خرج قائد حرس صدام حسين بعض ما في جعبته عن أسباب إخفاق «المصالحة الوطنية» في العراق، كاشفاً عن أن نوري المالكي يقاوم ضغوطاً أميركية تطالبه بتسهيل إعادة بعثيين إلى البلاد لأسباب طائفية وخوفاً من إبعاده عن إيران، وفق كلام أحمد الجلبي
واشنطن ــ الأخبار
اتهم كبير ضبّاط الجيش العراقي السابق، قائد فيلق الحرس الجمهوري، إبان حكم الرئيس الراحل صدام حسين، العميد رعد مجيد الحمداني، رئيس الحكومة نوري المالكي بالحؤول دون تقدم المصالحة الوطنية، رغم الضغوط التي يتعرض لها من قبل المسؤولين الأميركيين والبريطانيين.
وقال الحمداني، في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، إنه عقب عام واحد من توقف المحادثات بوساطة أميركية معه للعودة إلى بلاد الرافدين، هو ومن يمثل من قيادة حزب «البعث» في المنفى، إلى العراق، فهم أنّ «المالكي ببساطة ليس راغباً في المصالحة».
ولمّح الحمداني، الذي كان مسؤولاً عن العاصمة بغداد خلال اجتياحها في نيسان 2003، إلى دور ما للتعصب المذهبي لدى المالكي في رفض مصالحة البعثيين، بدليل أنه أعاق محاولات مصالحة شخصيات بعثية بارزة «معظمهم من السنّة» العرب.
وأكّد أنّ مسؤولين أميركيّين وبريطانيين في «خلية الحوار الاستراتيجي» شاركوا في جميع اللقاءات التي جرت في عمان وبغداد بينه وبين مساعديه والحكومة العراقية، قبل أن تتوقف بسبب «عدم اهتمام المالكي بالمصالحة». و«خلية الحوار الاستراتيجي» التي أوكل إليها مهمة إبرام اتفاقات سرية مع جماعات سنية وشيعية «أيديهم ملطخة بالدماء».
وأشارت الصحيفة إلى أن المناشدة الأميركية لحكومة المالكي بضرورة دفع هذه المصالحة قدماً، «تشرح ما يمكن أن يكون واحدة من أكبر العقبات بالنسبة إلى استقرار العراق». وأوضحت «نيويورك تايمز» أن المالكي يقاوم الضغوط الممارسة عليه بشدة، مذكرةً بأنه في 28 آذار الماضي، اعتقلت قواته عادل المشهداني بتهم تتعلق بترؤّسه جناحاً سرياً مسلحاً تابعاً لـ«البعث»، وهو يترأّس «مجلس صحوة» منطقة الفضيل في بغداد.
وعقب ذلك، اتهم المالكي البعثيين بالترتيب لتفجير سيارة مفخخة أودت بحياة أكثر من 40 شخصاً. وقد هاجم الجمعة الماضي مجدداً حزب «البعث»، قائلا إنه «تملأه الكراهية من رأسه إلى قدمه» ليبرر عدم موافقته على إتمام المصالحة.
وأوضح الحمداني، للصحيفة عن محادثاته مع حكومة بغداد، أنّ المالكي «لا يختلف عن الزعماء السياسيين والدينيين الذين تحركهم الانفعالات والحقد على كل ما يتعلق بالماضي».
وأشار الحمداني، إلى أنه يحظى بدعم كل من نائب الرئيس العراقي السابق عزت ابراهيم الدوري، ومنافسه الشرس على قيادة الحزب محمد يونس الأحمد (الموجود في دمشق).
وأيّد رئيس «المؤتمر الوطني العراقي» أحمد الجلبي رأي الحمداني، مشيراً إلى أنه على الرغم من جهود المالكي «البراغماتية» لحشد الدعم السنّي للعملية السياسية، فإنه احتفظ بمشاعر حقد على كل ما يتعلق بحزب «البعث» ونظام صدام حسين. ولفت إلى أنّ الجنرال دوغلاس لوت في مجلس الأمن القومي الأميركي تلقى، قبل شهرين، وعداً من مستشار رئيس الحكومة العراقية محمد سلمان الساعدي، مفاده بأن رئيس الوزراء «سيتحرك بشكل معقول في جهود المصالحة» مع «بعثيين». غير أن الساعدي عاد وعزا توقف المحادثات مع الحمداني إلى أن الكثير من مطالبه «تتعارض مع خط حكومة المالكي»، مذكراً بأن «الدستور العراقي يعتبر أن التفاوض مع حزب البعث خط أحمر لا يمكن تجاوزه».
ووفق كلام الجلبي، فإنّ المالكي يخشى من إعادة بعض الحرس القديم «لأنها جزء من خطة أميركية لإبعاد العراق عن إيران ومساعدته في الاندماج في الأمة العربية».