قبل ساعات على حسم المعركة الانتخابية لرئاسة حزب «كديما»، لا تزال وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، في الطليعة، وهي بدأت العمل على هذا الأساس لتأليف حكومة انتقاليّة
محمد بدير
دخلت الانتخابات الرئاسية في حزب «كديما»، أمس، مراحلها الأخيرة، عشيّة توجّه الناخبين إلى صناديق الاقتراع. وفيما اختتم المتنافسان الرئيسيان، تسيبي ليفني وشاؤول موفاز، حملاتهما الانتخابية بالتشديد على دعوة مناصريهما إلى الإقدام بجدية على التصويت، تواصلت بينهما «حرب الاستطلاعات» من جهة والمعركة على الأرض من جهة أخرى، وسط تكنهات داخل صفوف الحزب بشأن إمكان إقدام المرشحَين الآخرَين، مئير شطريت وآفي ديختر، في اللحظة الأخيرة، على سحب ترشيحيهما والانضمام إلى معسكر ليفني.
ومن الواضح أن الهم الأساسي لكل من ليفني وموفاز هو السعي إلى حسم المعركة في الجولة الأولى غداً، وهو الأمر الذي تمنحه استطلاعات الرأي لوزيرة الخارجية، فيما لا يزال وزير النقل يراهن على ماكينته الانتخابية وسعة انتشارها بين القطاعات الانتخابية.
في غضون ذلك، تبقى الورقة الانتخابية الرابحة لكليهما هي إظهار القدرة على تأليف حكومة بديلة تحول دون تجرّع الكأس المرة للذهاب نحو انتخابات عامة تبدو فرص «كديما» في الفوز فيها ضئيلة، إن لم تكن معدومة.
وإذا كان هذا ما حاول شاؤول موفاز أن يفعله من خلال تصريحاته التي ادّعى فيها توصّله إلى تفاهمات مع حزب «شاس» بشأن الإبقاء على الصيغة الائتلافية الراهنة، فإن ما نقلته صحيفة «إسرائيل اليوم»، أمس، يظهر أن ليفني لا تنوي أن تخلي هذه الحلبة لمنافسها، وتعتزم المضي قدماً نحو خلافة إيهود أولمرت حتى في الفترة الانتقالية.
وبحسب الصحيفة، فإن ليفني تخطط لتسلّم رئاسة الوزراء حتى لو لم تنجح في تأليف حكومة بديلة، وهي في هذا السبيل ستعمد إلى خيار تأليف حكومة ضيّقة برئاستها، تستند إلى أصوات الأحزاب العربية وحزب «ميريتس» اليساري، على أن تتوجه إلى الانتخابات العامة من هذا الموقع.
ومعلوم أن أولمرت يمكن أن يبقى في منصبة لأشهر، رغم إعلانه نيّة الاستقالة فور انتخاب خلف له في رئاسة «كديما». وتتعزز فرص تحقق هذا السيناريو في حال عدم تمكن الرئيس الجديد لـ«كديما» من تأليف حكومة جديدة، الأمر الذي يبقي أولمرت على رأس حكومة انتقالية بانتظار موعد الانتخابات العامة.
ويبدو، حسبما نشرته «إسرائيل اليوم»، أن في نيّة ليفني المطالبة بمنصب رئيس الحكومة الانتقالية في حال فوزها برئاسة «كديما» وعدم تمكنها من تأليف حكومة بديلة. ونقلت الصحيفة عن مقرّب من ليفني قوله إن «وزيرة الخارجية قالت إن الأولوية بالنسبة إليها هي تأليف حكومة بديلة، وهي تنوي فعل ذلك إذا فازت. لكنّها إذا رأت أن الأمر غير قابل للتنفيذ، فإنها تنوي تأليف حكومة ضيّقة تطلب ثقة الكنيست على أساسها، وهو الأمر الذي سيكون متاحاً بتأييد أعضاء ميريتس والكتل العربية».
ووفقاً للمصدر نفسه، فإن البحث الذي أجري أخيراً في هذا السيناريو أظهر فرص نجاح كبيرة له «شريطة أن تعلن ليفني موعداً متفقاً عليه للانتخابات العامة، الأمر الذي سيدفع الأحزاب الأخرى إلى تأييد الخطوة».
وأشارت الصحيفة إلى أن ثمة آراء في قيادة حزب «كديما» ترى أنه إذا كان لا بد من الذهاب نحو انتخابات عامة، فمن الأفضل أن تحل ليفني مكان أولمرت خلال الأشهر الفاصلة عنها، «لكي يعتادها الجمهور كرئيسة للوزراء». رغم ذلك، فإن خطة ليفني لا تخلو من تحفّظات، تتمثل أولاً في «المشكلة الشعبية» المتأتّية من تعويم أي حكومة، حتى لو كانت انتقالية، بالأصوات العربية في الكنيست، وثانياً في احتمال «تآكل» رصيد ليفني كرئيسة للوزراء على مدى الأشهر الفاصلة عن الانتخابات العامة، وهو الأمر الذي سيضر بشعبيتها في مواجهة كل من إيهود باراك وبنيامين نتنياهو.