البقاع ــ أسامة القادريتعاني مناطق البقاع من انخفاض معدلات التغذية بالكهرباء المحددة بحوالى ثماني ساعات يومياً مداورة بين المناطق، وتفرز هذه المداورة إضافة إلى مشاكل الاشتراك بمولدات خاصة، مشكلة انقطاع المياه عن العديد من القرى التي تتغذى من مياه بلدة جديتا التي تخضع باستمرار للتقنين القاسي، وهذا ما يسبّب انقطاع المياه لفترات طويلة عن بلدات تعلبايا وسعدنايل وشتورا وتعنايل ومكسة وبوارج، ليؤدي ذلك إلى تفاقم الأزمة لدى المواطنين، ويزيد من الأعباء الإضافية من جراء تكاليف شراء مياه الشرب والاستعمال في آن... وهذا الوضع ليس جديداً، بل هو محور معاناة البقاعيين منذ أكثر من سنتين، حيث لم تنفع مناشدات رؤساء بلديات هذه القرى لمدير شركة كهرباء لبنان ولا لمصلحة مياه الليطاني لمد «خط» كهربائي خاص إلى مضخات المياه الموجودة في أعالي بلدة جديتا، بهدف فصل المضخات عن تيار البلدة الذي يخضع للتقنين. كي تستطيع المضخات في القرى تغذية جميع الأحياء في القرى التي حرم العديد منها من مياه الشفة بشكل شبه كلي، وخاصة الأحياء العالية نسبياً عن خط الشبكة الرئيسية للقرية.
«ذنبنا أن قريتنا لا يوجد فيها مصادر للمياه» بهذه الكلمات عبّر الحاج أبو علي جبر عن استيائه من انقطاع المياه عن بلدته بوارج، معيداً هذه الأسباب لارتفاعها عن سطح البحر 1300متر، وقال «مش معقول اللي عم يصير، المياه تنقطع لدينا في عزّ الشتي، وقد راجعنا المسؤولين ولا من يسأل. ويشكو جبر من دفع «فاتورتي كهرباء: واحدة للشركة وأخرى للمولد، وأيضاً فاتورتي مياه: الأولى للدولة، وأخرى للصهاريج».
أما سلام حسين من بلدة مكسة فتشكو كباقي المواطنين من دفع 15 ألف ليرة أسبوعياً ثمن مياه الاستعمال، و2000 ليرة يومياً ثمن مياه الشرب... عدا عن فواتير كهرباء الشركة والاشتراك. وكذلك يؤكد موسى اللهيب في بلدة سعدنايل أن المياه في بلدته شبه مقطوعة. وعن منزله مقطوعة بالكامل صيفاً وشتاءً...
من جهته، يقول رئيس بلدية جديتا العميد وهيب قيقانو إن أزمة انقطاع المياه ناتجة من التقنين القاسي الذي تتعرض له المنطقة، وخاصة في موسم الصيف، ويشير إلى أن الشبكة الرئيسية للمياه مهترئة، وأكد أنه ورؤساء بلديات القرى التي تتغذى من المضخات الموجودة في أعالي جديتا، رفعوا عدة مذكرات إلى مصلحتي المياه والكهرباء. يطالبون فيها بفصل الخط الكهربائي الذي يغذي المضخات عن خط البلدة، حتى لا يخضع للتقنين. ويقول «وعدنا المدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال الحايك بأنه سيعمل على تأمين التغذية للخط 20 ساعة في اليوم... وللأسف لم ننل سوى ثماني ساعات»، متسائلاً عن دور مصلحة مياه البقاع، التي تتنصل من أي مشكلة، «حتى تصليحات الشبكة في أحياء القرى تكون على حساب البلديات، ومشكلة المياه هذه هي من اختصاص المصلحة التي من المفترض أن تقوم بمراجعة الجهات المختصة».