نشرت صحيفة «معاريف»، أمس، أجزاءً طويلة من لقاء رئيسي الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والإيطالي سيلفيو برلوسكوني في روما. مواقف «إيجابية» أذهلت «بيبي» وتطرّقت إلى إيران والولايات المتحدة
يحيى دبوق
وصف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمس، زيارته الأخيرة إلى إيطاليا وفرنسا بـ«الناجحة جداً»، مشيراً إلى أنها «ساعدت على توطيد علاقاته الشخصية بقائدي البلدين»، فيما نقلت وسائل الإعلام العبرية عن رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو برلوسكوني كشفه أنه يؤدّي دور الوسيط بين إدارة الرئيس باراك أوباما وحكومة تل أبيب.
ونشرت صحيفة «معاريف»، جزءاً من محادثات نتنياهو والمسؤولين الإيطاليين، الذين أكدوا أن روما صدّت محاولات جهات في الاتحاد الأوروبي كانت تهدف إلى «الإضرار بالعلاقات الأوروبية ـــــ الإسرائيلية»، موضحة أنّ برلوسكوني تحدث «عن مبادرة دول أوروبية ثلاث، بينها السويد، لتقليص مستوى العلاقات (مع الدولة العبرية)، إلّا أنني أنا و(وزير الخارجية فرانكو) فراتيني، تصدّينا لهذه المحاولات».
وبحسب الصحيفة نفسها، فإن برلوسكوني كشف أن «مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية بنيتا فريرو فالدنر، ستقدم على فعل أيّ شيء للإضرار بالإسرائيليين». وبعدما شكره «بيبي» على كلامه هذا، فاجأ برلوسكوني ضيفه بقوله «ليس عليكم أن تشكرونا، بل نحن من يجب عليه أن يطلب الصفح منكم، على ما فعلناه باليهود».
وقال السفير الإسرائيلي لدى إيطاليا، جدعون مئير، إن ما يعبّر عنه برلوسكوني من مشاعر حيال دولة الاحتلال، «حقيقي تماماً، فهو صديق حقيقي من دون نفاق، وقد قرر التصرف وفقاً لمشاعره الأصيلة ومعتقداته، نحو الدولة العبرية والشعب اليهودي».
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أنّ رئيس الوزراء الإيطالي «صديق عملاق لإسرائيل»، واستطاع من خلال قوة شخصيته، تحويل وجهة الجدال الشعبي في إيطاليا عن شؤون إسرائيل والعرب، لافتة إلى أنّ «تأثير المسلمين في إيطاليا أقل عما هو عليه لدى الدول الأوروبية الكبرى، والمساجد لا تظهر بالسرعة نفسها التي تحتل فيها بريطانيا وفرنسا ودول الساحل الأوروبي». وختمت ملاحظتها باعتبار أنّ «الأجواء في إيطاليا في هذه المرحلة مؤيّدة لتل أبيب، تماماً كما كانت عليه الحال ذات مرة في أميركا».
ووفق المصدر نفسه، فإنّ نتنياهو أثار الموضوع النووي الإيراني مع المسؤولين الإيطاليين، واستغل مشاهد التظاهرات الإيرانية في أعقاب إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد بولاية جديدة، معرباً عن «تقدير كبير للمتظاهرين في طهران». ونُقل عنه قوله لمضيفه «انظر كيف يخاطرون بحياتهم، لديهم رغبة حقيقية في الحرية، وأنا لا أعرف كيف سينتهي ذلك، لكن انظر كيف يخوض النظام صراعه ضد المواطنين، وتخيّل لو كانت لديهم قنبلة نووية فما الذي يسمحون لأنفسهم بالقيام به في هذه الحالة؟». وفيما رأى نتنياهو أن «أوباما في وضع غير سهل»، توقّع أن يكون من الصعب عليه التوجه نحو حوار مع الجمهورية الإسلامية في ظل هذا الوضع، إذ إن الحالة «تغيرت في إيران».
وفي السياق، فإنّ برلوسكوني الذي التقى أوباما بعد إلقاء «بيبي» خطابه الأخير في جامعة بار إيلان قبل نحو أسبوعين، نبّه إلى أنه «من غير الممكن توقع أي شيء من هذا الشخص (نتنياهو)، وعلى أحمدي نجاد أن يخاف الإسرائيليين، لأنهم مخيفون». ونقلت «معاريف» عن برلوسكوني قوله «أفهم أصدقائي الإسرائيليين وأعرفهم، وليس بإمكاني أن أطلب منهم أن يكتفوا بالدعاء كي يدافعوا عن أنفسهم، وممنوع إضاعة الوقت، بل يجب التحرك فوراً وإيقاف اندفاع الإيرانيين نحو القدرة النووية».
ووفق الصحيفة، فإنّ رئيس الحكومة الإيطالية يجد نفسه في الفترة الأخيرة في موقع «وساطة بين إسرائيل والإدارة الأميركية»، وهو نصح نتنياهو بأن يتحدث مع أوباما عن خطابه قبل إلقائه. وهو توجّه إلى «بيبي» بالقول «قال عنك أوباما كلمات ممتازة، ووصف الخطاب بأنه كان جيداً جداً، لكنه طلب مني أن أستخدم تأثيري عليك، كي تقدم على خطوات إضافية».
ورغم موقف برلوسكوني الحاد حيال الملف النووي الايراني، فإنه رفض قطع العلاقات الاقتصادية مع طهران رداً على نتنياهو الذي طالبه بتقليص مستوى العلاقات التجارية الهائلة بين روما وطهران، التي تبلغ ستة مليارات دولار سنوياً. وكان جواب المسؤول الإيطالي: «الوضع صعب، لأنّ شركات النفط الأجنبية تتربّص بشركة النفط الإيطالية الكبرى، وإن خرجت إيطاليا من الصفقات مع إيران فسيدخلها الآخرون». غير أنّ «معاريف» تطمئن إلى أنّ برلوسكوني تعهد لنتنياهو بالحرص على عدم توقيع عقود وصفقات جديدة مع طهران، «رغم أنه وعدٌ لن ينفذه على الأرجح».