كلينتون تدعو دمشق إلى «إعادة النظر» في علاقاتها مع طهران و«المنظّمات الإرهابيّة» دمشق ــ سعاد مكرم
واشنطن ــ محمد سعيد
أكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس تمسك بلاده باستعادة هضبة الجولان كاملة خلال اللقاء الذي جمعه بكبير مستشاري المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الاوسط، فريد هوف. وعقب اللقاء، الذي امتد لساعة ونصف ساعة، صدر بيان رسمي أوضح أن المباحثات تناولت «عملية السلام في المنطقة ومتطلبات تقدمها ونجاحها». وأشار البيان إلى أن المعلم شدد على «تمسك سوريا باستعادة الجولان السوري حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وفقاً لقرارات الشرعية الدولية». وأكد حرص بلاده «على تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وفقاً لمرجعية مؤتمر مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام».
وفيما لم يصدر أي بيان عن الجانب الأميركي، نقل البيان السوري عن هوف تأكيده «سعي الولايات المتحدة إلى العمل لتحقيق السلام الشامل في المنطقة وعزمها على القيام بدورها الفاعل والمتوازن لاستئناف المفاوضات على جميع المسارات». كذلك نقلت مصادر إعلامية عن هوف، الذي سرت شائعات عن أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تنوي تعيينه سفيراً لها إلى دمشق، «أنّ الولايات المتحدة يجب أن تتحرك حيث هنالك فرصة جاهزة للسلام»، موضحاً أن «الحجة الفلسطينية في تقديم المسار الفلسطيني على باقي المسارات مع تعقيداته لا تلزم بالضرورة». وفي سياقٍ مرتبط بالعلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وسوريا، أعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون عن أملها أن «تغير سوريا حساباتها كي تتمكن من الدخول مع الولايات المتحدة في حوار ثنائي يفيد الجانبين والمنطقة الأوسع».
وفي ما بدا أنه تناغم مع الشروط الإسرائيلية تجاه سوريا، قالت كلينتون رداً على سؤال، عقب خطابها الذي ألقته أول من أمس أمام مجلس العلاقات الخارجية، إن «الإدارة الأميركية أوضحت للسوريين أنها تريد الانخراط مع دمشق، لكن في سياق تبادلي، وأن هناك بعض الإجراءات التي ترغب في رؤية السوريين يقومون بها، في مقدمتها إعادة النظر في علاقاتهم مع إيران ودعمهم للإرهاب». كذلك أعربت عن اعتقادها بأن «سوريا لاعب مهم للغاية في أي شيء نقوم به في الشرق الأوسط».
في غضون ذلك، فوجئ أعضاء الكنيست الإسرائيلي من اليمين، ممن توقعوا أن يقرّوا بسهولة نسبية مشروعي قانونين لمنع الانسحاب من الجولان في إطار أي اتفاق سلام مستقبلي، بوجود معارضة شديدة من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.
وبحسب مسؤولين إسرائيليين، فإن «القيادات في محيط نتنياهو أبلغت النواب ألاّ يدفعوا إلى الأمام بهذه المشاريع. وأوضحت لهم أنه إذا دعت الحاجة، فإن رئيس الوزراء سيتدخل نفسه أيضاً لكون الحكومة تحتاج إلى وقت إضافي كي تدرس الموضوع» وأن من غير المناسب طرح هذه المشاريع في إطار تشريع خاص، لا تشريع حكومي.
يذكر أن مشروع القانون الأول الذي تقدم به النائب كرميل شما، ينص على وجوب موافقة ثلثي البرلمان لإقرار أي انسحاب مستقبلي من الجولان. وفي السياق، أوضح شما أن «القانون لا يأتي بحماية للجولان من الحكومة الحالية الملتزمة بالقضية، بل من حكومة يسارية مستقبلية». وبالتالي «لا سبب ملموساً وفورياً لدفع القانون إلى الأمام».
أما مشروع القانون الثاني، فينص على إجراء استفتاء شعبي قبل أي انسحاب من الجولان. وقد أقر المشروع في الجلسة السابقة للكنيست بالقراءة الأولى، وكان يفترض أن يجتمع الكنيست بهدف بحث إحلال حكم التواصل على هذا القانون، كي تكون ممكنة مواصلة إجراءات التشريع من النقطة التي توقفت عندها، غير أن مكتب رئيس الوزراء مارس ضغوطاً كبيرة أدت إلى تأجيل البحث في المشروع إلى الأسبوع المقبل.

هيلاري كلينتون (الصورة)، أن «الحرية والديموقراطية والعدالة تندرج ضمن أولويات إدارتها»، نافيةً «الأقاويل بأن واشنطن تستخدم هذه المُثل لتبرير أفعال تتناقض مع ما تقول، وأنها تعمل على توسيع نفوذها على حساب الآخرين». وأشارت إلى أن «هذه الشائعات هي التي تزكي العداء للولايات المتحدة رغم أنها لا تعكس حقيقة أميركا». وأقرت بأن «الولايات المتحدة فقدت بعض الصدقية في السنوات الأخيرة، إلا أن خسائرها مؤقتة».
وقالت كلينتون إن «أولئك الذين ألهمتهم الديموقراطية من أميركا اللاتينية إلى لبنان، والذين يفهمون أن الديموقراطية هي أكثر من مجرد انتخابات، وأنها يجب أن تحمي حقوق الأقليات وحرية الصحافة، كل هؤلاء سيجدون في الأميركيين صديقاً لا عدواً».
(الأخبار)