تعمل إسرائيل حالياً على الترويج لقرب انتهاء التهدئة في قطاع غزة، في ظل تركيزها على تطور القدرة العسكرية لحركة «حماس»، محاولة تبرير أعمالها العدائية، وسط حرصها في الوقت نفسه على استمرار وقف النار. وذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، أنّ «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تخشى أن يكون الهدوء الذي تمتّع به سكان غلاف غزة في الأشهر الأخيرة على وشك الانتهاء»، وذلك رغم إعلان نائب وزير الدفاع الإسرائيلي، متان فيلنائي، أنّ «الجيش سيواصل تحرّكه أينما رأى ضرورة لذلك»، آملاً «ألا تكون التهدئة قد انتهت». وقال مصدر أمني رفيع المستوى للصحيفة إنّ «ما يحصل في قطاع غزة هو عملية قضم للتهدئة. فقد كان هناك اتفاق غير مكتوب مع الفلسطينيين بعدم اقترابهم من جدار الفصل، إلا أننا نشهد تغييراً جوهرياً على الأرض، وحماس تحاول إيجاد معادلة جديدة في القطاع، لكنّ إسرائيل مستعدة لذلك». وأشار إلى أن «المصريين يمنحون إسناداً غير مباشر لحماس».
وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة إن «ثمة اتفاقاً ضمنياً بين إسرائيل وحماس، مفاده أنّ الجيش الإسرائيلي يتدخّل ما إن يتسلّل فلسطينيون إلى مسافة تقل عن 500 متر من السياج الفاصل بين القطاع والأراضي الإسرائيلية».
ونقلت الصحيفة عن ضابط في قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي قوله إن «اتفاق التهدئة أفاد حماس التي أصبحت مليئة بالثقة بالنفس من التدريبات التي تجريها». وأضاف أنهم «قادرون على الصمود في وجه دخول إسرائيلي إلى القطاع، كما أنهم غيّروا خطة عملهم. إذ كانوا في الماضي يضعون العبوات داخل الأحياء، أما الآن فهم يحاولون وضعها بالقرب من الجدار».
وأشار ضابط آخر في قيادة المنطقة الجنوبية، إلى «وجود تخوّف كبير من أن ترغب حماس في الرد من خلال تنفيذ عملية نوعية. لكن حسب ما فهمنا، فإن وزير الدفاع لا يريد حملة كبيرة في غزة».
من جهة أخرى، ذكر موقع «يديعوت أحرونوت»، أنّ «المؤسسة الأمنية الإسرائيلية قيّدت ردودها في الأسبوع الأخير ضد قطاع غزة، خشية أن يتعرض كبار المسؤولين فيها وفي الجيش إلى الملاحقة القانونية الدولية». وأشارت إلى أن «المؤسسة الأمنية ستبقي على سياسة الردود المحدودة بانتظار الحصول على المشورة القانونية في مسألتي قطع التيار الكهربائي عن القطاع والرد بنيران مدفعية على مصادر إطلاق الصواريخ».
في هذا الوقت، أبقت إسرائيل معابر قطاع غزة مغلقة «لأسباب أمنية»، ملغية بذلك قراراً كانت قد أعلنته في وقت سابق يسمح بدخول قافلة من المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وأعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) اضطرارها إلى تعليق إرسال المواد الغذائية الأساسية إلى نحو 750 ألف نسمة في القطاع. وقال المتحدث باسم الوكالة، كريس غونيس، إن «مخازننا (للمواد الغذائية الأساسية) فارغة».
في السياق، أعلن مسؤولون فلسطينيون أنّ محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة توقفت عن العمل كلياً، للمرة الثانية خلال أسبوع.
ميدانياً، أعلنت «كتائب الأقصى»، الذراع المسلّحة لحركة «فتح»، قصف بلدة سديروت جنوب إسرائيل، بعد منتصف ليل الأربعاء الخميس، فيما تحدث الجيش الإسرائيلي عن سقوط قذيفتين صاروخيتين على منطقة النقب.
وتبنّت «كتائب أبو علي مصطفى»، الذراع المسلّحة للجبهة الشعبية، إطلاق صاروخ استهدف بلدة عسقلان الإسرائيلية.
(أ ب، الأخبار، أ ف ب، يو بي آي)