Strong>حاملة طائرات فرنسيّة قبالة سواحل القطاع... وإسرائيل تشيد بقمع قوات عبّاس لتظاهرات الضفّةوصل وفد حركة «حماس» إلى القاهرة، أمس، لبحث تثبيت هدنة وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لمدة عامين، في وقت بدأت فيه مصر تحركاً جدياً لمساعدة إسرائيل في إيجاد آلية لمنع تهريب الأسلحة إلى الحركة الإسلامية، مطالبة تل أبيب بالسماح بزيادة القوات المصرية على الحدود

القاهرة ــ الأخبار
باريس ــ بسام الطيارة
بدأ أمس توافد ممثلي مختلف الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة لعقد محادثات منفصلة مع رئيس جهاز الاستخبارات العامة، عمر سليمان، وكبار مساعديه، بهدف إقناع تلك الفصائل بالموافقة على عقد هدنة لمدة عامين لوقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
وقالت مصادر مصرية وفلسطينية إن «وفداً يمثل حماس في غزة، يضم جمال أبو هاشم وصلاح البردويل وأيمن طه، قد عبر معبر رفح إلى القاهرة» أمس، فيما «يصل غداً (اليوم السبت) وفد الحركة من العاصمة السورية دمشق، بعضويه: عماد العلمي ومحمد نصر».
ونفت «حماس» أن يكون المصريون أو حركة «فتح» قد أبلغوها رسمياً بأن «وفداً جديداً من منظمة التحرير سينضم إليها في مناقشة تفاصيل التهدئة مع إسرائيل في القاهرة» الأحد، ورأت أن هذه الخطوة «محاولة لإجهاض نصر حماس سياسياً، بعدما انتصرت في الميدان».
في هذا الوقت، تجرى تحضيرات لعقد اجتماع خاص للجنة عسكرية تضم مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي، لبحث كيفية تنسيق الجهود لمكافحة وتدمير أنفاق التهريب الممتدة عبر الحدود المصرية الفلسطينية. وأشارت مصادر إلى أن الاجتماع قد «يعقد على الأرجح نهاية الأسبوع المقبل في شرم الشيخ».
وفي السياق، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «المطبخ الأمني المصغر أقرّ الترتيبات الأمنية لمكافحة التهريب على محور فيلادلفي»، والتي تم التوصل إليها بين إسرائيل ومصر. وتشمل كيفية التعامل مع المهربين، واعتراض الشحنات المهربة في مسارها في الداخل المصري، ومنع إفراغها على شواطئ سيناء أو في منطقة مرفأ بور سعيدومن المقرر أن تشارك دول غربية، بينها الولايات المتحدة وألمانيا وهولندا، في الأنشطة التي ستترجم جزءاً من هذه الإجراءات.
وفي هذا السياق، صدر عن الإليزيه بيان مفاجئ يعلن خطوتين لمعالجة «ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار ومتابعة مجهود السلام»، وهي خطوات وصفها البيان بأنها «تجري بالتوافق مع جميع شركاء» فرنسا.
الأولى هي إرسال «حاملة طائرات عمودية للعمل في المياه الدولية تجاه غزة»، مشدّدة على «التنسيق التام مع مصر وإسرائيل». أما الخطوة الثانية فهي «العمل من دون تردد لإطلاق تعاون دولي مع الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين لمكافحة تهريب السلاح». وشدد البيان على أن هذه الخطوات يجب أن يرافقها «فتح المعابر فتحاً كاملاً ودائماً» مع طلب ساركوزي من الاتحاد الأوروبي «إعادة تفعيل المراقبين الأوروبيين على معبر رفح». وقد وصف البيان هذه الخطوات بأنها متوازنة، في إشارة إلى أنها تأتي جواباً على «تعنّت إسرائيل في رفض فتح المعابر قبل حل مسألة السلاح»، كما صرّح مصدر مقرّب من الملف لـ«الأخبار».
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن «من المتوقع أن توافق إسرائيل على طلب القاهرة زيادة عديد قوة حرس الحدود المصري المنتشرة على الحدود مع قطاع غزة، ليصل إلى 2250 جندياً بدلاً من 750».
وبالتوازي، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن «مصر أدخلت قوات نظامية من جيشها إلى منطقة الحدود مع قطاع غزة في رفح، من دون مراعاة اتفاقية السلام مع إسرائيل التي تمنع إدخال مثل هذه القوات إلى سيناء، بهدف منع ناشطي حماس من العودة إلى اقتحام الحدود بين مصر والقطاع»، فيما تمنع قوات الشرطة المصرية المنتشرة على مداخل رفح دخول المدينة باستثناء سكانها.
وقال مستشار رفيع المستوى لرئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، إن «إسرائيل تستبعد إعادة فتح المعابر الحدودية كاملة، ما دامت حماس تحكم القطاع أو قد تستفيد من تخفيف القيود».
أوأثنى مستشار أولمرت، فهو «حرمان حماس من السيطرة على قوات الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قائلاً إنها «قدمت عملاً رائعاً» في الضفة الغربية، «باحتوائها أعمال الشغب والتظاهرات» خلال العدوان على غزة. إلا أنه استدرك «هذه القوات ليست جاهزة للعودة إلى غزة».
وفي السياق، شهدت الضفة الغربية أمس مواجهات بين متظاهرين وقوات الاحتلال. وخرج أنصار حركة «حماس» في الخليل في مسيرة، حاميلن رايات الحركة بعد صلاة الجمعة. ووقعت مواجهة بينهم وبين الجنود الإسرائيليين الذين أطلقوا الغاز المسيّل للدموع لتفريق الحشود.
إلى ذلك، قال مدير عمليات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، في غزة، جون غينغ، إن «إسرائيل دمرت البنى التحتية للدولة الفلسطينية المقبلة، أكثر من تلك العائدة لحماس».