السجال حول جدية حوارات القاهرة لا يزال يشغل الساحة الفلسطينية، مع دخول مسألة القوات العربية في إطار التجاذبات الإقليمية، بعد إعلان عمان قلقها من الاقتراح الذي تروّج له الرئاسة الفلسطينية ومصر
غزة ــ قيس صفدي
رأت حركة «حماس»، أمس، أن إعلان مؤسسة الرئاسة بأن الرئيس محمود عباس لن يحضر أو يشارك في جلسات الحوار المرتقب في القاهرة، دليل «عدم جدية عباس في إنجاح جهود إنهاء الانقسام»، في وقت يتواصل فيه إضراب قطاعي التعليم والصحة في غزة، والذي وصفه مركز حقوقي بأنه «مسيّس»، ويهدد بـ «انهيار» القطاعات الخدماتية في غزة.
وقال المتحدث باسم حركة «حماس»، فوزي برهوم، إن «عدم حضور عباس للحوار يوضح عدم جديته في إنجاح الحوار، ويهدف إلى قطع الطريق أمام الجهد المصري المبذول مع جميع الفصائل الفلسطينية للبدء بخطوة عملية من أجل ترتيب البيت الداخلي».
وكان المستشار السياسي لعباس، نمر حماد، قد قال في تصريحات صحافية إن «الرئيس لن يحضر أو يشارك في جلسات الحوار، بل سيذهب إلى مكان انعقاد الحوار إذا توّج باتفاق من أجل رعاية توقيع الفصائل عليه». ونفى أي ترتيبات لعقد لقاء بين عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، خالد مشعل، بعد عيد الفطر.
في هذا الوقت، احتشد عشرات الفلسطينيين وأهالي المرضى أمام منازل ثلاثة أطباء من المضربين عن العمل في مدينة خان يونس جنوب القطاع، للتنديد بالإضراب الذي وصفوه بـ«السياسي»، ودعوهم إلى العودة إلى المستشفيات والمؤسسات الصحية للقيام بواجبهم الإنساني. ورفع المحتشدون لافتات تندد بالإضراب، الذي دعت إليه نقابة المهن الطبية الموالية لحركة «فتح»، ولافتات أخرى تصف الطبيب المضرب عن العمل بأنه قاتل، ومشارك في حصار شعبه.
ودعت حركة «حماس»، على لسان المتحدث باسم جهاز العمل الجماهيري، أشرف أبو دية، إلى اعتصامات جماهيرية مماثلة أمام منازل الأطباء المضربين عن العمل على مستوى القطاع.
من جهة ثانية، قال مسؤول أردني إن بلاده تشعر بالقلق إزاء فكرة إرسال قوات عربية إلى قطاع غزة. وأوضح لـ«يونايتد برس إنترناشونال» أن «الفكرة مقلقة لنا لأسباب كثيرة، أبرزها الخشية من تصفية القضية الفلسطينية وتكريس فكرة الوطن البديل».
وأعرب المسؤول الأردني نفسه عن الاعتقاد بأن الصورة غير واضحة بشأن الفكرة. وقال «هناك تفاصيل وأسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابات، لكن من حيث المبدأ هناك تخوف أردني من هذا الطرح». وتابع «قلقنا من الفكرة يستند إلى مخاوف من توجه إسرائيلي أوسع يقضي بإلحاق قطاع غزة بمصر والضغط على الأردن للقبول بدور أمني وإداري في الضفة الغربية ينتهي بضم الكتل السكانية الفلسطينية إلى الأردن، في إطار خطة إسرائيلية لحل القضية الفلسطينية على حساب الأردن».
ورأى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني، محمد أبو هديب، أن القبول بوجود قوات عربية في غزة «أمر خطير للغاية وسيكون بمثابة المسمار الأخير في نعش القضية الفلسطينية». وقال «لا يجوز اقتراح أو قبول دخول قوات عربية إلى قطاع غزة لأن ذلك ضد مصالح الشعب الفلسطيني وقضيته، وهذا الاقتراح يكرس واقع الاحتلال الإسرائيلي كما يكرس الانقسام الفلسطيني الراهن».
إلى ذلك، نفت «حماس» في دمشق ما تناقلته بعض وسائل الاعلام حول انتقال خالد مشعل الى السودان. ودعا مصدر مسؤول في الحركة «وسائل الإعلام إلى تحرّي الصدق في أخبارها، حيث كان من المفترض بها... أن تتصل بمسؤولي الحركة وتسأل عن صحة الخبر المنسوب إلى مصادر فلسطينية مجهولة».