بدأ المبعوث الأميركي إلى السودان سكوت غرايشن، أمس، زيارة تستغرق يومين لمصر يجري خلالها مباحثات مع مسؤولين مصريين وسودانيين وليبيين بشأن أزمة إقليم دارفور السوداني. وشارك غرايشن، أمس، في اجتماع رباعي في وزارة الخارجية المصرية بحضور مستشار الرئيس السوداني غازى صلاح الدين ومسؤولين ليبيين ومصريين في إطار جهود مصر وليبيا والولايات المتحدة الرامية إلى حل أزمة دارفور. وركّز الاجتماع على أزمة دارفور ومشكلة جنوب السودان وتنفيذ اتفاق السلام الشامل، إضافةً إلى ملف المحكمة الجنائية، والعقوبات المفروضة على السودان من جانب الإدارة الأميركية.وكانت الاجتماعات التشاورية الثلاثية بين صلاح الدين ومسؤولين ليبيين ومصريين قد بدأت أول من أمس في القاهرة وهدفت وفقاً لما نقلته صحيفة «الشروق» المصرية إلى إطلاع حكومة الخرطوم على الخطوات والجهود التي وصلت إليها مصر بالتنسيق مع ليبيا بشأن مطالب الحركات وسبل توحيدها في وفد تفاوضي واحد.
كما تحدثت الصحيفة عن مساعٍ مصرية لإقناع حركة «العدل والمساواة» بالدخول في مفاوضات جماعية.
وفي السياق، تسعى الولايات المتحدة بدورها إلى إقناع كل فصائل المتمردين في إقليم دارفور بتوحيد صفوفهم بعدما وقّعت أربعة فصائل متمردة، ثلاثة منها منشقّة عن «جيش تحرير السودان» بزعامة عبد الواحد محمد نور و«الجبهة الموحدة للمقاومة»، اتفاقاً مماثلاً قبل أيام. في غضون ذلك، اتهم مسؤولون من الحركة الشعبية لتحرير السودان أول من أمس حكومة الخرطوم بأنها تُسلّح ميليشيات ومدنيين في جنوب السودان. وقال الأمين العام للحركة، باجان أموم، إن «حزب المؤتمر الوطني يسلّح ميليشيات ليسبّب عدم الاستقرار في جنوب السودان، كما أنه يُسلّح المدنيين».
وقال أموم إن حزبه وضع خطة لوقف نقل الأسلحة إلى الجنوب تضمّنت مراقبة الحدود ومواصلة نزع سلاح المدنيين. ورأى أن «هذه خطة خطيرة للغاية تهدف إلى التسبّب بالانهيار وعدم الاستقرار في كل أنحاء البلاد، ونحن نطالب المؤتمر الوطني بمراجعة هذه السياسة وبوقفها».
إلا أن العضو في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في برلمان الجنوب، سيزر بايو، نفى هذه الاتهامات. وقال «أعتقد أنهم يقصدون الإثارة فقط. يجب على الناس أن يأتوا بدليل ملموس فالأمر ليس مجرد كلام يُلقى».إلى ذلك، تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالسودان اجتماعاً في العاشر من الشهر المقبل على هامش الدورة العادية الـ 132 لمجلس جامعة الدول العربية لمناقشة الدور العربي في دفع مسيرة تنفيذ اتفاق السلام الشامل بين الشمال والجنوب وسبل حل أزمة لإقليم دارفور.
(أ ف ب، رويترز)


حذّر رئيس حزب الأمة الصادق المهدي (الصورة) من أن موقف المبعوث الأميركي للسودان، سكوت غرايشن، قد يحول دون التواصل والانفتاح المطلوب في العلاقات السودانية ـــــ الأميركية. وقال إن المبعوث الأميركي لا يستطيع أن يحقق أي خطوة لا ترتبط بصفقة مع الحكومة السودانية، وأنه إذا فشل التوافق مع المؤتمر الوطني الحاكم، فسينضم إلى «اللوبيات المعادية للسودان» أو قد يستقيل من مهمته.
(الأخبار)