معاريف ـ عوفر شيلاحيجد مسؤولون كبار في هيئة الاركان العامة صعوبة في تصديق ما يقرأونه عندما يفتحون الصحف. العناوين الرئيسة، المأخوذة من تصريحات الساسة عشية الانتخابات وهمسات جزء من أعضاء هيئة الاركان، تنذر بأن التهدئة قد انتهت وبأن العملية الكبرى في غزة بدأت تتدحرج والدبابات تسخن محركاتها. فقط من يتعيّن عليهم أن يصدروا الأمر بالتحرك لا يعرفون عن أي عملية يجري الحديث وما هي غايتها. لم يبلغهم أحد بذلك بعد.
ماذا نريد؟ وقف «القسام» ـــــ هدفٌ معناه السيطرة على مناطق إطلاق الصواريخ في شمال القطاع وعملية جوية واسعة ضد إطلاق الصواريخ من داخل الأحياء المكتظة (قدّر الجيش الاسرائيلي ثمنها بنحو 800 قتيل من غير المشاركين)؛ أم وقف التهريب من مصر، الى جانب الضغط في المنطقة التي حسب التقديرات يحتجز فيها جلعاد شاليط. هذا يعني تركيز العملية في جنوب القطاع وإعادة احتلال محور فيلادلفي؟ أم ربما، مثلما تكرّر وزيرة الخارجية، الهدف هو إسقاط حكم «حماس» ــــ وهو الهدف الذي يملي عملية أخرى تماماً، نهايتها ستكون مشابهة لما درج على تسميته ذات مرة، قبل فك الارتباط، «بتر القطاع الى أجزاء». لا أحد أوضح للجيش حتى الآن ماذا يريد، ولهذا فلا معنى حتى في تخمين ما سيفعل.
الخطط صدّق عليها منذ زمن بعيد. الطواقم تدربت على المسارات المختلفة. ما لم يحصل حتى اليوم هو الاستعدادات اللازمة، التي في مجال مسؤولية أولئك الذين يسارعون الى التوصية بعملية في غزة: تحصين البلدات في محيط غزة، الذي يتأخر منذ سنوات؛ عملية سياسية تسمح بقطف الثمار في اليوم التالي، وإلا غرقت قوة بحجم فرقتين في غزة على مدى أشهر؛ تحديد آلية لإنهاء الحملة العسكرية ورسم صورة مناسبة لليوم التالي. «حماس» سترد. قدرتها على إطلاق الصواريخ تصل اليوم حتى أشدود وكريات ملاخي. تكتيكها مأخوذ من كتب حزب الله: الصمود، إطلاق القليل ولكن بتواصل، إدخال إسرائيل في حالة إحباط لأسابيع.
وهنا، يقولون في الجيش، بتنسيق كامل مع وزير الدفاع إيهود باراك، يجدر التفكير بأمور أخرى: «هل بوادر التغيير في الضفة، أي الهدوء في جنين وفي نابلس وفي مدن أخرى، سيصمد عندما نهاجم غزة؟ كم من الوقت سيعطينا العالم المشغول اليوم بالثناء علينا لتأييدنا المبادرات الايجابية في الضفة؟ ماذا ستنفعنا العملية في غزة إذا سقطت مدن في الضفة في يد «حماس»؟