زحمة زيارات أجنبية تشهدها بغداد هذه الأيام، بالتزامن مع موجة عنف دموية ما تلبث أن تهدأ حتى تعود وتضرب بلاد الرافدين بقوة، رغم كل ما يُقال عن تحسّن الأمنبغداد ـــ الأخبار
بينما كانت بغداد تودّع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وتستقبل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، قُتل أكثر من 20 شخصاً وأصيب نحو 50 آخرين، في انفجار سيّارتين مفخّختين في منطقة البياع في بغداد.
وبدأ متّكي، أمس، زيارة إلى العراق تستمر أياماً، يجول خلالها على مدن الجنوب ويعرّج على محافظة الأنبار، وهي أكبر محافظات العرب السنّة. وسيكون لإقليم كردستان العراق، حصّة من زيارته، يفتتح خلالها قنصليتي بلاده في السليمانية وأربيل.
وطمأن وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، نظيره الإيراني، خلال مؤتمر صحافي مشترك، إلى أنّ الاتفاقية الأميركية ـــــ العراقية «واضحة وليس فيها ملاحق سرية»، جازماً انسحاب قوات الاحتلال الأميركي في نهاية 2011، بموجب الاتفاقية.
وقال زيباري إن «الاتفاقية في تقديرنا في مصلحة البلدين (العراق والولايات المتحدة) وسيكون انسحاب القوات الأميركية بحسب ما نصت عليه الاتفاقية في 2011 وهو موعد نهائي».
وتابع زيباري مبتسماً لنظيره الإيراني «سوف يشاهد السيد متكي أنّ الوضع هذه المرة في المنطقة الخضراء مختلف عن السابق، وهذا سيستمر»، في إشارة إلى تسلّم القوات العراقية المسؤولية الأمنية عن هذه المنطقة.
وعن سياسة الإدارة الأميركية الجديدة حيال العراق، أوضح زيباري أنه «لن يكون هناك تغيير كبير في هذه السياسة، أو انسحاب متسرع من العراق، بل انسحاب مسؤول، وهذا ما ردّده الرئيس الأميركي الجديد (باراك أوباما) في مناسبات عديدة». وأشار إلى أنّ العالم «سوف يرى في المستقبل تطويراً كبيراً في العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة».
بدوره، قال متكي «نظرنا بإيجابية للشعارات التي رفعها أوباما، فالعالم يتغير، وإذا أرادت الولايات المتحدة أن تواكب هذه التغيرات، فهذا نبأ سار». وشدّد على أنه «إذا استطاع أوباما تحقيق وعوده، فذلك سوف يساعد أميركا»، مؤكّداً مرة جديدة موقف بلاده من أن الحوار (مع واشنطن) «في إمكانه أن يحصل وفق الاحترام المتبادل».
وجدد متكي ثقة قيادته بحكومة بغداد، لافتاً إلى أنّ «حكمة القادة العراقيين التي نراها في الظروف الحالية، تؤكد أن الحكومة قادرة تماماً على أن تعيد الأمن كاملاً للبلاد، والأفق في هذا المجال مشرق».
وعن الحاجة إلى إجراء جولة جديدة من المفاوضات الأميركية ـــــ الإيرانية بشأن العراق، أوضح متكي أن «هذا النوع من المباحثات وفي هذه الظررف الحالية ليس له مكان، لأن الشعب العراقي والحكومة قادران على توفير الأمن».
وعن هدف زيارته، كشف متكي عن أنها تندرج في إطار استكمال زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى إيران في كانون الثاني الماضي، لتأليف لجنة لمتابعة الاتفاقات الثنائية بين البلدين.