القاهرة ــ الأخبارأعربت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، بكل صراحة، عن تشاؤم يفرض نفسه على الحوار الفلسطيني الذي ستنعقد الجولة الرابعة منه في القاهرة، الأحد المقبل، بعدما شكّكت أمس في إمكان توافق الفلسطينيين على حكومة وحدة وطنية. إلا أنها أصرّت على عدم الاستغناء عن ورقة الأمل لتوضح أنها «تريد إبقاء الخيارات مفتوحة».
وقالت كلينتون، أمام لجنة في الكونغرس، «نشك في حصول اتفاق على حكومة وحدة. لا يبدو أن ثمة اتفاقاً في الأفق، لكننا لا نريد تكبيل أيدينا في حال بلوغ اتفاق مماثل». وشددت أمام النواب الأميركيين على وجوب أن «تحترم حكومة الوحدة أعلى معايير الشفافية».
وانتقلت كلينتون إلى ممارسة التهديد لحركة «حماس»، مشددة على أنه «لن تصل أي مساعدة إلى حماس أو إلى أي كيان تسيطر عليه حماس»، مطالبة «بـ840 مليون دولار إضافية لمساعدة الفلسطينيين هذا العام».
في هذا الوقت، أعلنت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة أن «الجولة الرابعة من الحوار الوطني الفلسطيني ستعقد في القاهرة، الأحد المقبل، بين وفدي حركتي فتح برئاسة مسؤول التعبئة والتنظيم في الحركة أحمد قريع، وحماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، لاستكمال المباحثات بشأن المسائل العالقة، وخصوصاً موضوع الحكومة وقانون الانتخابات ومنظمة التحرير».
وأكد سفير فلسطين في القاهرة نبيل عمرو أنه «لا مفرّ من تحقيق الوفاق الفلسطيني وإنجاح حوار القاهرة»، معتبراً أن «مصر تستحق وسام الصبر لأنها قامت بما لا يستطيع أحد القيام به من جهد مضن ومخلص، وأعطت كل إمكانياتها للقضية الفلسطينية. ولذلك ننظر إلى جهد مصر نظرة في غاية الاحترام والتقدير». ولفت إلى أن «منظمة التحرير والسلطة الوطنية قدّمتا كل ما هو ممكن لإنجاح حوار القاهرة، ومطلوب من حركة حماس قراءة الوضع الإقليمي والدولي قراءة صحيحة، وإعطاء الدعم اللازم لإنجاح الحوار وإنهاء كلّ الملفات العالقة».
وتابع عمرو أن «الوضع الإقليمي والدولي يتطلب من جميع القوى والفصائل المتحاورة عدم تضييع الوقت»، آملاً أن تكون اللقاءات التي ستنطلق الأسبوع المقبل «لقاءات الاتفاق والتوافق».
وفي ما يتعلق بعملية السلام، أوضح عمرو أن «هناك فرصة لتحريك العملية السياسية نحو الحل»، مضيفاً «صحيح أنّ هناك عوامل إحباط كثيرة، لكن هنالك عوامل أكثر للتفاؤل. فمن عوامل الإحباط وجود رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته أفيغدور ليبرمان صاحب التصريحات الجنونية. إلا أن المواقف الأكثر جنونية لا تعني نهاية المطاف، لأن الكون لا يتوقف عند إيقاع ليبرمان ولا مزاج نتنياهو». ورأى أن «من عوامل التفاؤل أن الإدارة الأميركية الجديدة قالت إن الحل يجب أن يكون على أساس الدولتين، ونرى أن هنالك ما يشبه الانقلاب الإيجابي في اتجاه حل للقضية الفلسطينية. فحلّ الدولتين أصبح شعاراً دولياً، كذلك فإن الحديث عن مبادرة السلام العربية مرجعيةً لعملية السلام استؤنف من جديد وبقوة».
وأضاف عمرو «نحن نرى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سيحقق الرهان من جديد بما يخص الصراع العربي ـــــ الإسرائيلي، بعدما أخفق من سبقوه»، مشدداً على أن الوضع الراهن «يتطلّب موقفاً عربياً وكذلك موقفاً فلسطينياً موحّداً للسير بعملية سلام تطبّق على الأرض، لا عملية تراكم مواقف، لأن المواقف لم تعد ضرورية بعدما حسمت الأمور بأن العالم يريد حلّ الدولتين أساساً لحل الأزمة».