مع اقتراب موعد حسم قضية إجراء محادثات إيرانية أميركية، تحاول إسرائيل ممارسة المزيد من الضغوط على إيران بهدف دفعها الى تقديم التنازلات في ما يتعلق ببرنامجها النووي
علي حيدر
نقلت صحيفة «معاريف»، أمس، عن مصدر أمني رفيع المستوى، تأكيده أن «إسرائيل تملك قدرة كبيرة على عرقلة البرنامج النووي الايراني، حتى لو هاجمت بالاستناد الى قدراتها الذاتية فقط، ومن دون تنسيق أو موافقة من الولايات المتحدة».
وحذّر المصدر نفسه من أن الوقت لشن هجوم كهذا آخذ بالنفاد، وخصوصاً أن الايرانيين يعملون على بناء إجراءات تمكّنهم من تحصين أنفسهم في مواجهة أي هجوم في المستقبل. لكنه عاد وأكد أنه «لا داعي في الوقت القريب لشنّ بهجوم كهذا قبل بدء المحادثات بين الولايات المتحدة وإيران، أو قبل أن ييأس الأميركيون من إجراء هذه المحادثات». ولفت أيضاً الى أنه «في كل الأحوال، الخيار العسكري حقيقي ويملكه القادة الاسرائيليون وإن كان الوقت يعمل في غير مصلحته».
من جهة أخرى، ذكرت «معاريف» أيضاً أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، سيوجه في الفترة القريبة دعوات لعقد اجتماع في واشنطن يبحث في موضوع انتشار الاسلحة النووية والإرهاب. ويقدر عدد الدول التي ستشارك في هذا الاجتماع بين 25 و30 دولة. وأشارت الى وجود نوع من التردد في صفوف الإدارة الاميركية حول إمكان دعوة إسرائيل للمشاركة في هذا الاجتماع، الذي سيبحث السبل الواجب اتباعها لمنع تسرب الأسلحة النووية الى الجهات الإرهابية.
وأوضحت الصحيفة أنه إذا سواء دُعيت إسرائيل أو لم تُدع الى الاجتماع، فإن من شأن ذلك أن يضعها في موضع محرج. ورأى مصدر في البيت الأبيض أنه «في كل الأحوال ستطرح الدول المدعوة الى الاجتماع، موضوع إسرائيل على طاولة البحث».
وفي السياق، دعا المسؤول السابق في وزارة الخارجية الاميركية، أهارون ديفيد ميلر، الى «التفكير» في دعوة إسرائيل «بحذر»، لأنه حتى لو تحدّد جدول أعمال المؤتمر حول الإرهاب النووي والأمن النووي، فإن الشخصيات التي ستُدعى ستطرح الموضوع الاسرائيلي للبحث. كذلك رأى مساعد مستشار الأمن القومي الاميركي السابق إيليوت أبرامز أن هذا الامر «معقّد جداً لأن إسرائيل لم تصرّح بامتلاكها سلاحاً نووياً. ومن الواضح أنه سيكون لدى كل الدول العربية ما تقوله في هذا الشأن. أما إسرائيل في المقابل، فهي غير معنية بأي نقاش دولي في هذا الموضوع الحساس».