يسيطر هاجس «إعدام الصناعة» على صناعيّي الضاحية الجنوبية لمدينة بيروت، فهم يعتقدون أن استفادتهم من التعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم في عدوان تموز باتت شبه مستحيلة، ولم يستفد أي منهم من الآليات التي أقرّها مصرف لبنان للتعويض عليهم، وبالتالي، فإن مصانعهم متروكة بلا تعويضات للموت البطيء.هذه الخلاصة كانت محور اللقاء الذي عقده تجمع الصناعيين في الضاحية في بلدية الغبيري، أمس، مع وزير الصناعة غازي زعيتر، فقد أجمع المشاركون على عدم استفادة أي صناعي من آلية التعويضات التي أقرّها مصرف لبنان لتعويض الصناعيين المدينين للمصارف. إذ كان يفترض أن يحصل كل منهم على قرض يعفى من نسبة 60 في المئة من أصله وفوائده، ويتحمل الصناعي 20 في المئة كقرض بفائدة بين 2 في المئة و3 في المئة، و20 في المئة الباقية يتحملها صاحب المصنع وحده.
ورأى زعيتر أن الدولة «تحضر في الضاحية لأول مرة في محاولة خجولة للتعويض جزئياً عما أصاب قطاع الإنتاج في لبنان من دمار»، لافتاً إلى التحضير لمؤتمر دولي لإقرار برامج تشمل تغطية كل التعويضات للصناعيين، وليس جزءاً منها كما يحصل حالياً في برنامج «لايزر» الذي ينفّذ بالتنسيق مع «يونيدو».
وفي السياق نفسه، أشار رئيس جمعية الصناعيين اللبنانيين فادي عبود إلى أن الدولة لم تدفع تعويضات لأحد في القطاع الصناعي المتضرر وقال: «مُنعنا من الحديث مع العرب لإقناعهم بتبني تعويضات صناعية مشابهة لما حصل في القرى والبلدات، والآلية التي وضعها مصرف لبنان للتعويض لم تُترجَم عملياً، والتعويضات تتحول إلى حسابات مصالح عندما تتسلّمها المصارف التجارية».
وأوضح رئيس تجمع صناعيي الضاحية أسامة الحلباوي، أن الصناعيين تُركوا لمصيرهم المجهول، أما رئيس بلدية الغبيري محمد سعيد الخنسا، فأعرب عن أمله في أن يُشمل الصناعيون بالتعويضات لجهة التجهيزات، لأن مشروع «وعد» تكفّل البناء.
وكان زعيتر قد أعلن أن قيمة المعدات التي سيجري توزيعها على مصانع الضاحية من ضمن برنامج «لايزر» تبلغ 800 ألف دولار من أصل 3 ملايين دولار وسيستفيد منها 75 مصنعاً، وقد وصلت الدفعة الأولى منها بقيمة 350 ألف دولار.
وسلّم زعيتر الدفعة الأولى من المعدات الصناعية لعشرة مصانع في الضاحية، وواحد في الجنوب، ثم قام بجولة على أربعة مصانع للألبسة والنسيج جرى تجهيزها بمعدات الحياكة والخياطة وهي: «ستارلت»، «روتكس»، «تروساديا» و«ماكسيموم».
(الأخبار)


«لايزر» يستهدف 5 قطاعات

يستهدف برنامج «لايزر» لمساعدة الصناعات المتضررة من حرب تموز، خمسة قطاعات: المفروشات، الجلديات، النسيج، زيت الزيتون، المأكولات والمشروبات. ويغطي شراء معدات ومولدات كهرباء وأعمالاً هندسية وتدريباً، وقد اختيرت المصانع المتضررة بناءً على دراسة ميدانية، وتنظم «يونيدو» شراء المعدات وفق مناقصات عالمية