رغم موافقة الفصائل الفلسطينية على تثبيت التهدئة شرط فتح المعابر، قرّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك استمرار إغلاق المعابر بدعوى استمرار إطلاق الصواريخ
غزة ــ قيس صفدي
أعلن القيادي في حركة «حماس»، أيمن طه، أمس، أن «حركته تلقت اتصالاً مصرياً يوم الجمعة الماضي يحمل عرضاً إسرائيلياً بوقف إطلاق الصواريخ المحلية الصنع لمدة 24 ساعة كاختبار، في مقابل فتح المعابر ابتداءً من اليوم الأحد (أمس)». وأضاف أن «الجبهتين الشعبية والديموقراطية لتحرير فلسطين، وحركة الجهاد الإسلامي التي التقت بها حماس في اجتماع طارئ ليل الجمعة الماضي، وافقت على الالتزام بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال».
وأوضح طه أن «التهدئة لا تزال سارية المفعول، وستلتزم بها الفصائل حتى التاسع عشر من الشهر المقبل إذا لم تكن هناك خروق إسرائيلية»، متهماً الاحتلال بأنه «يتخذ من إطلاق الصواريخ ذريعة لاستمرار الحصار». وأضاف «كفصائل مقاومة، يجب ألا نعطي إسرائيل هذه الذريعة، وأن ننظر إلى المصلحة العليا لشعبنا التي تقتضي في هذه المرحلة الحساسة أن يرفع الحصار وتفتح المعابر تخفيفاً من معاناة الشعب الفلسطيني».
من جهته، قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ نافذ عزام، إن «الفصائل الفلسطينية طالبت المصريين بالضغط على دولة الاحتلال لوقف عدوانها قبل الحديث عن تثبيت التهدئة». وأضاف «من المعروف أن حركة الجهاد اعترضت على التهدئة منذ الإعلان عنها، لكنها التزمت حرصاً منها على وحدة الموقف الفلسطيني وفك الحصار». إلّا أن الطلب الإسرائيلي باستمرار التهدئة، قابله إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك «استمرار إغلاق المعابر التجارية مع قطاع غزة بدعوى سقوط ثلاثة صواريخ في مدينة عسقلان (المجدل) وبلدة سديروت». في هذا الوقت، حذرت وزارة الصحة في حكومة «حماس» من خطر توقف مستشفيي الشفاء والأوروبي عن العمل، وهما الأكبر في القطاع، إذا استمر الحصار، فيما بدأت المخابز باستخدام القمح الرديء المخصص لأعلاف الطيور لتحويله إلى دقيق، مع توقف عمل 30 مخبزاً من أصل 47 بفعل نفاد الدقيق وانقطاع الغاز والتيار الكهربائي.
إلى ذلك، تظاهر عشرات المسجّلين لأداء فريضة الحج قبالة معبر رفح الحدودي مع مصر، احتجاجاً على عدم تسلّمهم التأشيرات اللازمة للسفر من السعودية، واستمرار إغلاق معبر رفح.
وعلمت «الأخبار» من مصادر في حكومة «حماس»، أنها لن تسمح لأي حاج من القطاع، من الحجاج المسجّلين عبر وزارة الأوقاف في حكومة رام الله، بالسفر ومغادرة غزة إن لم يتمكن الحجاج المسجّلون من خلالها من السفر عبر معبر رفح لأداء مناسك الحج.