«حماس» تؤكد تقرير «سرقة الأعضاء»... و«الديموقراطيّة» تطالب بـ«تحقيق دولي»دخلت المحنة بين استوكهولم وتل أبيب مرحلة جديدة مع رفض رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت دعوة الدولة العبريّة لإدانة صحيفة «أفتونبلادت»، واضعاً حرية الرأي التي يكفلها دستور بلاده أولوية على الدبلوماسية، في وقت أكدت فيه حركة «حماس» معلومات الصحيفة عن سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين
رفض رئيس الوزراء السويدي فريدريك رينفلت، أمس، الدعوات الإسرائيلية إلى إدانة صحيفة «أفتونبلادت»، على خلفية تقريرها الذي يتهم السلطات الإسرائيلية بقتل أسرى فلسطينيين بهدف سرقة أعضائهم البشرية والمتاجرة بها، معتبراً أنه ليس على الحكومة التعليق على محتوى كل صحيفة، ومشدداً على أن حرية الصحافة هي جزء لا يتجزأ من الديموقراطية السويدية.
ونقلت وكالة «تي تي» للأنباء عن رينفلت قوله «من المهم بالنسبة لي أن أقول إنه لا يمكنك أن تلجأ إلى الحكومة السويدية وتطلب منها أن تنتهك الدستور السويدي». ورفض ما قيل عن احتمال أن يؤدي الخلاف إلى تقويض عمل بلاده في عملية السلام بالشرق الأوسط خلال فترة توليها الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية السويدي كارل بيلت، بزيارة إسرائيل في غضون أسبوعين. وقال بيلت «لدينا علاقة قوية جداً بين دولة إسرائيل وحكومتنا، فنحن وإسرائيل نتمتع على حد سواء بمجتمع منفتح وديموقراطي»،في وقت أعلن فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور أن الحادث «سوف يلقي بظلاله على الاجتماعات إذا لم يتم حلّها».
من جهة أخرى، هاجمت رئيسة الجالية اليهودية في السويد، لانا بوزنر، الموقف الإسرائيلي الرسمي الداعي إلى إدانة الحكومة السويدية لمقال الصحيفة. ونقلت صحيفة «هآرتس» عن بوزنر قولها إن «التصريحات الإسرائيلية في هذه القضية ضخمت الموضوع بعيداً عن أي تناسب». كما رأت أن إسرائيل، وعبر مطالبتها بإدانة حكومية، حولت هذه القضية اللاسامية إلى نقاش حول حرية التعبير في السويد.
بدوره، اتهم رئيس تحرير صحيفة «أفتونبلادت»، يان هلين، اليمين الإسرائيلي، وخصوصاً وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، باستغلال التقرير لتحقيق غايات شخصية. ونقل موقع «يديعوت أحرونوت» الإلكتروني عن هلين قوله إن «شعبويين يمينيين في إسرائيل، وخصوصاً ليبرمان، استغلوا التقرير لغاياتهم الشخصية، وأنا بإمكاني فقط أن أتكهن بأسباب هذا الاستغلال». وأضاف «لقد خاب أملي من حكومة إسرائيل وأحزنني رؤية كيف أن شعبويين متطرفين يستخدمون التقرير كدعاية فظة. وبرأيي يجب فهم ردود فعل الجهات الرسمية فيها على أنها مرتبطة بأفكار محلية ـــــ داخلية في إسرائيل وهذه الآراء تلحق ضرراً بإسرائيل».

اليمين الإسرائيلي، وخصوصاً ليبرمان، يستغلّ التقرير لتحقيق غايات شخصية

وفي رده على سؤال عن عدم الحصول على تعقيب من الجيش الإسرائيلي على التقرير، قال هلين «هذا ليس تقريراً إخبارياً وإنما هو تعبير عن رأي كاتب نظر إلى الوضع وطرح الموضوع للنقاش، فالمتاجرة بالأعضاء هي قضية وهو يعتقد أنه يجب التحقيق فيها، وبالإمكان اعتبار ذلك فكرة جيدة أو سيئة، لكنها ليست دعاية معادية للسامية»، مثلما اتهمت إسرائيل الصحيفة وحتى حكومة السويد.
وأضاف هيلين «لسنا صحيفة معادية للسامية وصحيح أن غالبية الكتاب هم من الاشتراكيين الديموقراطيين، لكننا بعيدون عن العداء للسامية، وأنا بعيد جداً عن أن أكون عنصرياً أو نازياً وإنه لأمر محزن أن ترى المسؤولين الرسميين ملزمين بطرح التاريخ المروع للمحرقة». ولفت إلى أنه «بالأمس فقط سمعنا ليبرمان يهاجم النروج. إن هذه مأساة بكل بساطة، فهم يقفزون على أي مناسبة كهذه». وتابع «لست نادماً على نشر التقرير، لكني لم أتمكن من تخيل حجم الانتباه له، ولم يكن هذا قصدي ولم تكن لدي نوايا بالشهرة أبداً وإنما أردنا طرح قضايا هامة وإثارة أسئلة، هذا كل ما في الأمر». ودخلت الفصائل الفلسطينية على خط السجال، إذ أكد القيادي في حركة «حماس»، يحيى موسى، صحة تقرير صحيفة «أفتونبلادت». وقال إنها «ليست الجريمة الأولى في هذا الشأن»، مشيراً إلى أن «الاحتلال يقوم بأعمال مشابهة منذ وقت طويل ويتصرف فيها للبيع والاستبدال». ورأى أن «الاحتلال الصهيوني يعتبر الفلسطينيين مشروع قتل بالنسبة للصهاينة ومشروع سرقة... هذه الجريمة تعبر عن بشاعة الاحتلال ونازيته وأنه لا يحتكم لأي من الأخلاق والقيم».
بدورها، طالبت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين، المؤسسات الحقوقية والدولية والصليب الأحمر الدولي بـ«فتح تحقيق» جدي وفوري لما أوردته الصحيفة السويدية.
(الأخبار، يو بي أي، اف ب)

(ا ف ب)