اختلفت ردود الفعل الفلسطينية على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، ففيما رأت السلطة الفلسطينية أنه قدم بداية جديدة لأميركا، أشارت «حماس» إلى أنه مليء بالمجاملات ويعتمد على الدبلوماسية الناعمة.وأعلن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، نبيل أبو ردينة، أن خطاب أوباما «الواضح والصريح، هو بداية أميركية جديدة ومختلفة ورسالة واضحة للإسرائيليين». وأضاف أن «استعداد الرئيس أوباما للشراكة، وحديثه عن معاناة الفلسطينيين، وأن الوقت قد حان لبناء الدولة الفلسطينية، هي الخطوة الأولى والأساسية والضرورية لبناء سلام عادل وشامل في المنطقة».
وأشار أبو ردينة إلى أن «دعوة الرئيس الأميركي لإسرائيل إلى وقف الاستيطان وبناء الدولة، وأن القدس للمسلمين والمسيحيين، هي رسالة واضحة، بأن على إسرائيل أن تختار بين السلام واستمرار التوتر، وهذه هي القاعدة التي يجب أن ننطلق منها».
وتوقع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن تعلن الإدارة الأميركية خلال أشهر خطة لتنفيذ «خريطة الطريق» لتسوية سلمية في الشرق الأوسط «وأن تنشر فرق رقابة على الأرض لتنفيذ حل الدولتين». وقال، لوكالة «فرانس برس»: «يجب أن تتحمل الإدارة الأميركية مسؤولياتها بإلزام إسرائيل أفعالاً على الأرض».
من جهتها، رأت حركة «حماس» أن خطاب أوباما «يعتمد على الدبلوماسية الناعمة». وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، إن الخطاب «مليء بالمجاملات، لكنْ فيه اختلاف عن خطاب الرؤساء السابقين لأميركا».
وأوضح برهوم أن أوباما «لم يتكلم عن الاحترام للاختيار الديموقراطي للشعب الفلسطيني الذي اختار حماس، وخطابه افتقر إلى الخطوات العملية لفك الحصار ووقف العدوان وإنهاء الاستيطان بقدر ما تحدث عن تمنيات ودعوات».
وشدد برهوم على أن «التمنيات والدعوات غير كافية في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي المتواصل على شعبنا، وهو لم يعتذر عن الدمار الذي سببته أميركا للعالم والعدوان الأميركي على أفغانستان والعراق». وقال: «هو يتكلم عن المقاومة الفلسطينية المشروعة والدفاع عن النفس بأنها عنف، فيما لم يتكلم عن جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة».
بدورها، أشارت حركة الجهاد الإسلامي، على لسان القيادي في الحركة داوود شهاب، إلى أنه «لا نرى تغييراً في الاستراتيجية الأميركية، بل هناك تغيير في السياسات والآليات التي تضمن تحقيقها».
وبالتزامن مع خطاب أوباما، اعتصم عشرات من أطفال قطاع غزة على معبر رفح الحدودي مع مصر، مطالبين الرئيس الأميركي بالعمل على رفع الحصار عن قطاع غزة و«رفع الظلم عن الأطفال الفلسطينيين الذين يكابدون الحصار المستمر على قطاع غزة» منذ نحو ثلاث سنوات. وتجمّع الأطفال بالقرب من المعبر، تحت عنوان «رسالة أطفال فلسطين لأوباما».
كذلك تظاهر مئات الفلسطينيين في قرية بلعين في الضفة الغربية، مطالبين أوباما بالضغط على إسرائيل لوقف الاستيطان. وحمل المتظاهرون، الذين مثلوا لجان مواجهة الجدار في مختلف الأراضي الفلسطينية وموظفون من وزارة الزراعة، لافتة ضخمة كتب عليها بالإنكليزية «أوباما انظر 42 عاماً من الاحتلال».
(وفا، شينخوا، يو بي آي، أ ف ب)