اتهمت إسرائيل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإخفاء تقرير سري يشير إلى سعي طهران إلى امتلاك أسلحة ذرية، في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الدولة العبرية، شمعون بيريز، أنه تلقى وعداً من موسكو بإعادة النظر ببيع صواريخ «أس ـ300» لسوريا وإيران
نقلت صحيفة «هآرتس»، أمس، عن مسؤولين إسرائيليين، وصفتهم بأنهم «ضالعون في الموضوع النووي الإيراني»، ودبلوماسيين غربيين قولهم إن «مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية حصلوا في الشهور الأخيرة على أدلة جديدة تثبت أن إيران تطور برنامجاً نووياً عسكرياً، وأن هذه المعلومات تتناقض مع الخط الذي يعرضه المدير العام للوكالة محمد البرادعي، الذي يؤكد أنْ لا أدلّة على تطوير برنامج نووي لأغراض عسكرية في إيران».
ووفقاً للصحيفة، فإن المعلومات الجديدة معروفة منذ شهور عدة ومدوّنة في تقرير سري أعدّه رئيس طاقم المفتّشين التابع للوكالة الدولية. وادعت المصادر الإسرائيلية والغربية أن التقرير السري لم يُشمل في أي من التقارير الأخيرة التي أصدرتها الوكالة، كما اتهمت مسؤولين في مقر الوكالة بفرض رقابة لمنع نشر المعلومات، التي تصفها إسرائيل بأنها «تجرّم» إيران.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال اتصالات جرت في الأسابيع الأخيرة بين مسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، تقرر ممارسة ضغوط على البرادعي من أجل كشف المعلومات التي تضمّنها التقرير السري، ونشره ضمن التقرير الذي ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر المقبل.
وفي السياق، تحاول إسرائيل ممارسة ضغوط كهذه بواسطة دول صديقة من أجل الكشف عن «الملحق الخاضع للرقابة»، في إشارة إلى «المعلومات السرية الجديدة»، وذلك من أجل إثبات أنه خلافاً لادعاءات الوكالة، تحاول إيران اليوم تطوير سلاح نووي. ولفتت «هآرتس» إلى أن لجنة الطاقة النووية برئاسة شاؤول حوريف ووزارة الخارجية هما الجهتان اللتان تتابعان في إسرائيل موضوع «الملحق الخاضع للرقابة». وأوضحت أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنتباهو والعديد من المسؤولين الإسرائيليين رفضوا التطرق إلى الموضوع لكنهم لم ينفوا الأنباء التي تتحدث عن وجود معلومات جديدة تتعلق بتطوير إيران برنامجاً نووياً لأغراض عسكرية.
ومثّل البرنامج النووي الإيراني أحد المواضيع المركزية التي تناولها الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف خلال لقائهما أول من أمس في منتجع «سوتشي» الروسي على البحر الأسود. وأكد بيريز أن «إيران نووية ستكون بمثابة معسكر إبادة طائر»، مشيراً إلى امتلاك «إسرائيل أدلة قاطعة على أن سلاحاً روسياً وصل إلى أيدي منظمات إرهابية وعلى رأسها حزب الله بواسطة إيران وسوريا».
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية عن بيريز قوله أمس إنه تلقّى وعداً من مدفيديف بأنه سيعيد النظر في بيع روسيا لكل من إيران وسوريا أسلحة من شأنها «خرق التوازن» العسكري في الشرق الأوسط، وخصوصاً صواريخ مضادة للطيران من طراز «أس ـــــ 300».
يشار إلى أنه في عام 2007، سلمت روسيا إيران 29 نظاماً دفاعياً مضاداً للطائرات من نوع «تور ـــــ ام1» وهي أنظمة مداها أقصر بكثير من مدى صواريخ «اس ـــــ300» التي يمكنها إصابة طائرة على ارتقاع ثلاثين كيلومتراً ومسافة 150 كيلومتراً.
إلا أن وكالة «انترفاكس» نقلت عن نائب مدير شركة «روسوبورون اكسبورت» الروسية لتصدير الأسلحة، الكسندر ميخييف، قوله إن بلاده تعتزم النظر في طلبات إيران لشراء مقاتلات وقاذفات. وأضاف «إذا كانت إيران مهتمة (بشراء) طائرات نقل عسكرية أو طائرات حربية فسننظر في هذا المطلب».
(أ ف ب، يو بي آي، رويترز، أ ب)