«المعارضة» كما تصف نفسها، لا تقارب المشكلة المالية والنقدية، وتحديداً مشكلة تنامي الدين العام، باعتبارها المنقذ، بل هناك مآخذ عليها تتمثل بحرصها على الابتعاد عن هذا الملف إلى أقصى درجة ممكنة، وتكتفي بالتركيز على قضايا الفساد والحرمان والاستئثار بالمكاسب... إلا أن الفريق الآخر، الذي لا ينفي عن نفسه صفة «الموالاة» ـــــ وهذا إقرار منه بأنه الحاكم ـــــ ذهب بعيداً في استخدام المشكلة المالية والنقدية لتحذير الناخبين من مخاطر فوز «المعارضة» في الانتخابات يوم الأحد المقبل، فروِّج لاحتمال قيام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي والإدارة الأميركية وفرنسا والسعودية والكويت بمعاقبة اللبنانيين ومحاصرتهم ووقف إمدادهم بالقروض والتضييق على تحويلاتهم وسحب الودائع وتجميد الأرصدة... إلخ.طبعاً، لا أحد يمكنه تخيّل مثل هذا السيناريو، إلا إذا كان يقرّ ويعترف بأن لبنان خاضع بالكامل لوصاية خارجية، وبالتالي فإن ما كان يوصف بأنه دعم ومساعدة من الأشقّاء والأصدقاء، هو في الواقع مشروط بجملة واسعة من الشروط السياسية وغير السياسية.
هل هذا ما تقصده «الموالاة» بتحذيراته؟ هل تريد أن تعترف للبنانيين في هذه اللحظة الانتخابية بأن ما كانت تسوّقه على أنه «معجزة» لم يكن إلا وهماً؟
(الأخبار)