دعا الرئيس السوداني عمر البشير، في خطاب ألقاه أمس أمام آلاف من أنصاره المنتمين إلى قبيلة الرزيقات العربية خلال زيارته بلدة سبدو في ولاية جنوب دارفور، سكان الإقليم إلى توحيد صفوفهم. وطلب من المتمردين إلقاء سلاحهم، مؤكداً أن التمرد اندلع «من أجل التنمية، والتنمية بدأت الآن وهي مستمرة».وقال البشير، في ثاني زيارة له إلى دارفور مذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، إن «الشيطان دخل بين أهل دارفور»، مضيفاً «نحن نريد إعادة الوحدة إلى أهل دارفور وندعو كل أبنائنا وإخواننا إلى إلقاء السلاح». وتعهد تقسيم إقليم دارفور إلى أكثر من ثلاث ولايات، من أجل «تقوية الإدارة الأهلية وتعزيز دورها في حفظ الأمن وتوفير الخدمات».
وأكد البشير أن زيادة الخدمات وتحسين الأحوال المعيشية لأهل دارفور هو «ردنا» على المحكمة، مشدداً على أنه «ليست الولايات المتحدة ولا بريطانيا هي التي تختار رئيس السودان، بل الشعب السوداني هو الذي يختار رئيسه». وأضاف «لن تستطيع المحكمة الجنائية الدولية أو مجلس الأمن أو أي طرف آخر تغيير مسارنا أو المس برمش عيننا». كما اتهم الغرب بمحاولة خلق الفوضى في السودان على غرار العراق، قائلاً «هؤلاء المجرمون يريدون أن يفعلوا الشيء نفسه في السودان». وأضاف «إننا لن نعطيهم الفرصة لتخريب بلادنا».
من جهةٍ ثانية، وفي إشارةٍ إلى رغبة الولايات المتحدة في أداء دور في الأزمة السودانية، أعلن الرئيس الأميركي، باراك أوباما، تعيين سكوت غريشان، مبعوثاً خاصاً للسودان، وذلك بعد ساعات من اعتبار وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، أن الرئيس السوداني يتحمل مسؤولية «كل وفاة» تحصل في مخيمات إقليم دارفور، جراء قراره طرد المنظمات الدولية الإغاثية.
وجاء تعيين الجنرال المتقاعد في القوات الجوية الأميركية، سكوت غريشان، الذي يعدّ من الأشخاص المقربين لأوباما ومن كبار مستشاريه في السياسة العسكرية والخارجية، ليزيد من الضغوط التي تمارس على البشير للتراجع عن قرار طرد المنظمات الإغاثية الأجنبية، خوفاً من تردي الأوضاع الإنسانية لسكان الإقليم.
ويمتلك غريشان أيضاً خبرة في الشأن الأفريقي، إذ سبق له أن رافق أوباما في عام 2006 في جولة تقصّي حقائق إلى أفريقيا، قادتهما إلى زيارة لاجئي دارفور في تشاد. كما يتميز غريشان بإتقانه اللغة السواحلية الأفريقية، وامتلاكه لعلاقات وثيقة مع عدد من المسؤولين في المنطقة.
إلى ذلك، بدأت أمس مجموعة من الشخصيات الأفريقية الرفيعة المستوى، اجتماعاً لمدة يومين في العاصمة الإثيوبية، اديس ابابا، من أجل دراسة الأزمة السودانية. وطلبت ممثلة الاتحاد الأفريقي، المفوضة اليزابث تانكو، التي اعترفت بأن البشير «ارتكب بلا شك أخطاءً في الماضي»، من مجلس الأمن الدولي «تحمل مسؤولياته بتعليق مذكرة التوقيف ومنح فرصة للسلام في دارفور».
(الأخبار، أ ب، أ ف ب، رويترز)