غزة ـــ قيس صفديعادت التوترات أمس بين حركتي «حماس» و«الجهاد الإسلامي» على خلفية مقتل مواطن فلسطيني، ألقت كل من الحركتين تبعيّته على الأخرى، في وقت بدأ فيه وفد من حركة «فتح» زيارة إلى القاهرة للمشاركة في الحوارات الثنائية السابقة للحوار الفلسطيني الموسّع.
وتبادلت شرطة «حماس» وحركة «الجهاد الإسلامي» الاتهامات حول المسؤولية عن وفاة المواطن الفلسطيني فهمي الشاعر متأثراً بجروح بالغة. وقالت شرطة «حماس» إن الشاعر أصيب «إثر إطلاق نار وقع قبل أيام في خلافات داخلية بين عناصر حركة الجهاد الإسلامي في مخيم الشاطئ، تدخلت على أثره الشرطة». وحمّلت الشرطة الفلسطينية مطلقي النار المسؤولية الكاملة عن مقتل الشاعر، مؤكدة أنها ستقوم بملاحقتهم وتقديمهم إلى المحاكمة.
بدورها، حمّلت حركة «الجهاد الإسلامي» في فلسطين، الشرطة التابعة لحكومة اسماعيل هنية المسؤولية الكاملة عن مقتل الشاعر «خلال تدخلها بشكلٍ غير مبرر قبل ثلاثة أيام في خلاف داخلي بسيط نشب بين الإخوة، وذلك عبر استخدامها القوة المفرطة، ما أدى إلى إصابة المواطن الشاعر». ودعت الحكومة المقالة إلى «أخذ الإجراءات اللازمة بحق عناصر الشرطة الذين تدخلوا في الواقعة».
وكانت خلافات داخلية قد تطوّرت إلى اشتباكات مسلحة بين عناصر من حركة الجهاد الإسلامي اندلعت مساء الثلاثاء الماضي قرب مسجد عسقلان في مخيم الشاطئ في غزة، تدخلت شرطة حماس لفضّها. وقال مصدر فلسطيني، لوكالة «يونايتد برس انترناشونال»، إن «جهود حركة الجهاد الإسلامي لتوحيد صفوف ذراعها المسلحة، سرايا القدس، تحت قيادة واحدة اصطدمت برفض أحد القادة، ما نجم عنه خلافات حادة بين الجانبين تطوّرت في مرات عديدة إلى اشتباكات مسلحة كان يجري تطويقها».
من جهة ثانية، انتهت أمس الأيام الثلاثة التي حددها تنظيم «جيش الإسلام»، الذي يتزعمه ممتاز دغمش في قطاع غزة، في دعوته لقيادة حركة «حماس» إلى المناظرة الشرعية أو ما يعرف في الشرع الإسلامي «المباهلة» بغية تبيان الحق من الباطل.
وقال جيش الإسلام، في بيان أصدرته اللجنة الشرعية، «ندعو إسماعيل هنية بنسائه وأبنائه، وسعيد صيام بنسائه وأبنائه ومحمود الزهار بنسائه وأبنائه وقيادة كتائب عز الدين للمباهلة». وأضاف «إن كنتم تجهلون المقصود بآية المباهلة فهاتوا مفتيكم مروان أبو راس ويونس الأسطل ومن شئتم، نجتمع في مجلس عام علني وندعو الله أن يُهلك الأظلم منا وينزل لعنته وغضبه على الأفجر منا».
إلى ذلك، غادر وفد من حركة «فتح» في قطاع غزة إلى القاهرة للمشاركة في الحوار الثنائي مع المسؤولين المصريين. وانتقل الوفد، الذي ضم عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» رئيس لجنتها القيادية في قطاع غزة زكريا الآغا، وعضو المجلس الثوري واللجنة القيادية العليا للحركة إبراهيم أبو النجا، من قطاع غزة إلى العاصمة الأردنية عبر معبر إيريز للانتقال بعدها إلى القاهرة.
وقالت حركة «فتح»، في بيان، إنه «من المقرر أن يلتحق الوفد اليوم بكل من نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ومحافظ الوسطى عبد الله أبو سمهدانة عضو المجلس الثوري لحركة فتح، الموجودين حالياً في القاهرة».
وقال مصدر في حركة «فتح» إن محافظ خان يونس أسامة الفرا كان من المقرر أن يكون في عداد الوفد، إلا أنه لا يزال قابعاً في سجن المشتل التابع للأمن الداخلي في الحكومة المقالة.