أسعار حفلات رأس السنة بين 50 و500 دولار
حرّكت مواسم الأعياد الأسواق التجارية ونشاط المؤسسات السياحية والخدمية في لبنان، ولا سيما أن هذه الحركة تتزامن مع تدفق سياحي (معظمه من اللبنانيين المغتربين)، إذ أعلن وزير السياحة إيلي ماروني توقعاته أن يصل عدد السياح في نهاية العام الحالي إلى مليون ونصف مليون سائح، وتوقع استقبال ما بين 2.5 مليون إلى ثلاثة ملايين سائح في عام 2009 إذا استمر الاستقرار الأمني والسياسي. وأشارت وزارة السياحة إلى أن عدد السياح في تشرين الثاني الماضي وصل إلى 90 ألفاً و663 زائـراً بارتفاع 36.51 في المئة عن الشهر نفسه من عام 2007.
وقال الوزير ماروني إنه «لا يوجد، من الآن وحتى نهاية السنة، مقعد واحد في الطائرة التي تنظم رحلات من مصر إلى لبنان مثلاً»، فيما صرّح العديد من أصحاب المطاعم والفنادق بأن الحجوزات في عيد رأس السنة أصبحت مكتملة، ولم يعد لديهم أي مقاعد شاغرة في سهراتهم، إلا في مؤسسات الوسط التجاري التي تعاني انخفاضاً في الحجوزات لأسباب عدة، منها انتشار المؤسسات السياحية والمطاعم والمقاهي في عدد من المناطق في بيروت وخارجها، ما أدى إلى توزع الحجوزات على هذه المؤسسات بعدما كانت محصورة بمؤسسات الوسط التجاري، إضافة إلى التشدد الأمني الكثيف في هذه المنطقة.

تطوّر الحجوزات

ورأى رئيس نقابة أصحاب المطاعم والملاهي، بول عريس، أن الحركة السياحية عشية الأعياد جيدة جداً، ولاحظ أن هذا التحسن مستمر منذ نحو سنتين، حيث سجل قطاع المطاعم ازدهاراً لافتاً وتبيّن ذلك من خلال إحصاءات وزارة السياحة التي منحت نحو 360 رخصة استثمار خلال عامي 2007 و 2008، حوالى 90 في المئة منها في بيروت الكبرى.
وأشار إلى أن الحجوزات بدأت قبل موسم الأعياد وأن المطاعم تعج بالروّاد يومياً، وذلك على مستوى بيروت الكبرى، والمناطق الساحلية ولا سيما جونية.
وقال عريس إن حجوزات سهرة رأس السنة اكتملت، ولم يعد من مجال لحجوزات إضافية، لافتاً إلى أن الأسعار تتراوح بين 50 و 500 دولار، «وهي لم ترتفع مقارنة مع السنوات الماضية رغم رفع الحد الأدنى للأجور، لأن أسعار المواد الأولية انخفضت، وكذلك سعر اليورو، فضلاً عن استقرار سعر صرف الدولار».
ووصف عريس وضع المطاعم في الوسط التجاري بالمأساوي جداً، وخصوصاً بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري واعتصام المعارضة، ما حوّل رواد هذه المطاعم إلى المناطق المجاورة التي انتشرت فيها المقاهي والملاهي، بحيث افتُتح أكثر من 60 مطعماً في الحمرا وفردان، ونحو 60 في الجميزة و 60 أيضاً على خط أنطلياس ـــــ جل الديب الساحلي. وعزا أسباب تراجع ارتياد المطاعم في الوسط التجاري إلى التشدد الأمني الكثيف، ما جعل منه منطقة أمنية، موضحاً أن إعادة إحيائه يتطلب جهداً والعمل على خلق نشاطات متنوعة جاذبة.

عدد السيّاح

من جهة أخرى، أظهرت قراءة رقمية لوزارة السياحة حول حركة الوافدين في شهر تشرين الثاني 2008، تقدماً بنسبة 36.51 في المئة عن تشرين الثاني 2007، إذ بلغ عدد الوافدين الإجمالي في تشرين الثاني الفائت 90 ألفاً و663 في مقابل 66 ألفاً و413 في الفترة ذاتها من العام المنصرم. وسجل تقدم في عدد الوافدين من الدول العربية بنسبة 59.65 في المئة فبلغ 35 ألفاً و907 زوار، في مقابل 22 ألفاً و490 في تشرين الثاني 2007.
وفي التفاصيل، حلّ الوافدون العرب في المرتبة الأولى، وسجلوا 35 ألفاً و907 زوار، وحلّ السياح الأردنيون في المرتبة الأولى، حيث سُجِّل وصول 11.221 زائراً أردنياً، أي ما نسبته 31% من مجمل الزوار العرب. وحل السعوديون في المرتبة الثانية حيث سجلوا 5.638 زائراً، بنسبة 16% من إجمالي السياح العرب. أما في المرتبة الثالثة، فقد جاء السياح العراقيون بعدد 5.041 زائراً، أي ما نسبته 14% من السياح العرب.
وحل الوافدون من الدول الأوروبية في المرتبة الثانية وعددهم 21 ألفاً و911 زائراً، فكان الفرنسيون في المرتبة الأولى بـ 5.450 زائراً، أي بنسبة 25% من إجمالي الزوار الأوروبيين. وحل البريطانيون في المرتبة الثانية، مسجلين 2.663 زائراً، بنسبة 12% من السياح الأوروبيون. وجاء السياح الألمان في المرتبة الثالثة بعدد 2.644 زائراً، أي ما نسبته 12% من السياح الأوروبيين.
وقد حل في المرتبة الثالثة الوافدون من قارة آسيا، وبلغ عددهم 16.584، يليهم الوافدون من القارة الأميركية وسجلوا 9.560 زائراً.
(الأخبار، مركزية)