معنية من أهمية البلاغ المذكور، ورأت أن الصفدي أصدره كترضية وهو يعلم تماماً أن الأجهزة المختصة عاجزة عن تنفيذه، إذ إن الأسواق المحلية كلّها تبيع مثل هذه السلع، ولن يتمكن الصفدي من مصادرتها جميعاً، إلّا إذا كان يهدف إلى مساعدة تسويق منتج ما، فتقتصر المداهمات على سلعة محددة، ولا سيما أن مكتب حماية الملكية الفكرية في الوزارة عبارة عن مكتب إيداع تسجل فيه أي ماركة ولا يمكن الادعاء بأنها موجودة مسبقاً إلا عبر القضاء، وبالتالي فإن تحرك الوزارة غير قانوني لأنه «لا يحق له التحرك إلا بناءً على شكوى صاحب العلاقة». وتؤكّد المصادر أن بعض الشركات ستقدّم قريباً شكاوى عن وجود سلع مقلّدة في السوق. وفي السياق نفسه، كان الصفدي قد أصدر أمس قراراً يفرض فيه على تجّار أجهزة الكومبيوتر «المعاد تصنيعها»، إعلان حالة السلع بطريقة ظاهرة وعلى الفاتورة، والاستحصال من الشركة التي يتعامل معها على شهادة تخوّله القيام بصيانة وخدمة ما بعد البيع.
(الأخبار)