strong>أولمرت وليفني وباراك ينتقدون نتائجها: حزب يميني يقود إسرائيل إلى زاوية العزلةتمخّضت انتخابات حزب «الليكود» الداخلية عن قائمة يمينية متطرفة لا تلبي طموحات زعيم الحزب بنيامين نتنياهو، وتستبعد «نجومه» وتمثّل تحدياً لزعامته، وتعطي صورة عن طبيعة الخيارات السياسية التي يمكن الحكومة الليكودية أن تسلكها

مهدي السيّد
حظيت النتائج، التي أفرزتها الانتخابات التمهيدية لحزب الليكود أول من أمس، باهتمام سياسي وإعلامي واسع على خلفية جملة من العناصر والاعتبارات تنطلق من المكانة التي يحتلها الحزب من جهة، ومن النتائج التي أفرزتها الانتخابات الداخلية من جهة ثانية.
على الصعيد الأول، تبرز أهمية انتخابات «الليكود» في ضوء التوقعات شبه المؤكدة التي أشارت إليها كل استطلاعات الرأي، والتي تشير إلى تقدمه بزعامة بنيامين نتنياهو على سائر الأحزاب الإسرائيلية، ما يعطيه أفضلية تأليف الحكومة الإسرائيلية المقبلة. وعليه فإن هوية المرشحين الذين سيتبوّأون الأماكن الواقعية في قائمة «الليكود» تؤشر إلى المسار السياسي الذي ستسلكه الحكومة المقبلة، وطبيعة خياراتها السياسية والأمنية والاقتصادية.
إضافةً إلى ذلك، ترقّب المراقبون بكثير من الاهتمام نتائج الانتخابات لمعرفة القوة التي يتمتع بها نتنياهو داخل حزبه، في ضوء الحملة المزدوجة التي أدارها في الآونة الأخيرة تحت عنوان «ضم النجوم» ومحاربة رمز اليمين المتطرف في الليكود، موشيه فيغلين.
على صعيد النتائج، برزت مفاجأة غير سارة لنتنياهو، تمثلت في فشله على ثلاثة محاور أساسية: فشل المساعي التي بذلها لإبعاد فيغلين عن تبوّء مكان واقعي في قائمة المرشحين؛ إخفاق العدد الأكبر من «نجوم نتنياهو» في احتلال أماكن مضمونة وواقعية على القائمة؛ وفشله في تقديم «منتخب انتخابي» متوازن ومعتدل.
في ما خص جهود نتنياهو لإبعاد فيغلين، فقد نجح الأخير في احتلال المكان العشرين في القائمة، وهو مكان واقعي جداً. ونجح أيضاً في إدخال عدد آخر من أنصاره إلى القائمة الواقعية، كما نجح في التأثير في ترتيب الأسماء الخمسة الأوائل على القائمة، بعدما دارت حرب لوائح بينه وبين نتنياهو، انتهت بفوز كبير ومزدوج لفيغلين، الأمر الذي مثّل تحدياً كبيراً لزعامة نتنياهو، الذي بدأ البحث عن مخارج قانونية تتيح له إخراج فيغلين من المكان الواقعي على القائمة.
وبالنسبة إلى قائمة «النجوم»، فقد دُفع أغلب أعضائها الى ذيل القائمة، ولم ينجح سوى رئيس الأركان السابق، موشيه يعلون، في احتلال مكان له في العشرية الأولى، بينما دُفع دان مريدور إلى المكان السابع عشر، والآخرون لم يحتلوا أماكن واقعية.
وفي ما خص التوازن الذي كان يطمح إليه نتنياهو في قائمة «الليكود»، فقد خُرق بعودة المتمردين، الذين أدّوا دوراً أساسيّاً في انشقاق أرييل شارون عن «الليكود» وتأسيس حزب «كديما». وفي هذا المجال، فإن إلقاء نظرة إلى أسماء أوّل ثلاثين مرشّحاً في القائمة تظهر مجموعة يمينية، حتى يمينية متطرفة، عارضت كل بصيص لمبادرة سلام، من اتفاق أوسلو حتى إعلان أنابوليس، كما أن العشرية الثالثة في القائمة، التي تعدّ حسب الاستطلاعات واقعية، مليئة بشخصيات من أقصى الجناح الصقري لليكود.
وبالتالي، إذا لم يتوجّه رئيس «الليكود» إلى المسار السياسي مع السوريين والفلسطينيين، فإنه يضمن له هدوءاً داخلياً. أما إذا قرر دفع التسوية السياسية إلى الأمام، وهي تنطوي على تنازلات إقليمية، فمن المتوقع لنحو نصف القائمة أن تتمرد عليه، وخصوصاً أن كثيرين فيها يعارضون مبدأ الدولة الفلسطينية، ويرفضون إجراء مفاوضات مع السوريين يجري فيها الحديث عن الانسحاب من الجولانومن أهم الشخصيات التي تضمّها «قائمة الصقور»: جدعون ساعر، جلعاد اردان، روبي ريفلين، بني بيغن، موشيه يعلون، ليئا نس، يولي ادلشتاين، حاييم كاتس، تسيبي حوتبيلي، جيلا جمليئيل، موشيه فايغلين، يريف لفين، ميخائيل رتسون، ايوب قرة، داني دنون، ايهود ياتوم وسغيف اسولين.
وحاول نتنياهو استيعاب الصدمة، فأعلن بعد صدور النتائج أن «دولة إسرائيل تقف اليوم أمام تحديات كبيرة». وتطرق إلى القائمة الجديدة، فقال إنها «قائمة تمثل شعب إسرائيل بكل فئاته، وأنا أعتقد أنها تحمل في طياتها الكثير من الكفاءة، الكثير من الخبرة والكثير من الزعامة».
بدوره، علّق رئيس الحكومة المستقيل ايهود أولمرت على قائمة الليكود الجديدة، فقال إن «الليكود كان وسيبقى حزباً يمينياً يقود إسرائيل إلى زاوية العزلة، والى الأيام الصعبة التي أردنا الخروج منها». أما رئيسة حزب «كديما»، تسيبي لفني، فأضافت إن «قائمة الليكود تضع ثقالات في قدمي نتنياهو، وهو من ينبغي له التصدي لهذه القائمة». وانضم رئيس حزب «العمل»، ايهود باراك إلى منتقدي القائمة، فقال إنها «قائمة يمينية، لا بل يمينية متطرفة توضح ما الذي ينتظرنا».