«دليل المحتار في قتل الأغيار» عنوان كتاب لحاخامين يهوديين يُفتيان فيه بجواز قتل غير اليهود، ولو كانوا أطفالاً أو أبرياء. كأن الاحتلال بحاجة إلى غطاء ديني للقيام بمجازره
مهدي السيد
توصل حاخامان يهوديان إلى حل لمعضلة قتل «الأغيار» (غير اليهود)، التي تشغل بال المتطرفين من اليهود المتشددين، فأفتيا بجواز تصفيتهم وأطفالهم وكل من ينتمي إلى «شعب العدو»، بريئاً كان أو غير بريء، ما دام ثمة احتمال لأن يمثّلوا خطراً على «حياة إسرائيل».
وكشفت صحيفة «معاريف» النقاب أمس عن كتاب صدر حديثاً، يقدم إيضاحات إزاء الحالات التي يجوز فيها قتل الأغيار، أعده الحاخام إسحاق شبيرا، رئيس المدرسة الدينية «يوسف لا يزال حياً» في مستوطنة يتسهار، المجاورة لنابلس، مع حاخام آخر في المدرسة، يوسي اليتسور، تحت عنوان «عقيدة الملك»، يمكن عدّه «بمثابة مرشد لمن يتردد في ما إذا كان ينبغي قتل غير اليهود ومتى يجب القيام بذلك» وفقاً للشريعة اليهودية.
ويفصّل الكتاب مئات المصادر من التوراة و«الهالاخاه» (الشريعة اليهودية) التي استخدمها الكاتبان، وهي ضمن أمور أخرى تطرح اقتباسات عن الحاخام كوك، من آباء الصهيونية الدينية، والحاخام شاؤول يسرائيلي من رؤساء مدرسة «مركاز هراف»، معقل الصهيونية الدينية القومية في القدس.
ويعدد المؤلفان الحالات التي يجوز فيها لليهودي قتل غير اليهودي، ومنها «الفرائض السبع» التي يجب على كل شخص في العالم التزامها، فجاء في الكتاب: «حين نتوجه إلى الغير الذي يتجاوز الفرائض السبع فنقتله انطلاقاً من الاهتمام بتنفيذ الفرائض السبع، لا يوجد أي حظر في الأمر». ويضيف الكتاب، في استنتاج آخر: «في كل مكان يكون فيه حضور الأغيار يعرض للخطر حياة إسرائيل، يكون مسموحاً قتلهم، ولو كانوا من محبي أمم العالم وليسوا مذنبين على الإطلاق في الوضع الناشئ».
ويفتي الحاخامان بأنه مسموح المسّ بالأطفال لأنهم «يسدّون الطريق»، فكتبا: «سدادو الطريق، رضّع يوجدون مرات عديدة في مثل هذا الوضع. فهم يسدون طريق النجاح بوجودهم... مسموح قتلهم لأن وجودهم يساعد القتل. وثمة رأي يبيح بالمسّ بالأطفال إذا كان واضحاً أنهم سيُلحقون الضرر بنا عندما سيكبرون، وفي مثل هذا الوضع سيوجه المسّ بالذات إليهم، وليس فقط في إطار المسّ بالكبار».
وذكرت «معاريف» أنه على الرغم من أن الكتاب، الذي يتألف من 32 صفحة، لا يوزع بواسطة شبكات بيع الكتب الكبرى، إلا أن عدداً من حاخامات اليمين المتطرف يوصون أتباعهم بشرائه. ويُوزّع الكتاب بواسطة الإنترنت والمدرسة الدينية التي يديرها شابيرا.