القاهرة ــ الأخبارقبل يوم واحد من ذكرى نكسة حرب عام 1967 الأليمة، سيحل الرئيس الأميركي، باراك أوباما، ضيفاً على نظيره المصري، حسني مبارك، في منتجع شرم الشيخ المخملي على ساحل البحر الأحمر في 4 حزيران المقبل، قبل أن يقع اختياره على المكان المناسب لإلقاء خطابه المرتقب إلى العالم الإسلامي، الذي لم يُحسم بعد.
وقالت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» إن رحلة البحث عن منصة يستخدمها أوباما لتوجيه كلمته لا تزال جارية، مشيرة إلى أنه «لاعتبارات أمنية تتعلق بسلامة الرئيس الأميركي لن يُعلن عن المكان إلا عشيّة وصوله».
كذلك أعلنت السفارة الأميركية في القاهرة أنه لم يحدّد حتى الآن المكان الذي سيوجّه فيه الرئيس خطابه. وقالت المتحدثة باسم السفارة، مارغريت وايت، في بيان لها، «لم يتحدد حتى الآن هذا المكان». وأوضحت أن الغرض من الزيارة توجيه خطاب إلى العالم الإسلامي وعقد مباحثات مع الرئيس المصري.
وطبقاً لتقارير صحافية، فقد قام وفد من الرئاسة المصرية والبيت الأبيض بزيارة جامعة الأزهر ومركز الأزهر للمؤتمرات ومركز القاهرة الدولي لاختيار القاعة المناسبة التي سيوجه منها أوباما كلمته. وقد استُبعدت جامعة القاهرة، فيما نال مركز الأزهر إعجاب الوفد، وخصوصاً من ناحية التصميم الإسلامي الفريد للقاعة الرئيسية التي اعتاد مبارك أن يستخدمها لإلقاء كلماته الرسمية.
وخلافاً للاستقبال الشعبي الحافل الذي تلقّى به المصريون الرئيس الأميركي الأسبق، ريتشارد نيكسون، الذي قام منتصف السبعينات بأول زيارة تاريخية لرئيس أميركي إلى مصر، فإن أوباما لن يحظى في الغالب بالحفاوة نفسها. ثمة اعتبارات أمنية وتخوفات كثيرة تمنع أوباما من التفكير في أن يعيد العرض الرائع الذي قدّمه سلفه.
وثمة ملاحظة لافتة، هي اختيار أوباما تاريخاً قريباً من زيارة نيكسون في 12/6/1974 وسط ترحيب وحفاوة كبيرة من الرئيس الراحل، أنور السادات، وكأن شهر حزيران ليس فقط شهر الأحزان والذكريات المؤلمة للمصريين، بل أيضاً تاريخ مفضل لقاطني البيت الأبيض.
ومخطئ من يظن أن الزيارة ستكون مناسبة لإقامة تظاهرات تُحرج النظام في مواجهة ضيفه الأميركي، فالأمن لن يسمح بأي تعكير لصفو الزيارة ولن تأخذه أي رحمة بمن يتجاسر على رفع لافتة احتجاج هنا أو هناك. ومع أن الزيارة ستكون علنية، فإن كل المؤشرات تُوحي أن كل تحركات أوباما ستكون سرية للغاية، ولن تُعلن إلا في حينه.