أوباما يخطّط لتعزيز قوّات أمن عبّاس بمباركة إسرائيليّةغزة ــ قيس صفدي
استشهد ثلاثة مقاومين فلسطينيين وأصيب رابع أمس، في غارة جوية إسرائيلية استهدفتهم شرق مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، أعقبها بساعات غارات جوية على أنفاق التهريب عند الحدود الفلسطينية المصرية في مدينة رفح جنوب القطاع. وأعلنت مصادر طبية فلسطينية استشهاد فلسطينيّين اثنين وإصابة اثنين آخرين في غارة إسرائيلية، قبل أن تعلن بعد وقت قصير استشهاد أحد المصابين. وقال مسعفون وشهود عيان إن «طائرة حربية إسرائيلية أطلقت صاروخين نحو مجموعة من المقاومين الفلسطينيين شرق المخيم».
وقال المتحدث باسم «سرايا القدس»، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، أبو أحمد، إن الشهداء هم: وسيم منصور الناشط في السرايا، والشهيدان محمود حماد وإبراهيم بمبة، الناشطان في «كتائب المقاومة الوطنية»، الذراع العسكرية للجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين. وأشار إلى أن «مجموعة مشتركة من السرايا والكتائب كانت ترابض في منطقة متقدمة على الحدود الشرقية لمخيم المغازي، وأثناء عودتها، تم رصد أفرادها من قبل طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفتهم بصاروخين».
غير أن متحدثاً عسكرياً إسرائيلياً ادّعى بأن الغارة الجوية «استهدفت مجموعة من الناشطين الفلسطينيين أطلقت صاروخاً مضاداً للدبابات نحو دورية للجيش على الجانب الإسرائيلي من الحدود مع القطاع».
وتوعدت «سرايا القدس» و«كتائب المقاومة الوطنية» بالاستمرار في «المقاومة الباسلة والتصدي للعدوان والاعتداءات الإسرائيلية»، والرد على عمليات الاغتيال التي وصفتها بـ«الجبانة».
وتعقيباً على التصعيد الإسرائيلي، قال أمين سر كتلة «حماس» البرلمانية في المجلس التشريعي، النائب مشير المصري، إن «التصعيد الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني والمقاومة تصعيد خطير، والعدو وحده يتحمل مسؤولية هذا التصعيد وتبعاته وكل النتائج المترتبة عليه». وأضاف أن المحتل الصهيوني «لن يستطيع من خلال سياسة التصعيد هذه أن ينتزع منا أي موقف بشأن التهدئة».
وشدد المصري على أن «هذا التصعيد الإسرائيلي المجرم يهدف للتوصل إلى تهدئة بشروط صهيونية تُفرض على المقاومة وحماس»، مؤكداً في الوقت نفسه أن «كل هذه المحاولات ستبوء بالفشل. ورأى أن «هذا التصعيد يفرض على الأطراف الوسيطة مع الاحتلال الصهيوني القيام بلجم العدو».
من جهته، قال المتحدث باسم «حماس»، فوزي برهوم، إن «عمليات القصف والاغتيال بحق المقاومين في غزة تعدّ تصعيداً خطيراً يظهر سوء نيات الاحتلال في المرحلة المقبلة، ويوضح الأسباب الحقيقية وراء إفشال الجهود المصرية في إبرام التهدئة». وأضاف أنه «ما كان لهذا التصعيد أن يكون لولا استمرار قمع المقاومة في الضفة الغربية من قبل السلطة»، مؤكداً «نحن في حماس جاهزون لكل الخيارات».
وفي إطار الرد على التصعيد الإسرائيلي، تبنّت «سرايا القدس» إطلاق سبعة صواريخ على دفعتين، على بلدة سديروت وبلدات ومواقع إسرائيلية قريبة من الحدود الشمالية الشرقية مع القطاع، مؤكدة في بيان أنها «ردّ أولي على اغتيال قادتها وناشطيها».
في هذا الوقت، أعلن مسؤولون أميركيون وغربيون، رفضوا الكشف عن اسمهم، أن «إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، تخطط لتوسيع برنامج لتعزيز قوات الأمن التابعة للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في الضفة الغربية المحتلة كجزء من دفعة في سبيل إقامة دولة». وأبدت إسرائيل دعماً مبدئياً للبرنامج الأمني كاختبار لقدرة عباس على كبح جماح المقاومين، وهو أحد شروطها الأساسية في المفاوضات المتعثرة التي ترعاها الولايات المتحدة حول قيام الدولة الفلسطينية.
وأضاف المسؤولون أن «إدارة أوباما تخطط لتعزيز المساعدة الأمنية، بما في ذلك تمويل تدريب تقوم به الشرطة الأردنية في قاعدة قرب عمان بنسبة تصل إلى 70 في المئة لتصبح 130 مليون دولار، بعدما كانت 75 مليون دولار فقط في العام المالي 2008». وأشار دبلوماسيون إلى أنه «ليس من الواضح متى ستصل المساعدات الجديدة. وقد تستغرق موافقة الكونغرس على المساعدات شهوراً».
وطلب مبعوث أوباما إلى الشرق الأوسط، جورج ميتشل، من الجنرال الأميركي كيث دايتون، الذي يراقب تدريب قوات عباس، أن يبقى لمدة عامين آخرين. وقال دبلوماسيون إن «دايتون الذي كانت مهمته، التي استمرت ثلاث سنوات، على وشك الانتهاء وافق على البقاء».
وبينما حظي البرنامج الأمني بدعم الحزبين الكبيرين في الكونغرس الأميركي، إلا أنه قد يقابَل بمعارضة إذا أسفرت محادثات مصالحة بين حركتي «حماس» و«فتح»، تدعمها مصر عن تأليف حكومة وحدة أخرى.