أعلن الملك الأردني عبد الله الثاني أول من أمس، أنه ينتظر إعلان الخطة الأميركية للسلام بين العرب وإسرائيل، مشيراً إلى أن حل الصراع في منطقة الشرق الأوسط «مصلحة استراتيجية أميركية»، غير أن واشنطن رفضت الكشف عن الخطة التي تحدّث عنها الملك.وقال عبد الله الثاني، في مقابلة مع وكالة «فرانس برس» في عمّان: «نحن ننتظر إعلان الإدارة الأميركية (...) خطتها لإطلاق المفاوضات وتحقيق الحل الشامل». وأضاف أن «الرئيس (باراك) أوباما أعلن التزامه بحل الدولتين، في سياق شمولي لتحقيق السلام الشامل. وقد كان واضحاً خلال محادثاتي معه ومع أعضاء الإدارة أنه يريد العمل بجدية لتحقيق السلام (...) وأن حلّ الصراع مصلحة استراتيجية أميركيّة».
وأعرب الملك الأردني عن أمله أن «تُعلن هذه الخطة بأسرع وقت ممكن، لأن الوقت والتأخير يعملان ضد السلام ويقوضان فرصه». وأوضح أن الرئيس أوباما «يدرك أهمية عامل الوقت، حيث إن المماطلة تهدّد أمن المنطقة والعالم»، مشيراً إلى أن «التقدم باتجاه الحل يتطلب دوراً أميركيّاً قياديّاً ودعماً أوروبياً وعربياً وعالميّاً».
وأضاف عبد الله الثاني أن «هناك ضرورة ماسة للتحرك بسرعة وجدية وفاعلية. وعكس ذلك، فاحتمالات تفجر جولة جديدة من العنف، حرب جديدة، ستزداد وستدفع المنطقة والعالم ثمن ذلك». وأكد أن «على إسرائيل أن تحسم خياراتها أيضاً، هل تريد أن تظل قلعة معزولة في المنطقة، أم أنها تريد أن تتعايش مع جيرانها، مع كل الدول التي لا تعترف بها، وأن تحقق القبول والأمن الحقيقيين؟». وأشار إلى أن «هناك 57 دولة لا تعترف بإسرائيل، ثلث أعضاء الأمم المتحدة، والسبب هو استمرار الاحتلال وعدم التوصل إلى السلام».
وقال الملك الأردني إن «خيارنا واضح: السلام الدائم والشامل وحل الصراع الفلسطيني ـــــ الإسرائيلي على أساس حل الدولتين الذي يحظى بإجماع عالمي، لأنه ببساطة السبيل الوحيدة لحل الصراع». وأضاف: «يجب أن تعرف إسرائيل أن الأمن لا يحققه الجدار والحصار والجيوش. الأمن الحقيقي يحققه السلام والقبول، وهذا شرطه استعادة الحقوق العربية، وخصوصاً الحقوق الفلسطينية، عبر مفاوضات مباشرة يجب أن تبدأ فوراً وفق خطة واضحة للوصول إلى النتائج المطلوبة».
ورفض عبد الله الثاني أي حديث عن تعديل في مبادرة السلام العربية. وقال: «لا تغيير على المبادرة، ولا حاجة لتغيير المبادرة، وأي حديث عن تعديل فيها هو تكهنات لا أساس لها من الصحة». وأضاف: «هناك مبادرة عربية واحدة، وهي مبادرة مكتملة وفرصة تاريخية لتحقيق السلام على جميع المسارات الفلسطينية والسورية واللبنانية وفق معادلة بسيطة: انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة شرطاً للتوصل إلى علاقات طبيعية مع الدول العربية». ورأى أن المبادرة العربية «تمثّل فرصة غير مسبوقة لإنهاء الصراع، وتفتح الباب أمام إسرائيل لبناء علاقات طبيعية مع كل الدول العربية والإسلامية التي تدعم المبادرة».
ورداً على مقابلة الملك الأردني، رفضت الولايات المتحدة كشف مشاريعها للسلام في الشرق الأوسط. لكن مستشاراً رفيع المستوى للرئيس الأميركي لمّح إلى أن خطة سلام أميركية جديدة ينبغي أن تتضمن عناصر مبادرة السلام العربية. وقال إن «إمكان إحياء مبادرة السلام العربية هذه كان أحد الأمور التي تحدثا (عبد الله وأوباما) فيها». وأضاف أن «القرار بشأن الحل الأفضل الواجب تبنيه سينجم عن كل المناقشات»، في إشارة إلى استقبالات أوباما هذا الأسبوع في البيت الأبيض.
بدوره، رحب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، الذي التقى عبد الله الثاني أمس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد على شاطئ البحر الميت (50 كيلومتراً غرب عمّان)، بتصريحات الملك الأردني عن السلام في الشرق الأوسط وإمكان اعتراف 57 دولة بإسرائيل. ورأى أن هذا الكلام «مشجع جداً». وأضاف أن «الفجوة بدأت تضيق ما بين المفاوضين الإسرائيليين والفلسطينيين»، مشيراً إلى أن «هذه الفجوة يمكن التغلب عليها إذا ما أدخلنا بعض الأفكار الجديدة».
أما الملك عبد الله الثاني، فشدّد لبيريز على أهمية التحرك سريعاً لإعادة إطلاق مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، حسب ما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
إلى ذلك، دعا بيريز سوريا إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل. ورأى أن قبول سوريا سينقّي الأجواء بين الدولتين. وأشار إلى أن هناك من اقترح أن يلتقي الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ويبدآ المفاوضات المباشرة. وأضاف: «يجب أن يكون السوريون مستعدين للحوار. إذا كان الرئيس الأسد يريد السلام، فلماذا يخجل؟». وتابع أن الأسد يعتقد أن المفاوضات المباشرة جائزة لإسرائيل، وقال: «إنها ليست جائزة، إنها طبيعية».
(أ ف ب، أ ب)