يحيى دبوقحذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك، أمس، من مراكمة حزب الله للقوة العسكرية القادرة على الوصول إلى كل مكان في إسرائيل، لكنه طالب بعدم التسرّع في شن الحرب، مشدداً على تجنّبها قدر الإمكان، «لأن حرب لبنان الثانية سبّبت تعزيز قدرات الحزب، وكانت نقطة انطلاق جبارة لتعاظم قوته».
وأضاف باراك، في مقابلة أجرتها معه القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي، «ليس لإسرائيل مشكلة في تعاظم القوة (العسكرية) لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، بل مشكلتها في تعاظم القوة لدى حزب الله، التي زادت ثلاث مرات بعد الحرب، ولديه حالياً ضعفا عدد الصواريخ التي كانت بحوزته في الفترة التي سبقتها، وهي قادرة على الوصول إلى كل البلاد»، مشيراً إلى أن «القرار 1701 فشل تماماً».
وأشاد باراك بالسياسة الإسرائيلية التي كانت متّبعة قبل حرب 2006 مع حزب الله، مشيراً إلى أنه «ليس هناك حالياً نقاش مباشر في المجتمع الإسرائيلي في شأن ما حصل قبل عامين، إذ إن السنوات الست التي سبقت الحرب، كانت الأكثر هدوءاً وازدهاراً في كل الجليل، رغم أن عدد الكاتيوشا لدى حزب الله زاد من 7 آلاف إلى 14 ألفاً»، مشيراً إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق أرييل «شارون، وكذلك (وزير الدفاع السابق) شاؤول موفاز، وكذلك (الرئيس السابق لهيئة أركان الجيش) موشيه يعلون، لم يكونوا حمقى عندما لم يرغبوا في التحرك (ضد تهديد حزب الله)، لأنه إذا قرروا ذلك، فيجب ألا يحصل الأمر في حرب لا يبدؤونها من دون أن يدروا أنها بدأت وأنها حرب، ولا يديرونها جيداً، ولا يعلمون كيف يخرجون منها».
ورأى باراك أن الحرب كانت تتطلب «خمس فرق عسكرية، مع تدريب جيد، إذ يجب إعداد القوات وتوفير المواد الاستخبارية لها، إضافة إلى توفير الأدوات والعتاد وكل ما هو مطلوب. فحرب لبنان الأولى (عام 1982) التي لم تكن أقل هزالة من حرب لبنان الثانية، قام شارون بالإعداد لها على مدى عام» كامل.
وشدد باراك على وجوب تجنّب الحرب أو تأجيلها قدر الإمكان «إلا إذا كان التهديد فورياً. لكن عندما تتعاظم قوة دولة أو كيان أو منظمة، فأنا لا أعتقد بصحة الرؤية القائمة على الضربة الاستباقية، لأن تجربتنا تشير إلى أن ضرباتنا تسرّع من عمليات تعاظم القوة»، مشيراً إلى أن «حرب لبنان الثانية كانت نقطة انطلاق جبارة في تعاظم القوة (لدى حزب الله)». وتابع أن لدى «إسرائيل استراتيجية حددها (ديفيد) بن غوريون، تقول إننا معنيون بتجنّب الحروب، وإن لم نستطع ذلك فترحيلها قدر الإمكان. لكن إن فرضت علينا، فيجب أن ننتصر فيها بشكل قاطع، وعلى أرض العدو، وفي وقت قصير، ومن دون الإضرار بالجبهة الداخلية».