فهــد الإبراهيــم لـ«الأخبــار»: الاستثمــار العــربي البيــني نمــا 1380% في 8 سنــوات


حسن شقراني
بعد تأخير سببه الإصرار على عقد الاجتماع في بيروت!، أطلقت مؤسّستا ضمان الاستثمار وتأمين الصادرات العربية (DHAMAN)، والإسلاميّة (ICIEC)، مؤتمرهما الأوّل. الهدف: التباحث خلال يومين بشأن مسائل التعاون، وتوقيع اتفاق اندماج لأنّ “الآوان قد حان لفعل ذلك”، بحسب شخصيّات عديدة شاركت في الحدث في فندق “Metropolitan”، وتحديداً المسؤولين في وكالات الضمان في العالم العربي.
وبحسب مصادر تشارك في المؤتمر، أقدمت المؤسّستان على الخطوة لتبديد “الازدواج في عملهما، نظراً لوجود أعضاء مشتركين”، ومن الناحية التطويريّة هما تتجهان أكثر نحو التنسيق لرفع معدّلات ضمان المشاريع.
ويجب التركيز على ذلك الهدف، وفقاً للمدير العام لـ“ICIEC”، عبد الرحمن طه، على الرغم من أنّ “الأنظمة المصرفيّة في المنطقة لا تزال غير معتادة” آليّات معقّدة لتأمين ذلك التمويل، والتركيز على الجوانب الحقيقيّة من الاقتصادات العربيّة التي تعدّ بعظمها ريعيّة، إنْ عبر قطاع الخدمات والسياحة، أو عبر القطاع النفطي.
والاتحاد الذي يؤسّسه “الملتقى الأوّل لهيئات الضمان العربية والإسلامية” ينطلق اسمياً اليوم على أنّ “تُحدّد آليّاته لاحقاً”، وفقاً لحديث رئيس مؤسّسة دعم القروض في لبنان، كريم نصر الله، لـ“الأخبار”.
وفي ما يتعلّق بتأثيراته في لبنان، لا يطرح نصر الله قضايا رئيسيّة، إذ إنّ التعاون والتحفيز لا يزالان مرتقبين، ولكن على أيّ حال “سيخلق التجمّع الجديد، الذي تعدّ مؤسستنا الشريك الوحيد من القطاع الخاص فيه، تعاوناً أكبر وتنسيقاً في تبادل المعلومات والأرقام”.
ويحتاج لبنان إلى تحفيز في هذا الإطار، وجذب المزيد من الاستثمارات الحيويّة. فحصّته من الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة خلال العام الماضي لم تتجاوز 3.7% مقارنةً بالتدفّق الكلّي إلى البلدان العربيّة. وهي نسبة يجب أن تُدعم مؤسّساتياً وتنظيمياً على الصعيد الإقليمي، وخصوصاً أنّ الاستثمارات المذكورة نمت بنسبة 32% بين عامي 2007 و2008.
وفي مقابلة خصّ بها “الأخبار”، يرى المدير العام لـ “DHAMAN”، فهد الإبراهيم، أنّ “جهود الحكومات والقطاع الخاص في الدول العربية خلال الآونة الأخيرة ساعدت على زيادة حجم تدفقات الاستثمار المباشر العربي البيني”. ويوضح أنّ حجم تلك التدفّقات “ارتفع في 12 دولة عربية خلال عام 2008 إلى 34 مليار دولار مقارنةً بنحو 2.3 مليار دولار في عام 2000”. ما يعني أنّ نسبة النموّ خلال 8 سنوات بلغت حوالى 1380%!
وفي ظلّ التحوّلات الاقتصاديّة الكونيّة، والإصلاحات الكثيرة التي تُقرّ في بلدان المنطقة العربيّة والإسلاميّة لجذب الرساميل وتحسين بيئة الأعمال، يتّفق المحلّلون، بحسب الإبراهيم، على أنّ “أهمية الضمان ستتزايد”. ويستشهد بالأرقام التي توضح أنّ إجمالي الضمانات المقدمة من 51 هيئة دولية وإقليمية ووطنية من 43 دولة نما بنسبة 20% إلى 1.5 تريليون دولار في نهاية العام الماضي.
وخلال كلمته في إطلاق المؤتمر شدّد الإبراهيم على “أهميّة الاتفاق الذي سيترافق معه إعلان موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت”، فهو سيوفّر بيئة “منح الشركات فرصة لتطوير أعمالها، فالمؤسّسة (بعد الاندماج) تنوي أداء دور متعاظم في هذا الإطار”.
وللأرقام دلالة كبيرة من هذا المنظور، وفقاً لما يؤكّده الإبراهيم لـ“الأخبار”. فهو يقول: “وفّرت هيئات الضمان العربية والإسلامية والوطنية والإقليمية، البالغ عددها 20 مؤسسة، خلال عام 2008 ضمانات بقيمة تناهز 13 مليار دولار لفائدة المصدّرين والمصارف والمستثمرين من الدول الأعضاء”.
وهذا الرقم يمثّل حوالى 13% من إجمالي الاستثمارات الأجنبيّة المباشرة التي تدفّقت إلى المنطقة، لذا لا بدّ من تطوير هذه النسبة، وقد يكون للاتحاد بين المؤسّستين دور فاعل.
فـ“DHAMAN” تأسّست قبل 34 عاماً ولها خبرة طويلة، و“ICIEC” انطلقت منذ عام 1994 وحقّقت نجاحات سريعة، والاتحاد بينهما سيوحّد الجهود، على طريق معالجة قضايا عديدة على رأسها، بحسب الإبراهيم، “إيجاد بيئة تشريعيّة مرنة، واستكمال أجندة الإصلاحات، وتوحيد المناخ الاستثماريّ”... فهل ينجح الاتحاد بذلك؟