يعمد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى بدء حملة توضيحات لدى بعض الدول العربية لخطابه الأخير، الذي لاقى رفضاً من القاهرة وعمّان والسلطة الفلسطينية، بالتزامن مع أنباء عن بدء حملة جديدة من المطالبات الأميركية للحكومة الإسرائيليةعلي حيدر
بعد الأصداء السلبية التي تركها خطابه في جامعة بار إيلان، سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى توضيح «معاني» المواقف التي أدلى بها. لهذه الغاية أرسل مستشاره للأمن القومي عوزي أراد، إلى القاهرة، حيث التقى مدير الاستخبارات المصرية عمر سليمان، ومسؤولين رفيعي المستوى من دول عربية أخرى.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، قوله إن لزيارة أراد إلى القاهرة هدفين مركزيين: الأول تقديم إيضاحات لخطاب نتنياهو والتشديد مرة أخرى على التغيير الذي طرأ على موقفه، بشأن موافقته على قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح. وأضاف المصدر أن الحاجة إلى تقديم توضيحات برزت في أعقاب ردود الفعل السلبية في مصر ودول عربية أخرى، على خطاب نتنياهو.
والهدف الثاني لزيارة أراد كان الطلب من القيادة المصرية ودول عربية أخرى الضغط على رئيس السلطة محمود عباس، للموافقة على استئناف المفاوضات مع إسرائيل واللقاء مع نتنياهو.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن «العلاقة بين مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ومكتب أبو مازن، تجري عبر التواصل بين أراد والمحامي يتسحاق مولخو، ورئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، موضحة أن المحادثات في هذه المرحلة تقتصر على مواضيع جارية فقط، حيث إن الفلسطينيين متمسكون برفضهم في القضايا المتعلقة بالعملية السياسية».
من جهة أخرى، أوضحت «هآرتس» أنه «رغم ردود الفعل الإيجابية نسبياً على خطاب نتنياهو، من خلف الستار أو في المنتديات الدبلوماسية المغلقة، وصلت معلومات إلى الحكومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة تفيد بأن مسؤولين كباراً في البيت الأبيض يشددون في محادثات مغلقة على أن واجب إثبات نيات تجاه استئناف العملية السياسية والتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، لا يزال ملقىً على عاتق رئيس الوزراء، لافتين إلى أن نتنياهو ينبغي أن يعلم أنه عبر خطاب واحد، يستهدف في جزء كبير منه تهدئة ائتلافه، لن ينجح في كسبنا، وأنه إذا كانت هناك أوهام لدى أحد، فنحن لا ننوي التقليل من الضغط لتحقيق تقدم» في العملية السياسية.
من جهة أخرى، التقى مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي، الجنرال جيمس جونز مع وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان غداة تصريحات إسرائيلية جددت رفض تجميد الاستيطان في الضفة الغربية.
وقال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، مايكل هامر، إن المسؤولين اللذين التقيا في البيت الأبيض أجريا «محادثات بناءة استمرت 45 دقيقة» تناولا فيها عدداً كبيراً من المواضيع. وأضاف أنهما «بحثا في أهمية محاولة التقدم باتجاه هدفنا المشترك، وهو إحلال سلام مقبول في الشرق الأوسط». وتابع قائلاً إن جونز أكد مجدداً «التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل».
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبوع المقبل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل خلال زيارة إلى باريس وروما.
إلى ذلك، رأت رئيسة المعارضة تسيبي ليفني، خلال لقاء في الجامعة المفتوحة في تل أبيب، أن «خريطة الطريق» هي نتيجة رغبة العالم لإنتاج حل، وأنّ «من الممكن، وينبغي مواصلة عملية أنابوليس». وأضافت أن «خريطة الطريق» وثيقة ناتجة من رغبة العالم بإنتاج حل خلال فترة الانتفاضة، وهي وثيقة وضعت على طاولة إسرائيل ولم تبادر هي إليها. وقبلنا هذه الوثيقة مع تحفظات، لكن هذا نموذج لإنتاج مشترك بين الأميركيين والرباعية، وليس شيئاً أنتجته إسرائيل بنفسها». وتطرقت رئيسة المعارضة أيضاً إلى فك الارتباط عن قطاع غزة بالقول إن «أرييل شارون قرر، وأنا كنت شريكة في هذا القرار، بأن الجمود لا يخدم مصلحتنا، فتقرر القيام بفك الارتباط، على أساس أنه كان من الواضح في أي اتفاق مستقبلي أنه لن تبقى غزة تحت سيطرة إسرائيل». وتناولت ليفني محادثات أنابوليس بالقول إن إسرائيل وقّعت وثيقة تفيد بأن الطرفين يديران مفاوضات ترتكز على دولتين لشعبين وأن كل شيء خاضع للتنفيذ وفق «خريطة الطريق»، وأن كلاً من الحكومة الإسرائيلية والفلسطينيين وافق على ذلك، وكان هذا الأساس».
وعزت رئيسة «كديما» توقف عملية أنابوليس إلى العملية السياسية الداخلية في إسرائيل، لا إلى أنها فشلت أو لأنها وصلت إلى طريق مسدود»، مؤكدة أنّ من الممكن مواصلتها. وأشارت إلى التقديرات التي تتناول العلاقات المتوترة بين الإدارة الجديدة في الولايات المتحدة وإسرائيل، بالقول إن «إدارة أميركية جديدة ليست تهديداً لإسرائيل إذا أدرنا الموضوع إدارة صحيحة، مع المحافظة على المصالح الإسرائيلية، ولا شخص في العالم يريد أن تكون الدولة الفلسطينية دولة إرهابية، أو دولة ضعيفة أو دولة إسلامية متطرفة، ومن الممكن تجنيد العالم للمصالح الأساسية لإسرائيل».



قال وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، إن الدولة العبرية «تريد أن ترى تغييراً في السياسة الإيرانية، بغض النظر عن أي من المرشحين سيصبح رئيساً فيها». وأضاف، ردّاً على سؤال للقناة العاشرة الإسرائيلية عمن تفضله إسرائيل أن يكون منتصراً في الصراع الحالي في إيران، أن «ما تفضله إسرائيل هو تغيير في السياسة الإيرانية».
وركز ليبرمان في حديثه على خطر النظام الإيراني نفسه، وابتعد عن تحديد موقفه من المرشحين للرئاسة الإيرانية، مؤكداً أن «إيران أكثر خطورة (على إسرائيل) من كوريا الشمالية» التي أثارت التجارب التي أجرتها أخيراً على السلاح النووي قلق العالم. وطالب الدول الغربية بالعمل على «فرض عقوبات اقتصادية شديدة وقاسية على إيران لدفعها إلى إيقاف تطوير برنامجها النووي، على أن تكون هذه العقوبات شبيهة بتلك التي فرضت على كوريا الشمالية أخيراً».
وفي سياق تصريحات ليبرمان، أشارت صحيفة «معاريف» أمس إلى أن «إيران تمر بأيام مصيرية، والتاريخ يتفاعل أمام أعيننا، والأرض تهتز وكل شيء ممكن، لكن من المبكر بثّ الأوهام والآمال، ومن المحظور علينا أن ننسى أن المشروع النووي الإيراني يتمتع بإجماع شعبي واسع في إيران»، مضيفة: «عندنا عدد غير قليل من المحافل الأمنية التي تعتقد أن مشكلة إسرائيل مع إيران ليست القنبلة النووية، بل نظام الحكم نفسه، وأن تبدل هذا النظام يجب على إسرائيل إعادة النظر في كل شيء، لكن هل تبدل النظام؟ من المبكر معرفة ذلك. ومن ناحية أخرى يسمح لنا ما يجري (في إيران) بأن نعيش الآمال، لكن ما الذي يجب فعله بعد هذه الآمال؟ ليس سوى الدعاء والحذر».
(الأخبار)