الباخرة تدور في البحر منذ سنة و3 أشهر والبضاعة رُفضت في أكثر من ميناء
منذ أكثر من 10 أيام، تحوم باخرة محمّلة بنحو 24 ألف طن من الذرة العلفية قبالة الشواطئ اللبنانية، في محاولة منها لإدخال مواد فاسدة إلى السوق المحليّة، ولم يترك أصحابها وسيلة إلّا وحاولوا استخدامها، بما في ذلك محاولة العبور من الطرق غير الشرعية والتهريب، بعدما رفضت السلطات المعنية السماح للباخرة بالرسو في مرفأ بيروت لأن حمولتها غير مطابقة للمواصفات، وتحوي سموماً وفطريات.
بحسب مصادر متابعة، تبيّن أن هذه البضاعة يملكها تاجر عربي غير لبناني، وقد عرضها على التاجر اللبناني (ن. ف) لتسويقها أو بيعها في السوق المحلية، وعمل هذا الأخير على تسويقها لدى بعض التجار، فانتشر الخبر، وعلمت به نقابة تجّار مال القبّان، التي أبلغت وزارة الاقتصاد، فأصدرت بياناً منذ أيام تحذّر فيه من إدخال هذه البضاعة، بعدما تبيّن لها أن وزارة الزراعة هي صاحبة الصلاحية، لكونها تشرف على الفحوص ونتائجها.
وتشير المصادر إلى أن هذه البضاعة تدور في البحر منذ نحو سنة و3 أشهر، وقد رُفضت في أكثر من بلد متوسطي بسبب نتائج الفحوص التي أجريت لها في موانئ بعض الدول، بحسب ما يظهر عبر «log book» الخاص بكل سفينة أو باخرة، وهو يكشف المسار الذي سلكته، وماذا فعلت في كل ميناء؟ وما هي أنواع البضائع التي كانت تحملها وما هو تاريخها ومنشأها، ومن يستوردها، ودخولها إلى هذا البلد، أو سبب رفضها؟
وبحسب المعلومات، جرت محاولات لإدخال هذه البضائع عبر مرفأ بيروت، إذ أوضح بعض التجار المتابعين، أنه جرى تفريغ 5 آلاف طن من الذرة العلفية من الباخرة الرئيسة الموجودة قبالة شواطئ طرابلس، في مركب صغير توجّه إلى مرفأ بيروت، حيث جرت محاولة لإدخال البضاعة بعد التلاعب في أوراقها، ولكن الكشف عليها أظهر أنها غير صالحة للاستهلاك، فرُفضت. لكن الغريب في الأمر، أن الدائرة المعنية في الشمال أرسلت تقريراً إلى المديرية العامة في وزارة الزراعة تشير فيه إلى أن البضاعة صالحة للاستهلاك في لبنان كعلف للمواشي! ما يثير التساؤل عن الجهة التي تحاول إدخالها؟
في ضوء المعلومات التي يملكها التجار، وتقرير وزارة الزراعة، والضجة المثارة حول الموضوع، لم تدخل هذه المواد العلفية بطريقة شرعية إلى لبنان بعد، لكن الواضح بحسب مصادر متابعة أن هناك مخاوف جديّة من تهريبها قبل أن تُجرى عليها مزيد من الفحوص أكثر دقّة.
في هذا السياق، أصدر الاتحاد العمالي العام بياناً أمس، حذّر فيه من إدخال هذه البضاعة بأي شكل من الأشكال، وأشار إلى أنه «في سياق الفلتان والاستهتار بحياة الناس عُلم أنّ إحدى البواخر المحمّلة بنحو 25 ألف طن ذرة كانت قد جابت موانئ دول المتوسط لتفريغ حمولتها، لكنها مُنعت من ذلك بسبب فساد البضاعة التي تحملها، علماً بأن إدارة مرفأ بيروت رفضت استقبالها منذ 10 أيام، ولكنها لا تزال تحاول التسلّل اليوم للدخول إلى الموانئ اللبنانية عبر تفريغ حمولتها على بواخر صغيرة، وإدخالها عبر مرفأ طرابلس».
وشدّد على أنه لا يجوز الرضوخ «لأيّ تهويلٍ أو ترغيب من المافيات، التي سبق للاتحاد أن حذّر منها تكرارا،ً ومن صفقات سابقة للقمح والطحين الفاسد، الذي قُدّم خبزاً على موائد اللبنانيين، وخصوصاً أنّ باخرة الذرة الجديدة تقدّم شاهداً جديداً على الإهمال والتواطؤ في الصفقات المشبوهة على حساب صحة المواطنين وغذائهم اليومي».
(الأخبار)