رام الله ــ أحمد شاكرغزة ــ قيس صفدي
القاهرة ــ الأخبار
دخلت حركة «حماس» على خطين متناقضين: الأوّل يتمثّل في رفع حدتها الخطابية والتهديد، للمرة الأولى من الضفة الغربية، بحسم عسكري على غرار ما نفذته في قطاع غزة. أما الثاني فبدا أكثر ليناً من خلال إعلان تلقيها دعوة مصرية رسمية لحوار، من المرتقب أن يكون بعد عطلة عيد الفطر، أي بعد أكثر من شهرين.
وقال متحدث باسم الحركة في الضفة الغربية، رفض الكشف عن اسمه، في بيان، إن «الظروف التي تعيشها الضفة اليوم باتت شديدة الشبه بتلك التي سادت قطاع غزة قبل الحسم العسكري لحماس الذي أعاد الأمور إلى نصابها»، مضيفاً: «بلغت الأمور مبلغاً ما كنا نتمناه أبداً، حيث ترتكب تلك الأجهزة الجريمة تلو الأخرى».
وذكّر البيان قادة الأجهزة الأمنية و«العقلاء» في حركة «فتح من الذين يرفضون إلى اليوم الإقرار بأن حركتهم سُرِقت من تيار خياني يموله ويوجهه الجنرال الأميركي كيث دايتون، وتدربه إسرائيل»، بأنهم هم من «زرعوا الشوك وعليهم ألا يلوموا غيرهم عندما يحصدون الندم قريباً».
في المقابل، شكّكت «حماس» بجدية دعوة الرئيس محمود عباس إلى الحوار، رغم تلقيها دعوة رسمية من مصر. وقال القيادي في «حماس»، محمود الزهار: «ما زالت هناك أنباء متضاربة عن قضية الحوار، مع تأكيد بعض الأطراف الفلسطينية جدية الدعوة المصرية. إلا أن الوقت الذي ظهرت فيه، وتزامنها مع جرائم الاغتيالات في قطاع غزة يثيران الشكوك». وأضاف أن «التصريحات التي تحيط بالدعوة إلى الحوار تؤكد أنها تدخل في باب العلاقات العامة والمناورة السياسية».
وفي السياق، قال نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»، موسى أبو مرزوق، الذي ترأس وفد الحركة في مباحثات القاهرة المنتهية أمس، إن السلطات المصرية وجهت الدعوة منفردة إلى الفصائل الفلسطينية التي شاركت في اجتماعات القاهرة عام 2005 للحضور لعقد جلسات تمهيدية للاستماع إلى وجهة نظر كل فصيل في كيفية التعامل مع الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وخلافاً لما كان متوقعاً، لم يجتمع وفد «حماس» مع رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان، والتقى بدلاً منه نائبه اللواء عمر قناوي، فيما أرجعت مصادر مصرية تغيب سليمان إلى إيفاد الرئيس المصري حسني مبارك له في مهمة خاصة غير معلنة.
وقال أبو مرزوق، لـ«الأخبار»، إن من المتوقع أن يبدأ توافد ممثلي الفصائل الفلسطينية إلى العاصمة المصرية الأسبوع المقبل، مشيراً إلى أن الدعوة تتضمن أسئلة عديدة ستحدد الإجابة عنها موقع كل فصيل حيال ما يجري على الساحة الفلسطينية. وأوضح أن الحوار الفلسطيني الموسع سيعقد وسط إجراءات أمنية مشددة وبعيداً عن وسائل الإعلام على جلستين عقب عيد الفطر.
وكشف أبو مرزوق عن أنه طلب من السلطات المصرية إعادة فتح معبر رفح بين الأراضي المصرية وقطاع غزة، لكن المسؤولين المصريين قالوا في المقابل إنه ينبغي حصول توافق بين جميع الأطراف المعنية في هذا الشأن بما في ذلك إسرائيل والاتحاد الأوروبي. ونفى أن تكون «حماس» قد طلبت سحب ملف المفاوضات الخاصة بصفقة تبادل الأسرى من مصر. وقال: «نحن متمسكون بمصر ودورها، ولا صحة لما يتردد عن تدخلات أطراف أخرى».
ولمّح أبو مرزوق إلى أن الرئيس الفلسطيني سبق أن طلب من إسرائيل ألا تتضمن صفقة تبادل الأسرى الإفراج عن المناضل الفلسطيني مروان البرغوثى، وأن تخرجه في صفقة منفردة، «إلا أن البرغوثي رفض وأعلن أنه إذا كان سيخرج من محبسه، فليتم ذلك خلال صفقة شاليط».
وفي السياق، هددت السلطة الفلسطينية بمقاضاة صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية على خلفية نشرها أوّل من أمس، خبراً مفاده أن الرئيس الفلسطيني أبلغ إسرائيل أنه «سيقوم بحل السلطة إذا ما أخلي سبيل وزراء حماس المعتقلين في إطار صفقة شاليط».
وأضافت الصحيفة أن رئيس الجهاز الفلسطيني للشؤون المدنية حسين الشيخ، «نقل هذه الرسالة من عباس إلى قائد المنطقة الوسطى الميجر جنرال غادي شمني».
لكنّ الشيخ رأى أن هذا الخبر «تافه جداً لدرجة لا يستحق الرد من الناحية الإعلامية». وأكد أنه «يجري مشاورات قانونية لمقاضاة الصحافي الإسرائيلي أوري بلاو، الذي لفق النبأ على لسانه بحق رئيس السلطة المنتخب».
إلى ذلك، أطلقت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة سراح مصور القناة الأولى في التلفزيون الألماني سواح أبو سيف، بعد اعتقال لستة أيام عقب «انفجار البحر» في 25 تموز الماضي. كما قررت إعادة فتح جميع نوادي الخدمات وتسليمها للهيئات الإدارية السابقة، محذرة من استخدامها للأنشطة التي وصفتها بـ«الهدامة والمشبوهة».