حيفا ــ فراس خطيبمع اقتراب موعد الانتخابات التمهيدية في حزب «كديما» في أيلول المقبل، عادت مظاهر مقاولي الأصوات والتعيينات السياسية لترافق المشهد الحزبي الإسرائيلي. هذه المظاهر الفاسدة التي ميّزت مراكز الأحزاب، وتجلّت بشكل كبير في مركز «الليكود» في السابق، عادت على ما يبدو بقوة إلى حلبة «كديما»، وخصوصاً إلى معسكر وزير المواصلات شاؤول موفاز.
وكشفت صحيفة «معاريف»، أمس، عن أنَّ أحد مقاولي الأصوات ممن ساعدو موفاز، عيّن في وظيفة «ممتحن» في مكتب الترخيص التابع لوزارة المواصلات، من دون أن تعلن مناقصة في هذا الشأن. وأشارت إلى أنَّ موظفي مكتب الترخيص في الشمال عبّروا عن استيائهم، وفوجئوا بالتعيين المشكوك في أمره، نظراً إلى أنَّ وزارة المال أدخلت تعديلات صعّبت التعيينات الجديدة.
وقال أحد الموظفين «لقد كان هذا التعيين غريباً. وسأل أحد الموظفين زميله الجديد عن كيفية تعيينه فقال له: ذهبت إلى الوزير (موفاز)، كلّمته بهذا الشأن، فقال لا تقلق، كل شي سيكون على ما يرام».
وقال مقاول الأصوات، وهو شاب يعمل على تجنيد منتسبين من العرب الدروز والشركس، للصحيفة، إنّه ساعد موفاز في السابق لتجنيد منتسبين للحزب. وكان موفاز قد زاره في أيام العيد، لكنه نفى أن تكون هناك علاقة بين التعيين والانتخابات التمهيدية، فيما أصدر مكتب موفاز بياناً قال فيه إنه «لا علاقة له بالتعيين ولا يعرف عنه شيئاً».
وتواردت أنباء، منذ زمن، عن أن موفاز جنّد لجان النقابات الكبرى في وزارة المواصلات لتعمل إلى جانبه في الانتخابات الداخلية. وعرف أخيراً أن موفاز يتمتع بقوة تنظيمية كبيرة داخل الحزب، نظراً إلى تجنيده مقاولي أصوات.
ويذكر أن «مقاول الأصوات» في إسرائيل يعني الشخص الذي يجنّد الناس في صفوف الحزب مع اقتراب الانتخابات التمهيدية، ويكون مسؤولاً عن نقلهم إلى صناديق الاقتراع يوم الانتخابات. وكلما جنّد المقاول عدد منتسبين أكبر، تمتع بنفوذ أكبر.
وفي موقف يدل على ميله إلى اختيار موفاز لرئاسة حزب «كديما»، وبالتالي رئاسة الحكومة، ألقى وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، خطاباً في القدس المحتلة قال فيه إن إسرائيل بحاجة إلى مرشح مجرّب لمواجهة «التحديات». وأوضح «نحن لسنا في برنامج «ولادة نجم» (برنامج ترفيهي تعرضه القناة الإسرائيلية الثانية)»، مبيّناً أنه في حال وجود «عاصفة قوية في البحر، عليك أن تتخذ قبطاناً مجرّباً». وتابع «هذه سفينة في قلب بحر هائج، يجب قيادتها نحو الشاطئ الآمن».
وعلى صعيد التحقيق مع رئيس الوزراء إيهود أولمرت، أعلن ناطق باسم الشرطة الإسرائيلية، أمس، أنه سيخضع الجمعة لخامس جلسة استجواب من جانب الشرطة للاشتباه في ضلوعه في قضايا فساد عديدة. وقال ميكي روزنفيلد لوكالة «فرانس برس»، إن هذا الاستجواب، على غرار جلسات الاستجواب السابقة، سيجري في مقر رئيس الوزراء الرسمي، وستجريه وحدة مكافحة الفساد. وبحسب الإذاعة العامة الإسرائيلية، فإنه من أصل الملفات الستة المفتوحة، سيركّز المحققون هذا الأسبوع تحديداً على قضيتين: الأولى تتعلق بمنزل رئيس الوزراء الخاص الواقع في أحد الأحياء الراقية في القدس المحتلة والذي اشتراه بسعر أقل من سعره، في مقابل خدمات أدّاها إلى المقاول. والثانية تتعلق بتقديم فواتير مزدوجة عن كلفة عشرات الرحلات إلى الخارج.