علي حيدرهدد مسؤول أمني إسرائيلي رفيع المستوى أمس روسيا من إتمام صفقة بيع بطاريات صواريخ روسية مضادة للطائرات من طراز «أس 300» لإيران، مشيراً إلى أن «إسرائيل ستستخدم الحرب الإلكترونية لإبطال فاعلية السلاح، ووضع روسيا في موقف حرج» من خلال إثبات أنه قابل للاختراق. وأوضح المسؤول الأمني الإسرائيلي، لصحيفة «جيروزاليم بوست»، أن هذا الجهاز «ما زال في طور التطوير»، ودعا روسيا إلى «أن تفكر ملياً قبل توريدها المنظومة إلى إيران، التي تقف على حافة نزاع مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة»، مشيراً إلى أنه «إذا وصل السلاح إلى طهران، فسيُعمل على تطوير نظام حرب إلكترونية قادر على إبطاله، وإذا ما حدث ذلك، فإن المسألة لن تكون كارثية على إيران فحسب، بل على روسيا أيضاً، إذ إن الإضرار بإحدى الوسائل الأساسية في الأنظمة الدفاعية الروسية، سيمثّل ضربة للأمن القومي الروسي، وكذلك للصادرات العسكرية الروسية، ولن تشتري أي دولة أنظمة مماثلة يثبت أنها غير مجدية، ومن هنا قد لا تقدم روسيا على فعل ذلك».
وكانت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية قد نقلت أخيراً عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن «إيران ستتسلم منظومة أس 300 من روسيا قبل نهاية العام الجاري»، إلا أن وزارة الدفاع الأميركية سارعت إلى نفي ذلك، وقالت، في بيان أصدرته قبل أسبوعين، إن «الولايات المتحدة لا تعتقد بأن إيران ستحصل على المنظومة قبل نهاية عام 2008».
ونظام «أس 300» الروسي الصنع، أحد الأنظمة الصاروخية الأكثر تطوراً في العالم، وهو قادر على مواجهة وتتبّع أهداف عديدة دفعة واحدة، إذ إنه يتعقب مئة هدف، وفي الوقت نفسه يستطيع إصابة اثني عشر هدفاً، ويصل مداه إلى مئتي كيلومتر، ويمكنه، نظراً إلى مداه، أن يصل إلى ارتفاع 27 ألف متر.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «هآرتس» أن القيادة الإسرائيلية تواجه انقساماً في الموقف من التعامل المشروع النووي الإيراني، مشيرة إلى أن «هذا الخلاف ليس مبنياً على أساس التقسيم السائد في الساحة الإسرائيلية بين حمائم وصقور، بل بين من يدعو إلى ترحيل معالجته، ممن هم غير مهتمين بعملية فورية، مثل الاستخبارات العسكرية وقيادة المنطقة الشمالية، ومن يدعو إلى المبادرة لمعالجته مثل سلاح الجو، والموساد ورئيس الحكومة إيهود أولمرت، الذين يرون ضرورة ضرب المشروع النووي ما دام الحديد بارداً، فيما يخشى الآخرون من أن يكون الضرر الذي يسببه الخطأ في العلاج مميتاً أكثر من المرض، وإذا افترضنا نجاح العملية الجراحية في استئصال المرض، لكن المستشفى سيُدمر والمنطقة ستحترق بأجمعها».
وأكدت الصحيفة أن «التخبط الموجود في إسرائيل هو نفسه القائم في واشنطن. إذ يحذر وزير الدفاع روبرت غيتس من أن خوض حرب مع إيران، في ظل تورط أميركي مزدوج في العراق وأفغانستان، سيكون كارثياً. كذلك يخشى رئيس الأركان الأميركي، الأدميرال مايكل مولن، خصوصاً من زعزعة الاستقرار في المنطقة».
إلى ذلك، وجّهت إسرائيل أمس احتجاجاً شديداً لتركيا على خلفية زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لأنقرة الأسبوع المقبل. واستدعى مسؤولون في وزارة الخارجية في القدس المحتلة، سفير تركيا لدى إسرائيل، ناميك تان، لتقديم الاحتجاج له، والتأكيد أن «إسرائيل خائبة الأمل من أن تركيا تدعو الزعيم الذي ينكر المحرقة علناً إلى زيارة رسمية، وأنها بذلك تمنحه الشرعية».