خسرت فلسطين وقضيتها برحيل السياسي والإعلامي فضل شرورو، اسماً بارزاً متعدّد النشاطات والنضالات التي كتبت فصلاً من تاريخ المنطقة طيلة نصف قرن تقريباً
دمشق ــ الأخبار
توفّي، أول من أمس، الأديب والإعلامي الفلسطيني، المثقف الوطني والسياسي وأحد مؤسّسي اتحاد كتّاب وصحافيّي فلسطين، فضل شرورو.
والراحل من مواليد عام 1940 في مدينة الرملة في فلسطين المحتلة. نال شهادة البكالوريوس في التجارة والاقتصاد من جامعة دمشق، وشهادة الدراسات العليا من جامعة القديس يوسف في بيروت. متزوج من سميرة جبريل، زميلته في عضوية المكتب السياسي لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـــــ القيادة العامة»، وشقيقة الأمين العام للجبهة أحمد جبريل. وله منها ثلاثة أولاد.
وشرورو أحد مؤسّسي «القيادة العامة»، ومعروف بأنه من قادتها التاريخيين والناطقين باسمها فترة طويلة، وسبق أن انتُخب لمكتبها السياسي، ثم أصبح أميناً لسر هذا المكتب، ومسؤول لجنة الرقابة، حتى وفاته عن عمر 69 عاماً.
يؤكّد المقرّبون من شرورو أنه هو من قاد إحدى أكبر عمليات تبادل الأسرى مع العدو الصهيوني، «النورس»، عام 1979، وأنه قاد عملية «الطائرات الشراعية». ولاحقاً، شغل منصب عضو في لجنة التنسيق في حرب المخيمات في لبنان، ويُعرَف بأنه ابن أسرة نضالية، وشقيقه الأكبر استشهد عام 1966 عند بحيرة طبريا حين كان ملازماً في الجيش السوري.
سُجن عدة مرات خلال فترة الانقلابات في سوريا، بين سنتي 1959 و1969، ولطالما لُقِّب بـ«واضع شعارات التظاهرات» في تلك المرحلة. حتى إنه صاحب الشعار المركزي للجبهة: «ثورة حتى تحرير الأرض والإنسان». له العديد من المؤلفات، منها «قراءة في صحف الصباح»، «الأحزاب والحركات والقوى السياسية في لبنان»، «حقائق في زحمة الصراع و«دعوة لتنشيط الذاكرة». كما أصدر مجلّة «إلى الأمام» باللغتين العربية والإنكليزية، وأصدر جريدة «فور فوورد» الناطقة بالإنكليزية، كذلك أسّس إذاعة «القدس الفلسطينية»، التي أدّت دوراً ريادياً إبّان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ولا تزال الإذاعة تبثّ من دمشق، رغم المطالبة الأميركية الدائمة بإغلاقها.
وللراحل مسرحيتان؛ «الحيل والخيل» التي تُرجمت إلى اللغة الإيطالية، ومسرحية «أبجد». وخلال الفترة الأخيرة، كان الراحل يعمل على تأسيس أول محطة فضائية تابعة لـ«القيادة العامة».
ودُفن في مقبرة الدحداح في سوريا، أمس، بحضور شخصيات رسمية وشعبية وإعلامية، سورية وفلسطينية ولبنانية وعربية، تقدّمهم خالد مشعل ورمضان عبد الله شلّح.